تحقيقات

جاذبية الفراشات في العمل التجاري الاجتماعي

هنوف الجحيل:

اخترت «بيت الفراشات» لأن لي حلماً بإنشاء مركز «بيت» للمجتمع يحوي إبداعات أفراده

 

House of Butterflies.. اسم جذاب.. لا يجذب فقط من الناحية التجارية كعلامة تجارية.. لكنه يجذب أيضا القلوب بما يحمله من رسالة إنسانية جميلة.. كجمال الفراشات.

«هنوف الجحيل» صاحبة الفكرة لهذا المشروع التجاري الخيري معا، هي نموذج للفتاة الكويتية العربية التي تقتحم حاليا مجالات كثيرة في العمل العام والعمل الاجتماعي معا.. والربط بين العملين أمر جديد وشاق ويحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع رويدا رويدا.. لذلك، كانت الفكرة جريئة وممزوجة بالإبداع الإداري والتقني والإنساني.. وخرجت إلى النور ونجحت بفضل فتاة كويتية موهوبة كان

لـ «أسرتي» معها هذا اللقاء حول الفكرة والتأسيس والأهداف لمثل هذا المشروع المتميز:

 

 

بدأت المشروع لتخليد ذكرى أختي هبة ضحية السرطان

 

كانت هبة شخصية مرحة وملونة تنشر الفرح في حياة قصيرة مثل الفراشات

 

اسم مشروعك House of Butterflies اسم مميز ويحمل الكثير من المعاني الجميلة.. لماذا اخترت هذا الاسم تحديدا لمشروعك؟ وكيف توصلت اليه؟

– اخترت اسم «بيت الفراشات»؛ لأن لي حلما وأملا بأن أكون قادرة على انشاء مركز «بيت» للمجتمع يحوي ابداعات أفراد المجتمع من الفن والموسيقى والأعمال الحرفية وحلقات النقاش الثقافية والعمل الخيري بالإضافة

الى كونه المكان المعروف بتصاميمه للسلات الجميلة، واختيار الفراشات يرجع لسبب ابتداء المشروع وهو فقداني لأختي الصغيرة هبة بمرض السرطان وتوابعه في 2010 فكان من الضروري تحويل آلامي الى عمل خيري يخلد ذكراها..

كانت هبة شخصية مرحة وملونة تنشر

الفرح لمن حولها لكن كانت لها حياة قصيرة مثل الفراشات.

 

كيف جاءتك فكرة هذا المشروع؟

– في2010 كنت في تجوال بمنطقة في جنوب

فرنسا للتسوق وتوقفت عند وجود منتج غريب لكن جميل الشكل والتصميم، وعند سؤالي عن صاحبه اتضح لي أن الموزع توقف عن الإنتاج.. خطرت في بالي فكرة العمل الخيري،

وبما ان إنشاء مركز بدون دعم من جهات معينة أمر صعب, فقررت التواصل مع صاحب المشروع لمعرفة تفاصيل المنتج وليكون نقطة

البداية لمشروع بيت الفراشات.. اتضح لي أن المنتج (السلة) نتيجة عمل اجتماعي وبيئي كونه مصمما ليعاد استعماله ولكن صممت

على اضافة العامل الخيري وتأسيس التبرع كجزء لا يتجزأ من مبادئ بيت الفراشات

وأيضا أصبحت المصممة للمنتج لاضافة أفكاري ولمساتي اليه.

بدأ الإنتاج (مرة سنويا كونه عملا يدويا من قبل عمال حرفيين في قرى الوحدات الحرفية الاجتماعية الآسيوية) وكان عام 2013 هو أول طرح لتصاميمنا التي كان لها صدى جميل وقبول من فئات مختلفة من المجتمع.

 

ما الذي دفعك إلى ربط مشروعك التجاري هذا بالجانب الإنساني من حيث نسبة من أرباح المبيعات دائمة للأعمال الإنسانية الخيرية؟

بالإضافة الى فقدان المرحومة هبة، هو إيماني بأهمية العطاء في المجتمع وضرورة كون الفرد عضوا مساهما وفعالا لبناء أي مجتمع حضاري متقدم في مبادئه وهذا يتم عن طريق العمل الخيري والتبرع للجهات ذات الدور الاجتماعي الحساس حتى تعم الفائدة على جميع الأفراد وينهض المجتمع.

 

ما الفئات التي تستفيد من الجانب الخيري لمشروعك هذا؟ وهل الاطفال المصابون بالسرطان المستفيدون فقط  أم أن هناك فئات أخرى ولو كهدف على المدى البعيد؟

– في بدايات تبرعاتي كانت للجهات الراعية لمرضى السرطان لكن في هذه السنة امتدت تبرعاتي لتشمل جهات الرعاية والرفق بالحيوانات, وجهات توعية بالرضاعة الطبيعية، وجهات مهتمة بالبيئة وجهات تعليمية

أيضا وما العامل المشترك بين هذه الجهات سوى دورها الفعال في التوعية وتسليط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة تفيد فئات مختلفة من المجتمع.

 

كيف كان رد الفعل تجاه اتجاهك الخيري من مشروعك التجاري؟

– برغم كون «بيت الفراشات» مشروعا وفكرة صغيرة العمر، إلا أنني على المستوى الشخصي شغلت – وبحمد الله – حيزا كبيرا من آلامي لا بأس به، وعلى المستوى العام جاء التقدير من محبي فكرة المشروع وتوجهاته.

 

تلقيت الدعم والتشجيع من عائلتي والأصدقاء المؤمنين برسالتي والجهات غير الربحية

 

هل هناك من يساعدك على تحقيق الهدف الخيري الإنساني من مشروعك؟

– في بداياتي تلقيت الدعم والتشجيع من جميع أفراد عائلتي والأصدقاء المؤمنين برسالتي والدعم يستمر حاليا، وهناك الكثير من التواصل بين مشروعي والجهات غير الربحية التي تستضيفنا في أنشطتها من وقت الى آخر.

 

منتجاتنا صديقة للبيئة

 

منتجات مشروعك من المنتجات الصديقة للبيئة.. فهل لك أن تشرحي لنا هذه النقطة بتفصيل أكثر؟

نسبة من موادنا المستعملة يتم البحث عنها من قبل عمالنا الحرفيين على مواد (شرائح بلاستيكية) يمكن إعادة صبغها وإنتاج تصميم جديد منها ونحرص على إنتاج تصميم يمكن استعماله بعدة طرق وهو من مزايا المنتج الصديق للبيئة.

 

ولماذا اخترت هذه النوعية من المنتجات خاصة أنها منتجات تبدو متميزة بالفعل؟

– في أعتقادي ان المنتج هو الذي اختارني! فقد ابتدأ شريكي المشوار في نطاق محدود ولكن عند مشاركتي له تترجمت الكثير من مبادئنا المشتركة الى منتجات جميلة الشكل والمضمون وحاملة لرسالة مهمة اجتماعيا.

 

أشعر بالتواضع لأنني استطعت تسليط الضوء على مبادئ مهمة في مجتمعي

 

كونك فتاة تقتحم هذا المجال الكبير والصعب في الربط بين المشروعات التجارية والمشروعات الخيرية.. فبمَ تشعرين وأنت بالفعل دخلت التجربة؟ وماذا يمكن للفتاة الكويتية أن تقدم وتساهم في هذا المجال؟

– مازالت هناك العديد من التحديات وافتقار للدعم ولكن الإصرار والكفاح هو ما يحتاجه أي شخص لخوض أي مجال بعيدا عما هو معتاد.. أشعر بالتواضع لكوني استطعت تسليط الضوء على مبادئ مهمة في مجتمعي.

 

أرحب بكل من له استفسار أو الراغبين في التطوع للعمل الخيري

 

كلمة اخيرة لك.

– أرحب بكل من له استفسار أو الراغبين في التطوع للعمل الخيري أو لكل من بحاجة للتوجيه في بدايات عمله الاجتماعي الخيري بالتواصل معنا في مواقع بيت الفراشات الاجتماعية:

Instagram: @hobq8

Facebook: House of Butterflies

www.hobq8.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق