أزواج وزوجات
أخر الأخبار

! زوجتي في أحضان الخادمة

هذه مأساة زوجة صالحة شابة وبريئة.. فجأة تعرضت لمواقف مريعة لم تعرف كيف تتصرف، أو إلى أين تذهب.. عاشت في بيت أبويها معززة مكرمة.. هاجرت مع زوجها فصدمت بالحياة الزوجية.. تعبت كثيراً فلم ترتحْ إلا في غرفة خادمتها.. لنسمع زوجها وهو سبب انهيار تلك الزوجة الشابة.

يقول خالد: أنا موظف في إحدى السفارات في دولة عربية، مركزي مرموق ولي معارف وأصدقاء كثيرون من أعضاء السفارة ومن أبناء البلد الذي أعمل به. وفي إحدى زياراتي لبلدي طلبت، بل وتوسلت لي أمي أن أهجر حياة العزوبية وأتزوج، ولكن كان رفضي قاطعا، فلن يرضى أحد تزويج ابنته من شخص يقضي معظم حياته بعيداً عن وطنه. فكيف ستعيش هذه الزوجة بعيداً عن أهلها وأصحابها؟! ولكن أمي وجدتها.. بنت شابة لم تتجاوز العشرين من عمرها.. جميلة وبرىئة ولن يرفض أهلها تزويجها من الرجل الصالح.. وهذه كانت المشكلة.. الكل سواءً أهلي أو الناس من حولي في بلدي يظنون أنني صالح أخلاقياً، وهكذا كنت أبدو، فأنا مهذب في الكلام وطيب إلى أقصى درجة.. وخُدِع أهل العروس في وتزوجت “فرح” وسافرنا إلى البلد الذي أعمل به.. بصراحة أحببت “فرح” منذ أول أسبوع، فهي طيبة وبريئة فكانت كهمسة في بيتي ومضت شهور قليلة وبدأت تظهر أعراض الحمل على زوجتي. اقترح والدها أن يرسل إلينا خادمة لتساعد فرح في أعباء المنزل، فوصلت تلك الخادمة وسكنت معنا في البيت نفسه، بل وفي الطابق نفسه، حيث إن منزلنا صغير. بدأ أصحابي الذين انقطعوا عني بسبب زواجي يتصلون بي.. وبدأت أذهب وأسهر معهم.. لم تكن السهرات بريئة، فكان فيها كل أشكال المعاصي.. الخمر.. والقمار.. والنساء، كنت في البداية أذهب في أيام العطل الأسبوعية فقط، ثم بعد ذلك أصبحت أذهب كلما اشتقت للمشروب، وبعدها أصبحت أتردد يومياً على الشلة.. “شلة الأنس والفساد”.. عند عودتي كنت أجد زوجتي نائمة.. وفي الصباح كنت أقول لها إن عملي هذه الأيام يتطلب مني السهر.. وكانت تدعو لي بالصحة والعافية، ولكنها دائماً تعلق على احمرار عيني الدائم، وكانت تقترح عليّ أن أزور الطبيب. وفي ليلة من تلك الليالي عندما عدت أعدَّت لي زوجتي مفاجأة بمناسبة مرور سنة على زواجنا.. ولكني كنت أنا المفاجأة، فقد كنت سكراناً إلى درجة أنني لم أستطع أن أمشي بخطوات ثابتة.. وما أن رأتني “فرح” حتى كاد يغمى عليها.. أصبحت تصرخ “أنت سكران أنت تشرب الخمر”! وبدأت تبكي، فكانت ليلة سوداء لم أستطع تهدئتها لأنني كنت “سكران على الآخر”، فلم أستطع الكلام والتصرف، فنمت من شدة الدوخة.. وفي الصباح وجدت زوجتي نائمة على الكرسي فأيقظتها، ولكنها صرخت في وجهي وأشاحت وجهها عني، وقالت إن رائحتي كريهة.. اعتذرت وقلت لها إن هذا لن يتكرر.. وفعلاً مضى أسبوع ولم أسهر مع الشلة، ولكن هذا أرهقني نفسياً وبعدها بدأت أذهب وأعود فنتشاجر أنا و”فرح” ، وأصبح صراخنا يسمعه جيراننا.. كنت أحياناً أمد يدي على زوجتي وأدفعها، أو أحاول إغلاق فمها بالقوة، وأحياناً أضربها، مع أنها حامل، ولكن السكران لا يعرف الحامل من غير الحامل، والضعيف من القوي، وكنت عديم الوعي والضمير، وأصبحت عديم الرجولة، حيث تحولت السهرات من شقة صاحبي إلى بيتي الصغير.. كان شكلي كل ليلة مزريا ومخيفا، فعيناي حمراوان وشعري “منكوش” ورائحتي كريهة، وأنا في منتهى “البهدلة”.. أصبحت “فرح” تخاف مني، فكلما دخلت الغرفة أسمعها تقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

دموعها لم تفارق عينيها.. كانت تعيسة. وفي ليلة دخلت الدار فلم أجدها.. جن جنوني.. فقد كانت في شهرها الأخير.. هل حدث شيء لها؟! فسمعت بكاءً يأتي من غرفة الخادمة ففتحت الغرفة فوجدت “فرح” تبكي في أحضان الخادمة وكانت هي الأخرى تبكي معها وتواسيها!! أصبح ذلك المنظر يتكرر كثيراً، فأحيانا أرى الخادمة تحاول تهدئة “فرح” وتنويمها على سريرنا، وتقول لها “يا ابنتي أنت حامل اريحي نفسك”.. ولكن من شدة اكتئاب فرح لم تستطع النوم على سريرنا، فكانت تنام على سرير الخادمة وتنام الخادمة على الأرض.. أصبحت تلك الخادمة هي ملجأ “فرح” من الخوف والاكتئاب.. فقالت الخادمة لي في يوم: “سيدي إذا كنت لا تريد زوجتك فابعثها إلى أهلها.. مع العلم أن زوجتك إلى هذا اليوم لم تبح بشيء إلى أمها أو أبيها عن حالتها”.. وفعلاً طلبت “فرح” السفر إلى أهلها ومعها الخادمة فذهبت، وكان الذهاب من دون رجعة.. فقد أخبرت الخادمة أم “فرح” بالمأساة التي تعيشها ابنتها.. فانفصلنا.. أنا أعيش كما أنا حتى بعد أن رزقت بابنة جميلة وهي تعيش كما هي.. انفصلنا فلم تتزوج “فرح” لمدة خمس سنوات.. أما أنا فتزوجت من سكرتيرتي في العمل، وهي من غير جنسيتي.. وبعد سنة من زواجنا طلقتها.. لم تكن مثل “فرح”، ولن أجد أحداً مثل “فرح”.. أصبحت أراجع نفسي وأراجع المشاهد التي كنت أجد فيها “فرح” بكاء.. ويأس.. والهروب مني إلى أحضان الخادمة الحنون التي لولا فضل الله ثم تلك المرأة لجُنت “فرح”.. فكانت الخادمة بالنسبة “لفرح” الأم والأخت والملجأ من الخوف.. راجعت نفسي فوجدت أنني مشتاق إلى «فرح» وابنتي.. فكلمت أحد أعمامها حتى يتوسط لي عند أبيها الذي كان رافضاً رفضاً كاملا أن يرجع ابنته لي.. والمفاجأة أن «فرح» كانت تريدني! أحسست في تلك اللحظة أن ربي سوف يغفر لي، فلم يمح حبي من قلب “فرح”، وعدنا وتزوجنا رغم غضب أبيها.. ولكن  “فرح” أخذت عليّ جميع أشكال العهود بألا أقرب الخمر وشلة الأنس، وطلبت أن ننتقل إلى دولة أخرى لأعمل فيها.. وتم ما أرادت.. وها أنا أعيش في بلد جميل مع أسرتي الجميلة.. وأنا أصبح وأمسي حامداً ربي أن زوجتي قبلت الرجوع إليّ بعد المآسي التي فعلتها معها.. الحمد لله.. الأسرة هي السعادة الحقيقية.

لقد تكلم خالد بكل صراحة وجرأة عن أعماله المخجلة تجاه زوجته، واعترف أيضاً بأنه أخطأ وفعلاً أصلح خطأه وفهم أن السعادة هي الأسرة، وليس شلة الأنس.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق