تحقيقات

دينا ذوالفقار لـ «أسرتي»: تربطني بالحيوانات علاقة عشق ولغة حوار

تواظب على زيارة أسبوعية لحديقة الحيوانات منذ 13 عاماً

على مدار 13 عاماً، تواظب المصرية دينا ذوالفقار على زيارتها الأسبوعية لحديقة الحيوان بالجيزة، تحمل المرأة الخمسينية حقيبة مملوءة بالطعام والشراب يوم الأحد من كل أسبوع وتذهب لقضاء ساعات النهار مع القردة والجمال والشمبانزي وغيرها من الحيوانات.

ذوالفقار الحاصلة على بكالوريوس إدارة الأعمال، وعملت في مؤسسات دولية كبرى، لا تجد حرجاً في الاعتراف بارتباطها بالحيوانات، وتقول إن أسعد أوقاتها تلك التي تقضيها بصحبتها كل أسبوع.

«أسرتي» التقت ذوالفقار الملقبة بـ «عاشقة الحيوانات»، وتحدثت معها عن سر عشقها للحيوانات وحكاية الزيارة الأسبوعية التي تواظب عليها أسبوعياً لحديقة الحيوان، وكيف تتعامل مع عالم الحيوان المثير والمليء بالأسرار.. وإلى نص الحوار:

 

كيف بدأت علاقتك بعالم الحيوانات؟

– علاقتي بالحيوانات علاقة قديمة، وبدأت منذ نعومة أظفاري من خلال بعض الحيوانات الأليفة التي كنا نربيها في منزلنا، ثم تطورت تلك العلاقة يوما بعد يوم، وبعد إنهاء دراستي الجامعية كانت لدي رغبة قوية في الاقتراب بشكل أكبر من عالم الحيوانات، ومن هنا بدأ عشقي للحيوانات، ومنذ عام 2005 أصبحت أواظب على زيارة حديقة حيوانات الجيزة أسبوعياً في موعد ثابت لم يتغير من 13 عاماً ففي صباح يوم الأحد من كل أسبوع أجهز حقيبة مليئة بالطعام وبعض الفواكه وأذهب إلى لقاء القردة والجمال والأسود والفيلة وغيرها من الحيوانات.

 

أشعر بسعادة غامرة خلال تعاملي مع الحيوانات وأحيانا أتمنى ألا أفارقها

 

ما سر تلك الزيارة الأسبوعية لحديقة الحيوانات؟.. ولماذا تواظبين عليها طوال تلك الفترة الطويلة؟

– من خلال تعاملي المباشر مع الحيوانات، وفي بعض الزيارات التي كنت أقوم بها لحديقة الحيوانات، كان من اللافت بالنسبة لي طبيعة الحياة الصعبة للحيوانات المحبوسة في أسرها، ومن هنا فكرت في طريقة أستطيع من خلالها التقرب من عالمها، وبالتالي فكرت في عمل برنامج إثراء معيشي وتحفيزي لتلك الحيوانات أستطيع من خلاله تغيير البيئة المحيطة بها، مع تقديم بعض الأطعمة والمشروبات غير الموجودة في الحديقة، وخلال الزيارة أشعر بسعادة غامرة خلال تعاملي مع الحيوانات، وأحيانا أتمنى ألا أفارقها وأن أظل معها طوال الوقت.

 

ماذا عن إدارة الحديقة.. هل هناك تعاون بينكما؟

– بالطبع هناك تعاون فكل الطعام الذي أحضره للحيوانات يخضع لإشراف الحديقة، وأطبائها البيطريين الذين يقدمون لي بعض النصائح عن الأطعمة والمشروبات اللازمة لحيوانات بعينها، مثل الموز والجزر للقرود وأنواع لحوم بعينها للأسود، بالاضافة إلى بعض الخضراوات التي تفضلها أنواع معينة من الحيوانات.

 

ماذا عن علاقتك بالعاملين داخل الحديقة والعمال المسؤولين عن رعاية الحيوانات؟

– بسبب زياراتي المتكررة للحديقة أصبحت بيني وبين العاملين بالحديقة صداقة، وأعرف غالبية العمال وتربطني ببعضهم علاقات قوية للغاية، وفي كثير من الأحيان أتواصل معهم في الأيام التي لا أزور فيها الحديقة للاطمئنان على صحة الحيوانات.

 

حدثينا عن طقوس زيارتك الأسبوعية؟

– الاستعدادا للزيارة يبدأ قبلها بيومين، ففي يوم الجمعة أذهب إلى السوق وأشتري الأطعمة والمشروبات اللازمة للزيارة، ومساء السبت أعكف على إعداد مستلزمات الزيارة، وعادة أحمل معي البيض والخضار وأعد كل تلك الأطعمة تحت إشراف الحديقة كما ذكرت سابقاً، وفي فصل الصيف مثلاً أحرص على إعداد مثلجات، أعصر الفاكهة وأضعها في مكعبات الثلج، وأضعها في صناديق صغيرة، ومع طلوع صباح الأحد أستيقظ مبكراً وأحمل تلك الصناديق وأنطلق بها إلى الحديقة التي تبعد عن منزلي ما يقرب من ساعة.

 

وكيف تستقبلك الحيوانات بعد وصولك للحديقة؟

– تنتابها سعادة غامرة بمجرد وصولي الحديقة، وأستشعر ذلك في حركتها السريعة وأصواتها التي تنطلق فور رؤيتها لي كل أسبوع، وأشعر بأن هناك لغة حوار وتواصل بيني وبين الحيوانات ربما لا يفهمها ولا يشعر بها أحد غيري.

 

هل هناك أنشطة أخرى تمارسينها داخل وجودك في الحديقة؟

– نظراً لأني أقضي اليوم كاملاً مع الحيوانات، أصطحب معي أحيانا الألوان وفرشة الرسم وأمارس هوايتي في الرسم، خصوصاً أن المناخ العام والمناظر الخلابة وأصوات الحيوانات تضفي على الروح البهجة وتساعد على صقل موهبتي في الرسم، وهناك لوحات كثيرة رسمتها داخل الحديقة أحتفظ بها داخل منزلي.

 

تربطني علاقة قوية للغاية بالقرود والجمال

 

أي الحيوانات أقرب إليك وتحرصين على متابعة حالتها داخل الحديقة؟

– في الحقيقة أنا أتعامل مع كل الحيوانات.. بداية من الفيل والزرافة ووحيد القرن وغيرها، لكن تربطني علاقة قوية للغاية بالقرود والجمال، ومنذ سنوات طويلة أطلق على القرود أسماء بعينها منها «لوزة» و«كوكو» و«بطة»، وفي بعض الأحيان لا أكتفي بالتعامل مع الحيوانات من خارج القفص بل أدخل إليها في القفص وأتعامل معها بشكل مباشر، وخلال زيارتي أحمل كاميرتي الخاصة وأسجل بها كل اللحظات الجميلة التي أقضيها برفقة حيواناتي المفضلة.

ما أكثر الحيوانات التي تتمتع بذكاء فطري؟

– «الشمبانزي» من أكثر الحيوانات ذكاءً، ومن خلال قراءاتي المتخصصة في أجنة الحيوانات فإن الشمبانزي يتمتع بمستويات ذكاء تقترب من مستوى ذكاء «بني آدم»، وألاحظ ذلك من خلال تعاملاتي المستمرة معها، وتجاوبها معي في زياراتي المتكررة.

 

هل سبق لك التخلف عن موعد الزيارة الأسبوعي لحيواناتك في الحديقة؟

– طوال الـ 13 عاماً الماضية لا أتذكر أنني تخلفت، ولو لمرة واحدة عن زيارتي الأسبوعية، إلا في بعض المرات التي كنت فيها خارج مصر، لظروف عملي الخاص، لكن فور عودتي أذهب مباشرة إلى الحديقة لرؤية الحيوانات والاطمئنان على أحوالها.

 

هل تتعرضين لمضايقات من زوار الحديقة؟

– أحيانا بعض المارة يستغربون من تصرفاتي مع الحيوانات، وهناك من يقولى لي إن «بني آدم» أولى بما أقوم به، ولكني أرد عليهم دائماً بأن الحيوانات كائنات حية وتستحق أن نوليها اهتمامنا ونقدم لها الدعم اللازم لتعيش حياة كريمة، كما أن الشرع والأديان السماوية كلها تحض على الرفق بالحيوان.

 

بعيداً عن عشقك للحيوانات.. كيف تابعت الدعوات المتجددة من البعض في بلدك بتصدير الكلاب والحمير  لبعض دول آسيا؟

– الدول التي ما زال بها أشخاص يأكلون الكلاب كالصين وكوريا لا تحتاج إلى استيرادها لأن لديها اكتفاء كاملا منها، ومنذ سنوات طويلة تصدر مصر الكلاب بشكل طبيعي وأغلبها سلالات للحراسة أو الاقتناء وأكثرها بعيد عن السلالات البلدية، والحمار بات معرضاً للانقراض محلياً، لذلك قامت دول مثل  أوغندا وبوركينا فاسو ومالي بإيقاف تصديره.

 

ماذا عن الطرق التقليدية التي يتم اتباعها للتخلص من الكلاب الضالة عن طريق قتلها بالسم؟

– مصر بلد تحترم حقوق الحيوان، والأزهر والكنيسة يرفضان الطريقة الهمجية التي يتم من خلالها التخلص من الكلاب الضالة، وهي طريقة مجرمة دولياً ولا تتماشى مع المواثيق الدولية التي تهتم بالرفق بالحيوان،  كما أن استراتيجية 2030 التي أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تشير إلى التوعية والتطعيم ولم يتطرق أحد إلى التخلص من الكلاب بقتلها، والحضارة المصرية القديمة تركت استئناس الكلاب والقطط للحضارات المقبلة.

أسرتي في كل مكان

القاهرة- آدم مهران

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق