تحقيقات

«داليا بدران» أسست أول مركز تجميلي لمريضات السرطان

الأول على مستوى العالم

سعادة الإنسان على قائمة أولوياتها وأعمالها.. بزغ نجمها كإعلامية فعرفها جمهورها من حلقات «دار العز»، تلك الحلقات التي تروي مسيرة من النجاحات والكفاح والتألق والتميز لسيدة من هذا المجتمع الطيب.

إنها ملكة «دار العز» داليا بدران.. السيدة الكويتية التي كلما بحثت عنها وجدت سيرتها العطرة تسبقها، أناملها الحانية تداوي الكثير من الآلام التي عجز الطب التقليدي عن مداواتها.

تطل علينا هذه المرة داليا بدران متوجةبجائزة صاحب السمو أمير الكويت للمرأة المتميزة 2019 لتحدثنا عن مشروعها المخصص لمساندة مريضات السرطان وتقديم خدمات استشفائية مجانية لهن، ومشروعها هو مركز تجميلي لاستشفاء مريضات السرطان من الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي لمرض السرطان chemotherapy.

وقبل أن نسترسل في خدمات هذا المركز نتوقف لبرهة مع نقاط مضيئة في مسيرة داليا بدران.

  • هي الوحيدة التي حصلت على الشهادة الجامعية من جامعة الكويت ولم يتجاوز عمرها 19 عاماً.. وبطلة الكويت في السباحة لمدة 3 سنوات، وأول امرأة تنشئ مصنعاً الأول من نوعه بالكويت عام 2002 الذي تخصص في اختراع منتجات نادرة لحل مشاكل صحية.
  • فازت داليا بدران بأول جائزة يتم منحها لمصنع في تاريخ الكويت، وهي جائزة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لعام 2017 لفئة المصانع المتميزة في خدمة المجتمع.
  • لُقبت بعدة ألقاب شرفية، منها: سفيرة «فوق العادة» في 2017 من قبل مؤسسة مدنية في جمهورية مصر العربية تقديراً لإسهاماتها في الأعمال الخيرية والمجتمعية.
  • عكست تلك الجوائز مدى تميز مسيرتها وإسهامها في مجال الصحة العامة وخدمة المجتمع بما تقدمه من أبحاث ومنتجات غير ربحية لمرضى السرطان.

 

تحدثت الباحثة في مجال الصحة العامة السيدة داليا بدران الحاصلة على ماجستير في نفس التخصص من جامعة «ليفربول» عن تأسيسها أول مركز تجميلي خصيصاً لمرضى السرطان، وكيف جاءت الفكرة وهدفها قائلة:

في البداية أسعدني أن أنال هذا العام هذه الجائزة التي تنظم لأول مرة من نوعها في الكويت على مستوى دولي، فكلمة «سرطان» لها وقع مخيف على آذان من يسمعها، وخاصة الشخص المريض نفسه فقد أصبح العالم يعيش مع وحش قاتل يدعى «مرض السرطان»، وأول ما يتبادر للأذهان التغيرات السلبية الواضحة للعيان التي تحدث في الجسم نتيجة العلاج الكيماوي، مثل فقدان الشعر وتغير لون البشرة وتقرحات الجلد ومضاعفات في كل أعضاء الجسم.

 

وقد رأيت ذلك وأكثر في والدي العزيز، وكانت هذه هي نقطة التحول في حياتي.. مرض والدي أحدث داخلي زلزالا جعلني أبحث في مجال الأعشاب والطب البديل عن كل ما يمكنني ان اساعده به واخفف أوجاعه وأرمم تقرحاته التي عانى منها نتيجة العلاج، وأصبحت رسالتي هي التخفيف عن معاناة مرضى السرطان النفسية والمرضية، والتقدم بأبحاث ومنتجات غير ربحية لمرضى السرطان.

 

هل لنا ان نعرف قصة هذا المركز؟

تعتاد السيدات الذهاب للصالونات النسائية للتجميل، ولكن ماذا اذا فكرت احدى مريضات السرطان ان تذهب الى هذا الصالون او ذاك، وهي فاقدة لشعرها او تريد ان تجمل من شكل اظافرها لتستعيد شيئًا من نفسيتها التي لا يعلم بها الا الله، ولكنها تفاجأ دائما بأنها غير مرغوب بتواجدها وسط السيدات الاخريات رغم انها هي من تعاني.

وأضافت:

رفض دخول مريضات السرطان يؤثر كثيرا على نفسيتهن، ولهذا قررت ان انشئ مركزا تجميليا لهن يرحب بتواجدهن على طبيعتهن الجميلة ومجهزا بكل وسائل الراحة والاستمتاع النفسي لهن.

 

هل معنى ذلك انه مخصص لمريضات السرطان فقط؟

نعم.. من أجلهن ولا يسمح لغيرهن بالدخول سوى المرافقات، حيث ان مريضة السرطان تود ان تشعر بالخصوصية والعناية في المعاملة، وتستطيع المريضات ان تجد حمامات البخار بأشعاب مختلفة والرمال الحارة ومساج الاحجار البركانية والحجامة الجافة والتلقيدية والتدليك وسحب السموم من الأظافر بحمامات مائية، مع تقديم وجبات خفيفة تلائم فصيلة الدم الخاص بالزائرة.

 

وجود أجهرة رياضية في المركز يلفت نظر كل من يدخله.. فما سر وجود هذه الأجهزة؟

عملت على توفير أجهزة رياضية في المركز التجميلي يمكن للمريضات استخدامها، وهي من جهة أخرى مهمة للمرافقات اللاتي يأتين مع المريضات للمركز، حيث لايسمح باستخدام الهواتف اثناء الاستمتاع بالجلسات العلاجية، وربما يكون الوقت طويل عليهن، وكان هدفي في ذلك ألا تشعر مريضة السرطان انها اضاعت وقت من يرافقها للمركز أو ان تشعر بملل الانتظار، فالجميع يمكنه ان يستفيد بوقته بممارسة ما يشاء من أنشطة أو خدمة.

 

ماذا عن إنشاء مصنع «ماج الساير» للأعشاب والزيوت الطبيعية؟

أنشأت مصنع «ماج الساير» للأعشاب باعتباره الأول من نوعه في الكويت عام 2002 الذي يقوم بتصنيع كافة منتجاته محلياً بمعدات وآلات محلية الصنع، وتخصص في اختراع منتجات نادرة لحل مشاكل صحية عجز الطب التقليدي عن مداواتها، وأودعت تركيبات فريدة من اختراعي لتسجيلها كبراءات اختراع صنعت بالكويت وكانت هذه الفئة من الأنشطة التجارية غير مصنفة لدى الوزارة، ولكنني صممت على طلبي والفكرة من ورائه، فكان المسؤولين من أورع من قابلت في تفهم احتياج البلاد لهذا التصنيف الجديد.

والمردود الإنساني والاجتماعي هو الأهم والأولى في الاعتبار عن المردود التجاري، وهو ما كان وراء حصول مصنعي على جائزة صاحب السمو الأمير  (حفظه الله ورعاه) في فئة المصانع المساهمة في خدمة المجتمع عام 2017، فإن المصنع يقوم بتنفيذ مبادرة تصنع الأمل، وتحفز الإنسان على توظيف كل إمكانياته المتاحة مهما ضعفت أو قلت ليتخطى العقبات ويمتلك شغف الطموح نحو الأفضل.

 

بعض المريضات يرفضن تلقي العلاج إلا بعد استخدام قناع الشعر

 

ماذا عن قناع «جويرية» لتساقط الشعر؟

حملت المنتجات العلامة التجارية «جويرية»، وقناع «جويرية» تم تجربته لأكثر من 15 عاما، حيث تم إطلاقه في عام 2002 بمباركة من أطباء مستشفى حسين مكي جمعة للسرطان والقائم عليها آنذاك الدكتور الفاضل عادل العصفور، ومنذ ذلك الحين نقوم بتقديمه بشكل مجاني للمرضى، فهذا القناع  يتكون من أكثر 140 نوعا من نباتات وزيوت وأعشاب طبيعية علاجية، تم اختيارها بعناية فائقة وخلطها بماء زمزم، لمنح الشعر التغذية والمعادن اللازمة للحفاظ عليه من التساقط وتسريع عملية نموه، فضلاً عن قدرته على إزالة المعادن الثقيلة التي تتجمع في بصيلات الشعر وفروة الرأس والتي يتأثر بها الدم أثناء العلاج، حتى أصبح المنتج علامة موثوقة يطلب بالاسم لدى بدء العلاج الإشعاعي والكيماوي، بل إن بعض المريضات يرفضن تلقي العلاج إلا مع استخدام هذا القناع الذي يضمن لهن عدم تساقط الشعر بالكامل، وبالتالي الحفاظ على حالتهن النفسية والمزاجية، ويساهم ذلك بشكل فعال وحيوي في شفاء المرضى.

 

ماذا عن المنتجات الأخرى التي تخفف عن مرضى السرطان معاناتهم؟

نقوم على إنتاج مركبات عشبية تختص بعلاج امراض الشعر فضلا عن انتاج صبغات الطبيعية  للشعر وكمادات الحبوب والاعشاب لاسترخاء العضلات، اضافة الى خط انتاج الزيوت وسنفرة لفروة الرأس وعلاج الصلع، وكذلك انتاج زيوت المساج لحالات مرضية مختلفة وغيرها من المنتجات.

وأضافت: ان الزيوت نستوردها من فرنسا وانجلترا، لأنها الأفضل، وكذلك الأعشاب من جميع دول العالم واحرص على عمل مسح للعينات كل فترة في معامل خارج الكويت لمتابعة جودة المنتجات وايضا مختبرات شركائنا في الابحاث العلمية «معهد الابحاث العلمية» والمركز القومي للبحوث العلمية بجمهورية مصر العربية وادارة الاختراعات التابعة له.

 

من الذين دعموا «داليا بدران» لتصل إلى تحقيق هدفها؟

تلقيت الدعم الكامل والتشجيع الدائم من عائلتي وخاصة من زوجي السيد بدر مساعد عبدالله الساير الذي طالما وقف بجانبي.

 

ماذا عن تطلعاتك المستقبلية؟

اتطلع لمزيد من الدعم من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في المشروعات المخصصة لمساندة مرضى السرطان وتقديم خدمات استشفائية مجانية لهم، فأنا أحلم بقرية استشفائية مجهزة بسبل الراحة والاسترخاء ومصحة للتخلص من السموم الدوائية Detox-Spa، لنقدم لهم فيها الدعم والقوى الروحانية من ثقافات وتجارب شعوب الأخرى لاستعادة قواهم الجسدية والنفسية.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق