حياتنا أحلي

تقدم 5 خطوات لحياة إيجابية واقعية

مدرِّبة الحياة الإماراتية هالة كاظم: الإيجابية لا تعني الضحك 24 ساعة في اليوم!

«الإيجابية».. كلمة أصبحت دارجة على لسان الجميع وخاصة المهتمين بالتنمية البشرية، وقليلون هم من يضعونك على الطريق الصحيح لتطبيقها وتحويلها من مجرد مجموعة من الاحرف تحمل معنى يدفع بالحياة إلى الأمام إلى واقع تعيشه وهو الأمر الذي لفتت اليه مدربة الحياة ورائدة الاعمال الاجتماعية الاماراتية هالة كاظم في ورشة العمل التي نظمتها مؤخرا مجموعة (Youleadq8) تحت عنوان «الإيجابية طريق حياة» حيث قالت مازحة ان كلمة إيجابية «تحولت إلى موضة.. من كثر ما هي إيجابية اصبحت سلبية».. واشارت إلى انها اسلوب حياة وتفكير و«فن للتعامل مع تحديات الحياة بطريقة بناءة وتبسيط الامور المعقدة بوعي وواقعية».

الإيجابية.. التعامل بواقعية

أشارت هالة كاظم إلى ضرورة التعامل بواقعية مع الامور.. فالإيجابية لا تعني أن أضحك 24 ساعة في اليوم.. ولكن أن أتعلم أن أفكر بإيجابية مع احترام سلبيتي، فلا مانع من الشعور ببعض الغضب أو الحزن أو أي مشاعر أخرى قد تبدو سلبية شريطة ألا نغرق في تلك المشاعر.

وأعطت المدربة مثالا بنفسها قائلة: في بعض الاحيان أحب أن أستمع إلى اغاني تثير فيّ مشاعر سلبية «احط أغاني نكد» ولكن سرعان ما أستجمع نفسي مرة اخرى «بعد ربع ساعة أنادي: هالة حان الوقت»، بغرض اعطاء إشارة إلى نفسها للتوقف عن هذا الشعور السلبي للدخول في مرحلة اخرى اكثر إيجابية.. وهنا تؤكد أنها بذلك قد تعاملت مع مشاعرها بشكل واقعي بحيث لبت رغبتها في سماع الاغنية ولكنها توقفت في الوقت المناسب الذي حددته لنفسها.. وتقول: «هنا أنا ما طلعت من إنسانيتى ولكن وجدت الحل».

 

الفرق بين الإيجابي والسلبي

وقالت كاظم إن الفرق بين الإنسان الإيجابي ونظيره السلبي هو أن السلبي لديه الاستغراق في المشاعر المؤلمة.. أما الإيجابي فلا يستمر في تلك الدوامة بينما السلبي يستمر.. الشخص الإيجابي يقوم بتبسيط المشاكل وإيجاد الحلول المناسبة، بينما السلبي يبحث عما يزيد من تعقيدها.

واستعرضت كاظم رحلة تغييرها من الاكتئاب والضياع النفسي الذي عاشته منذ أكثر من 25 عاما إلى مرحلة الوصول للسلام الداخلى والشعور بالطاقة الإيجابية الدائمة والواقعية التي تسعى لنشرها بين سيدات العالم.

 

حياة الكآبة.. قبل 25 سنة!

وقالت «قبل 25 سنة كنت أتمنى الموت.. جزء من رحلتى انني عانيت من الكآبة.. أحيانا أدخل في رحلتى مع نفسي وأقول انني عشت حياتين حياة تعيسة ومشوشة وكارهه للحياة، أشعر بأن الحياة تركض مني وأحيانا تأتيني آلام جسدية بدون أسباب».

وحكت مدربة الحياة كاظم قصتها مع التعافي قائلة  «في يوم من الايام قلت لنفسي انني ما أقبل اني اعيش بهذه الطريقة مرة أخرى.. ومن هنا بدأت رحلتي».

 

ما عندي «فيلم هندي»!

وأضافت أنها طرقت كل الابواب إلى أن وجدت مستشارة نفسية ساعدتها على إيجاد نفسها «وجدت هالة اللي كانت ضايعة»، تعلمت انه «ما في احد يولد بدون مشاكل»، ولكن السؤال هو: كيف أتعامل مع تلك المشاكل؟

واستطردت: هل يعنى ذلك انني لا أحزن!   لا ولكن «ما عندي فيلم هندي»! في إشارة إلى انها لا تبالغ أو تستغرق في تلك المشاعر السلبية بل «أحاول أن استبدلها بأخرى إيجابية وسعيدة».

وكانت رحلة هالة بين العالمين عالم الاحباط والضياع وعالم العودة إلى الذات والسعادة نواة ودافعاً لمد يد العون لكل من تعرضت لحالة مشابهة كونها ستكون الاكثر فهما لكل ما تشعر  به من خلال تجربتها المماثلة والسابقة.

 

5 خطوات لتفكير إيجابي لحياة سعيدة:

1 – أعيدي برمجة ذاتك وغيري ما بداخلك

شددت كاظم على ضرورة تغيير نمط التفكير الذي تعودنا عليه خصوصا المرأة التي تبرمجت على أن تكون المضحية التي يجب ان تعطي طوال الوقت وتخجل من أن تطلب ما تريد، وعلى ضرورة حب النفس ومراعاتها والاستمتاع بالاشياء التي تسعدها مهما كانت بسيطة فهي في النهاية تزيد من تحفيز الذات.

وقالت: يجب برمجة اللاوعي المسؤول عن مشاعرنا المختزنة داخل ذلك الصندوق الاسود لتعديل مشاعرنا الداخلية وتحسين نظرتنا إلى أنفسنا فهو المسؤول عنها وعن الكثير من تصرفاتنا دون أن نعي ذلك أو ندركه.. وهنا تنصح كاظم باختيار بعض المفاهيم التي نريد ترسيخها به كي تتحول مع الوقت إلى منهج في التفكير وسلوك تلقائي وتكرارها بشكل يومي ولعدة مرات ومنها على سبيل المثال لا الحصر «أفكر في ذاتي.. أتابع ما أريد.. أتناول الطعام الذي يساعدني على أن أكون عفية وصحية.. أضع حدودا بيني وبين الآخرين حتى أقترب منهم بالشكل الصحيح.. أحب نفسي»، وغيرها من المفاهيم التي تغذي السلوك الإيجابي لدي الفرد وتزيد من تواصله وثقته بنفسه.

 

2 – مساعدة الآخرين تزيد من إيجابيتك أيضا

مساعدة الآخرين بدون انتظار المقابل حتى لو كان بمجرد ابتسامة أو البدء بالسلام أو الاطراء بلفتة جميلة غير متوقعة أو بالقيام بأي عمل لطيف دون أي هدف سينعكس على يومك ويزيد من إيجابيتك.

 

3 – التأمل صحة للنفس وراحة للعقل

تقول كاظم إن الدراسات الحديثة اثبتت قدرة جلسات التأمل المتواصلة على تحسين الصحة النفسية والبدنية لمن يمارسونها، وأشارت إلى أن هناك ارتباطا وثيقا بين التأمل والمشاعر الإيجابية، فالتركيز على بعض العبارات أو المشاعر الإيجابية اثناء التأمل يحفز المخ على افراز هرمونات تساعد على خلق سعادة مستمرة ونظرة إيجابية دائمة تساعد على التفكير بشكل مختلف، فهو لا يحل المشاكل لأنه ليس سحراً، ولكن طريقة التعامل معها تصبح أفضل.

ولفتت المدربة الانتباه إلى تأثير تلك الجلسات  على الصحة البدنية ايضا حيث قالت ان الدراسات اظهرت اهميتها للدورة الدموية وصحة القلب ونصحت بأن تكون جزءا من واجبتنا اليومية لرفع طاقتنا الإيجابية.

 

4 –  جاور السعيد تسعد

نحن كائنات اجتماعية لذا فالعلاقات الاجتماعية القوية والمتزنة في ذات الوقت سواء كانت خاصة أو عامة تجعل نظرتنا للامور اكثر تفاؤلا وإيجابية بل وتحسّن من الصحة العامة، فحسب دراسة اجرتها جامعة هارفارد على 2000 طفل واستمرت تتابعهم لعدة اجيال، فرغت نتائج الدراسة إلى أن الذين عاشوا لفترات زمنية أطول وأكثر سعادة وإيجابية هم من كانت علاقاتهم الاجتماعية قوية سواء بأسرهم أو اصدقائهم أو بالآخرين بشكل عام بمن فيهم الغرباء، حيث لفتت الدراسة إلى اهمية التعامل بشكل سلس حتى مع من لا نعرفهم.

وتضيف كاظم أن اختيار المحيط الخارجي مهم جدا، مشيرة إلى ضرورة الاقتراب من البشر الذين يجلبون لنا المشاعر الإيجابية والسعادة عملا بالمثل القديم القائل «من جاور السعيد يسعد»، وحذرت من مصاصي الطاقة الذين يمتصون طاقتنا الإيجابية بسبب نمط حياتهم وتفكيرهم السلبي، وقالت ان «العلاقات المتزنة تحمي أدمغتنا».

ودعت كاظم إلى التخلي عن بعض المعتقدات الخاطئة التي تبرمجنا عليها كالتعبير عن سعادتنا بالضحك واعتبار ان السكوت دليل الرزانة والعقل الكبير، وتساءلت: «ما الغلط في ان نضحك وأن «نبحث» عن الفرح؟! فوقت الجد جد ووقت الوناسة وناسة».

 

5 – الرياضة صحة.. إيجابية وسعادة

وتنصح كاظم بممارسة أي نوع من أنواع الرياضة حتى ولو كانت لا تتعدى المشي ولو لمدة نصف ساعة يوميا فهذه العادة اليومية ستزيد من طاقتك الإيجابية وتعزز مناعتك وتعطيك شعورا متكررا بالإنجاز بل وستقلل من الأرق وتحفز نمو الدماغ بالاضافة إلى كونها مضادا طبيعيا للاكتئاب.

 

طقوس يومية..للإيجابية

كما دعت كاظم إلى اتباع بعض الطقوس اليومية التي يفضل أن تكون في بداية النهار كي نبدأه بروح إيجابية ومعنويات مرتفعة ومنها تدوين الأيام الجميلة واللحظات السعيدة في حياتنا ومع أصدقائنا وأفراد عائلتنا، حيث سيؤدي ذلك إلى التركيز على الجانب الإيجابي من حياتنا والذي قد لا نراه بل ونعتبره من المسلمات.

أيضا كتابة بعض الاشياء التي نشعر بالامتنان للخالق لحصولنا عليها، حيث سيذكرنا ذلك بما لدينا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق