تحقيقات

حصلت على لقب الفتاة المثالية عام 2015

رقية: لهذا لقبوني بفاكهة البلد!

 

رسمت الأفلام والقصص صوراً خيالية عن عالم الأقزام وما يملكونه من قدرات خارقة تفوق البشر، من أسطورة عالم «الأقزام السبعة» مرورا بمغامرات «عقلة الاصبع» وصولاً إلى عالم الواقع الذي يؤكد أن عددهم ليس بالقليل.. طموحاتهم تتحدى الصعاب، رغم قاماتهم القصيرة إلا أن أحلامهم تطول السماء، منهم عباقرة وفنانون وأصحاب حرف متميزين

«أسرتي» دخلت عالم الأقزام والتقت بـ «رقية» ابنة إحدى قرى صعيد مصر.. تبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما، واجهت الصعاب في سبيل استكمال دراستها حتى حصلت على الشهادة العلمية ثم قامت بعمل مشروع تجاري لتنفق منه على نفسها وتساعد أسرتها الصغيرة.. وكان لنا معها هذا اللقاء:

 

لم يلحظ أحد أنها قصيرة القامة إلا بعد بلوغها العاشرة

 

في البداية أكدت «رقية» أنها ولدت طبيعية كباقي إخوتها ولم يلحظ أحد أنها قصيرة القامة إلا بعد بلوغها العاشرة من عمرها، فهى فتاة طموحة ومميزة بين قريناتها تلاعبهن وتتحدث اليهن وتحل مشاكل الجميع حتى أطلقوا عليها حكيمة القرية.

حدثينا عن يومك؟

– أحرص على الاستيقاظ مبكراً لصلاة الفجر، ثم قراءة القرآن وممارسة الرياضة بشكل يومي، وبعد طلوع الشمس أستعد للتوجه الى العمل، حتى صلاة العصر ثم أعود لمنزلي للقيام بأعمال المنزل.

هل تشعرين بالغربة وسط المجتمع الذي تعيشين فيه؟

– أشعر بأننا فئة مهمشة في المجتمع، ومعظم أصدقائي من عالم الأقزام يسيطر عليهم الاحساس بالخوف، الخوف من الناس ولا يستطيعون مواجهتهم والاندماج معهم.

لكنني أراك مختلفة واستطعت كسر حاجز الخوف داخلك، فكيف ذلك؟

– أهلي وأصدقائي ساعدوني على تحمل المسؤولية والاعتماد على نفسي، في كل شيء.. فأنا أخدم نفسي بنفسي وأستخدم العصا والكرسي للوصول الى الاشياء المرتفعة والبعيدة.

«فاكهة البلد» لقب أطلقه أهل القرية عليك.. فما السر في ذلك؟

– أنا الوحيدة في البلدة التي أسكن فيها من قصار القامة،

أحب أهل البلد وعلاقتي طيبة بالجميع وهم يشعرون بأنني خفيفة على قلبهم، فأنا أعتبر قصر قامتي منحة من الله لا محنة.

هناك بعض النماذج استطاعوا إنشاء نقابة وجمعية وأيضا مقهى لهم، فكيف تمكنوا من ذلك؟

– أتمنى أن يتعرف أقزام الصعيد على المجتمع ويحتكوا به ويتعرفوا على زملائنا في محافظات الوجه البحري ممن كسروا حاجز الخوف ليستفيدوا من تجاربهم. ويتمكنوا من المطالبة بحقوقهم وتوصيل أصواتهم للمسؤولين بعمل أنشطة اجتماعية مختلفة ونقابة خاصة تطالب بحقوقهم.

يقال إن قصار القامة أكثر ذكاءً ولديهم قدرات خاصة تفوق سائر الناس.. فما مدى صحة ذلك؟

– هناك بالفعل نسبة ذكاء أعلى بين قصار القامة، والدليل على ذلك نجاح البعض في الوصول لهدفه وتحقيقه.

وماذا عنك أنت شخصياً؟

– منحني الله سبحانه وتعالى حب الناس، وقدرة على التسامح والتعايش معهم علاوة على قدر من الارادة والعزيمة والإصرار على تحقيق أهدافي مهما كلفني الأمر، وهذا ما قد يفتقده الكثير من الاصحاء.

وحصلت على لقب الفتاة المثالية عام 2015 على مستوى المركز لأنني استطعت كسر الحواجز والاعتماد على نفسي وعندي يقين بما أعمله.

ما الصعوبات التي واجهتك خلال حياتك؟

– عدم قدرة البعض على تفهم وضعنا ونظرات السخرية، متناسين أن هذه هي إرادة الله وحكمته أنه خلقنا على هذه الصورة.

ماذا عن حياتك الاجتماعية؟ وهل تفضلين الارتباط بقصير قامة أيضا؟

– أتمنى الارتباط بزوج صالح ومن نفس طولي، ويكون أكبر مني سنا ومعتمدا على نفسه ولديه القدرة على تحمل مسؤولية أسرة وأن يقتنع بشخصي.

ماذا عن علاقتك بأفراد أسرتك؟

– أنا محضر خير بين أفراد أسرتي، وأحرص على الاستماع اليهم وحل مشاكلهم، ويعتبرونني قاضي الأسرة.

وماذا عن علاقتك بالسياسة؟

– شاركت في كل الاستحقاقات الانتخابية وأتحيز للنساء المرشحات ومنحتهن صوتي الانتخابي بعد أن أثبتن أنهن على قدر المسؤولية في البيت وفي العمل السياسي.. وأتمنى أن أترشح لأكون أول نائبة من قصار القامة في البرلمان المصري مستقبلا إن شاء الله.

 

أسرتي في كل مكان

غادة عوني – مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق