ثقافةزوايا

تتمنى أن يحيا بساطتها أثرى الأثرياء

الحاجة سارة: من هنا بدأت قصة عشقنا لأرض طابا

طابا «عروس سيناء» رغم الأحوال المعيشية البدائية الصعبة التي يعيشها البدو من أهلها إلا أنهم يحاولون التعايش مع الواقع والاستفادة من البيئة وما تزخر به من خيرات وما تصنعه أيديهم من مشغولات.

«أسرتي» التقت الحاجة سارة إحدى سيدات بدو سيناء وكان لنا معها هذا الحوار:

 

بداية حدثينا عن سر عشقكم لطابا رغم قلة الامكانات؟

– استمدت طابا أهميتها التاريخية منذ 1906 حينما قررت الدولة العثمانية ترسيم الحدود بين مصر وفلسطين لينتهي الامر باتفاق رسم الحدود من طابا إلى رفح فهى مكان رائع ويزخر بالإمكانات السياحية والتضاريس المتميزة ومن هنا بدأت قصة عشقنا لأرضها وترابها فهي واحدة من جنان الله على الأرض.

 

هل تشعرون بالتمييز بينكم وبين باقي أهل الوطن؟

هناك تناقضات كبيرة بين طابا التي تطل على البحر وطابا التي تقبع في حضن الجبل الفاصل بين مصر والاراضي المحتلة, ففرص العمل بين الجبال محدودة لأبنائنا من البدو، ومعظم المستثمرين لايقبلوننا فيها اعتقاداً منهم بأننا غير مؤهلين ولا نصلح للوظائف السياحية عدا قيادة السيارات والحراسة.

 

كيف تواجهون غلاء المعيشة وصعوبات الحياة؟

– نواجه مغريات لا يمكن حصرها من قبل الاسرائيليين الذين كنا نعيش معهم قبل 1989 حين أصدرت هيئة التحكيم الدولية قرارها بعودتها للسيادة المصرية، كنا نعيش في خيام مصنوعة من الخيش والصفيح حتى تم إنشاء بيوت لنا أمام القرى السياحية لحراستها، والشيء المحزن هناك تحذيرات وتخويف للسائحين بعدم التعامل معنا، حتى الفنانون من البدو يتم تجاهلهم بمعظم الاحتفالات.

 

نرفض الانتقال للعيش في دولة الاحتلال

 

كيف تواجهون تلك الحياة الصعبة؟

– أبناء قريتي يعيشون حياة بدائية صعبة، كثيرون منا يعيشون بلا بطاقات هوية أو حتى قسيمة زواج، شيوخ قبائلنا هم أكثر من واجهوا العدوان، قاوموا وثبتوا وقت الشدة، إلا أن البعض يحاول تشويه هويتنا وسمعتنا ومعاملتنا كأغراب رغم أننا نرفض وبشدة أن ننتقل للعيش في دولة الاحتلال رغم كل المغريات، فهى كانت وستظل العدو الاول لكل العرب والمسلمين إلى قيام الساعة.

 

قلعة الزمان من أفضل الأماكن للاسترخاء والسباحة  في «المسبح الحجري»

 

وماذا عن قلعة الزمان؟

– قلعة الزمان من أفضل الاماكن للاسترخاء والسباحة حيث المسبح الحجري القديم فهى من الأماكن البيئية المشيدة باستخدام أحجار الجبال ومقاعدها من خشب الاشجار حتى الإضاءات كلها مصنوعة من المواد الطبيعية وأما المشروبات المقدمة فكلها من الأعشاب الطبيعية الموجودة بالجبال كحلف البر والمرمرية والبردقوش وغيرها.

 

الأفراح لدينا أسبوع قبل وبعد وأثناء العرس

 

نرفع الرايات البيضاء على بيت العروس

 

ماذا عن احتفالاتكم وأفراحكم؟

– الافراح لدينا تستمر لأسبوع على الأقل قبل وأثناء وبعد العرس, وتعد لها الولائم وتلبس لها الملابس المزركشة  التي تتنوع حسب صلة القرابة من العروس, فلباس أم العروس يختلف عن أختها عن باقي أفراد عائلتها ويتم رفع الرايات البيضاء على بيوت أهل العروس، وتركب على هودج الجمل وتطوف به في أنحاء القبيلة، ويستقبل أهلها التهاني وتسبقها الفرق الموسيقية والمزمار السيناوي والاغاني الشعبية البدوية للاعلان عن إتمام الزواج وإشهاره بين القبائل المجاورة.

 

ماذا عن المهور وهل هناك مبالغة فيها؟

– كانت المهور قديماً عبارة عن خمسة جمال وكل حسب مقدرته ولم يكن جهاز العروس سوى بعض الاواني الفخار والنحاسيات والكانون بديلاً عن البوتجاز في وقتنا الحالي، ورغم ذلك كانت الحياة بسيطة وسعيدة وخالية من المنغصات ولم يكن هناك حالة انفصال أو طلاق إلا قليلاً.

 

حدثينا عن حياتكم البدائية قبل.

– بيوتنا قبل كانت بسيطة نصنعها من جلود الاغنام ونغزل فراشنا ولم يكن لدينا أي إمكانات تذكر، وكنا نسير بالجمال والاغنام لمسافات طويلة لإحضار المياه العذبة من الآبار الصالحة للشرب، نبدأ بعد صلاة الفجر مباشرة إلى غروب الشمس, وخلال تلك الرحلة كنا نقوم بعمل القهوة والشاي وتصنيع الطعام حتى عودتنا إلى بيوتنا.

لا وقت لدينا لوسائل قطع التواصل الاجتماعي

 

ماذا عن التكنولوجيا والموبايلات في حياتكم الآن؟

– لم تدخل الينا التكنولوجيا بشكل كبير كالموجود في المدن والحضر فنحن نعشق البساطة ولا نشغل أنفسنا كثيراً بوسائل التواصل التي نجحت في قطع التواصل فيما بيننا, وقد أهدتني سيدة بولندية كانت تشتري بعض المنتجات اليدوية موبايل صغير لا أستخدمه الا قليلاً للاطمئنان على ولدي حين يسافر وغير ذلك لا نعرف له قيمة، فالتزاور وصلة الارحام السمة الرئيسية في حياتنا والرجال يجتمعون يومياً بعد صلاة العصر ويسألون عمن غاب أو كان به مرض أو لديه مناسبة.

 

ماذا عن نشاط الفتاة السيناوية؟

– أجابتنا راما وهي الابنة الصغرى للحاجة سارة والتي كانت منهمكة في صناعة سجادة يدوية على النول بأن الفتاة السيناوية الآن تختلف عن ذي قبل فقد خرجت ودرست وتعلمت وتستطيع أن تساعد شريك حياتها وأسرتها فدورها لا يقل أهمية عن الرجل.

 

بسؤالها عما إذا كانت تفضل الزواج في سن صغيرة كما كان في الماضي؟

– الزواج سنة الحياة وهو آت لا محالة ولكن لماذا العجلة والتسرع، ففي الماضي لم يكن لدى الفتاة أي خيار أو طموح سوى الزواج وإنجاب الاطفال ورعايتهم.

 

أسرتي في كل مكان

مجدي فؤاد – مصر

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق