ثقافةزوايا

سلطان العميمي: أستلهم أفكاري من الواقع الخليجي وبيئتي المحلية

الشاعر والروائي والباحث ورئيس أكاديمية الشعر في «أبو ظبي»

روايته «غرفة واحدة لا تكفي» دخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» لعام 2017، كما فازت مجموعته القصصية «إشارة لا تلفت الانتباه» بجائزة العويس للإبداع القصصي. هو الشاعر والروائي والباحث ورئيس أكاديمية الشعر في «أبو ظبي» سلطان العميمي، أصدر 20 عملاً أدبياً من بينها روايتان وثلاث مجموعات قصصية منها «غربان أنيقة» و«تفاحة الدخول إلى الجنة». وهو عضو لجنة تحكيم مسابقة شاعر المليون للشعر النبطي وأصدر كتباً كثيرة في حقل الشعر الشعبي والبحث. تحولت بعض قصصه إلى أعمال درامية والبعض الآخر في طريقه إلى السينما، العميمي كان أحد ضيوف معرض الكويت الدولي للكتاب فالتقينا به:

سيكون هناك عدد من الأعمال الفنية المأخوذة عن إصداراتي الأدبية

 

أعمالك الأدبية ترتبط بالمكان ارتباطاً كبيراً، لماذا هذه المحلية الشديدة؟

– نعم أستنبط أو أستلهم أفكاري من الواقع الخليجي المحلي، فالمكان والزمان موجودان في الروايتين اللتين أصدرتهما وارتباطي بالزمان والمكان يأتي في إطار طموحي للوصول إلى العالمية، فالعديد من الكتاب العالميين انطلقوا من بيئتهم المحلية فإن لم يكن للكاتب ارتباط بالزمان والمكان اللذين ينتمي لهما فلن يتمكن من نقل جزء من هويته إلى الآخرين ولا تنس أن نجيب محفوظ الأديب العالمي وصل إلى العالمية من خلال محليته الشديدة خاصة روايته «أولاد حارتنا».

 

هل هناك إبداعات جديدة في الطريق تعمل عليها الآن بعد إصداراتك الأخيرة؟

– الكاتب لا يتوقف وإذا توقف يكون للتأمل والبحث والدرس، فدائما هناك الجديد وفي خلال الفترة القادمة سيكون هناك عدد من الأعمال الفنية المأخوذة عن إصداراتي الأدبية من بينها فيلم ومسلسل تلفزيوني ومسرحية قصيرة.

 

الكاتب لا يبحث عن الشهرة بقدر ما يسعى لوصول أفكاره

 

الأعمال الدرامية يجب أن تحافظ على هوية الأعمال الأدبية المأخوذة عنها

 

الأعمال الدرامية تحدث تغييرات جذرية أحيانا بعيدا عن العمل الأدبي – ألا تخشى ذلك على أعمالك؟

– لا ننكر أن الأعمال الدرامية تمنح النصوص الروائية شهرة أكبر لسرعة انتشار الدراما بين الجماهير ولكن الكاتب لا يبحث عن الشهرة ووصول أعماله إلى الجماهير بقدر ما يسعى لوصول أفكاره وهويته الإبداعية، ولذلك من المهم جدا أن تحافظ الأعمال الدرامية على هوية الأعمال الأدبية المأخوذة عنها وإلا تحول العمل إلى شيء آخر لا يمت بصلة إلى الكاتب.

 

السيناريست احتفظ بهوية  روايتي «ص.ب 1003» وخطوطها الرئيسية

 

تحولت روايتك «ص.ب 1003» إلى عمل درامي، هل حافظ المسلسل على أفكارك وهويتك الإبداعية؟

– السيناريست احتفظ بهوية وروح الرواية وخطوطها الرئيسية وكانت إضافاته إيجابية وفيها تشويق وإبداع، كما كان الأداء التمثيلي رائعا ومقنعا وصادقا، وحقيقة أنا فخور بهذا العمل وبكل المشاركين فيه وربما في رمضان المقبل سيشهد الجمهور عملا دراميا جديدا مأخوذا عن أحد مؤلفاتي.

 

هناك تاريخ مشترك بينكم وبين الكويت، فما مدى تأثر الفنان الإماراتي بالفن الكويتي؟

– نحن نعيش في خليج واحد وهناك صفات وسمات مشتركة بيننا وبدون شك هناك شراكة وتأثر بيننا وبين الكويت، وهناك أعمال درامية كثيرة مشتركة بيننا وبين الكويت، فنحن نعتز كثيرا بما قدمه الفنانون الكويتيون للفنانين الإماراتيين وما بينهما من تاريخ مشترك محل تقدير واحترام.

 

هل فكر أحد المخرجين في تحويل إحدى رواياتك إلى فيلم سينمائي؟

– لدي رواية اسمها «غرفة واحدة لا تكفي» صدرت عام 2016 ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» لعام 2017 يحضر أحد المخرجين لإخراجها سينمائيا في الفترة المقبلة.

 

التأثير المتبادل بين الشعر الشعبي الخليجي والشعر الأندلسي بسبب الهجرات

 

ذكرت في كتاباتك أن هناك تأثيرا متبادلا بين الشعر الشعبي الخليجي والشعر الأندلسي، فما أسبابه؟

– بالفعل هناك تشابه في بنية ومفردات الشعر الأندلسي والعربي بشكل عام والتأثير المتبادل بين الشعر الشعبي الخليجي والشعر الأندلسي واضح وكبير رغم قلة الدراسات التي تناولت الموشحات الأندلسية من ناحية والقصيدة الخليجية النبطيّة السائدة من ناحية ثانية وجاء هذا التشابه بسبب الهجرة العربية إلى الأندلس، والتمازج الذي حدث حينذاك بين شعوب عربية وإسلامية مختلفة أدى إلى حدوث تغيير كبير في بنية ومضمون القصيدة الخليجية ولمست ذلك أثناء دراستي في المغرب تعرفت على لهجات محلية هناك تحمل الكثير من المفردات التي نستخدمها في الإمارات والخليج العربي وبعد هجرة أبناء المغرب العربي إلى الأندلس دخلت هذه المفردات في القصائد التي كانت تغنى على شكل موشحات لتعود مرة أخرى إلى الخليج العربي ويتبناها الشعراء المحليون في نظم أشعارهم، وفي المغرب تعرفت أيضاً على عدد كبير من العلماء الذين تعود جذورهم إلى الأندلس وساهموا في تعميم المفردات التي أخذوها من تلك الجذور على المشهد الثقافي والعلمي في المغرب ودول الخليج والبلاد العربية بشكل عام وفي المقابل تحمل الموشحات الأندلسية الكثير من المفردات العربية التي كانت تستخدم في اللهجة العامية للكثير من الشعوب الخليجية والعربية التي انتقل أعلامها إلى الأندلس، فهناك تبادل وتأثر واضح بدون شك.

 

ما الأسباب التي أدت إلى هذا التأثر من وجهة نظرك وتجاوز الفوارق بين الثقافتين العربية والأندلسية؟

– بداية بنية القصيدة الإماراتية والخليجية بشكل عام تأثرت إلى حد كبير بالشعر الصوفي الذي ازدهر في الأندلس وتحولت قصائده إلى موشحات وأغان نقلها الرحالة العرب إلى معظم البلدان العربية وتعود أسباب التغير الجذري في القصيدة النبطية تحديدا المتأثرة بالشعر الأندلسي إلى عاملين: أولهما تحرر شعراء القصيدة النبطية الذين هاجروا للأندلس من الضوابط التي كان يفرضها الذوق العام في بلدانهم، وثانيهما ظهور آلات موسيقية وموشحات اشتهرت وانتشرت وأثرت في الذوق العام وتغير بنية القصيدة النبطية مما ساهم في النهضة الثقافية العربية في الأندلس فظهرت مواضيع علمية وفلسفية كثيرة أثرت بدورها في مضمون القصيدة وانتشارها.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق