ثقافةعصير الكتب

سلمى سعود: المثل الأعلى من الممكن جداً أن يكون من بسطاء الواقع

كاتبة شابة برسائل للشباب

كاتبة وروائية شابة،  تحمل مع أوراقها وأقلامها هموم جيلها وأحلامه وتطلعاته بل أيضا صراعاته وتحدياته، لذلك قررت منذ أن كتبت أول سطر في حياتها أن تكون لها رسالة خاصة،  رسالة متعددة الأبعاد لأبناء جيلها من الشباب، وهذه الرسالة تكونت وتشكلت داخلها بمصادر عديدة وربما واحد منها مصدر خاص وهو أمها، الكاتبة والروائية وصاحبة دار النشر الشابة سلمى سعود، شابة من نوع مختلف،  مزيج أصيل من القيم العربية الخليجية ومن الذكاء والاطلاع والشعور القوي برسالة الحياة وحياة الرسالة، تحب الايجابية إلى حد التكريس لها معظم كتاباتها،  فهي ترى – باختصار- ان «الحياة حلوة»، وقد كان لنا معها هذا اللقاء حول كتبها المتعددة سواء روايات أو في التنمية البشرية:

بدأت أول كتبي «عقل يتكلم» حاولت فيه تقديم افكار  إيجابية لمن لا يقرأون

كم كبير نسبياً لمنشوراتك رغم حداثة سنك،  متى وكيف؟

– في البداية لدي دار نشر خاصة بإصداراتي،  وقد أسستها خصوصا لذلك،  وقد صدر أول إصدار منها ولي عام 2011 وهو «كتاب عقل يتكلم» وهو يحمل فكرة مجنونة جدا، فيه حاولت الربط بين الصورة والعبارات الإيجابية التي تحفز الناس على تحسين حياتهم، وكان استخدام الصور لأجل تشجيع فئة كبيرة لا تقرأ،  ثم توالت الإصدارات لي من خلال هذه الدار.

 

هل هذا معناه أنك شعرت بدافع قوي للكتابة منذ ذلك الوقت؟ فماذا عن بداياتك؟

– بالنسبة لبدايات الكتابة كانت منذ الصغر، فكم أحب الكتابة، لكن في مرحلة الجامعة في كلية الحقوق كان تركيزي على الدراسة كي أنجز وأحقق الهدف بأن أكون محامية،  وبالفعل بعد التخرج بدأ شغف الكتابة يتملكني فبدأت الكتابة بأول إصدار.

 

كيف كانت ردود الفعل تجاه أول إصداراتك؟

– الحمد لله كانت ردود فعل مشجعة، فكتبت الكثير من بعده،  لكن البدايات كانت لكتب التنمية البشرية ثم بدأت أكتب الروايات. لكن كل رواياتي تستهدف رسالة معينة في كل رواية،  فالغرض ليس مجرد الكتابة وحسب بل كنت ومازلت أريد توصيل معنى معين للقارئ.

 

بطلة روايتي الأولى «دولة نورا».. «أميّة» و«أميمة»!

 

ما رسالة روايتك الأولى «دولة نورا»؟

– هي قصة ليست طويلة ولكنها تتناول امرأة من البحرين، هي «أميّة» و«أميمة»، «أميّة» أي لا تقرأ ولا تكتب، و«أميمة» أي أم لأولادها بل لكثيرين، فهناك العديد الذين ينادونها «أمي»، وقد حاولت توصيل رسالة محددة من خلال هذه الرواية وهي أن القدوة والمثل الأعلى ليس شرطاً أن يكونا من عالم السوشيال ميديا بل من الممكن جدا -خاصة للشباب اليافع – أن يكون هناك قدوة لهم ومثل أعلى رائع من الواقع البسيط مجسداً بالطبع في بطلة الراوية «نورا»،  فهذه المرأة الأمية التي لا تقرأ ولا تكتب هي الشخصية المؤثرة في حياة الكثيرين فأطلقوا عليها «دولة نورا» حباً وتقديراً لها.

 

رسالتي للجيل الصاعد – من خلال شخصية – قد تتخذ قرارات مصيرية بمعزل عن الأهل لا  يمكن التراجع فيها أو  تعديلها!

كيف امتدت رسالتك عبر رواياتك؟ مثلا في روايتك الثانية «سمارة» التي تمتد على مدى زمني طويل نسبياً فتبدأ عام 1978 وتنتهي  عام 2016؟

– فكرة الرواية تدور حول الشباب وهم على أعتاب الجامعة من خلال شابة جامعية في بداية حياتها الجامعية وكيف تتخذ من قرارات مصيرية، والرسالة التي أريد توصيلها للجيل الصاعد أن هذا الجيل ربما يرى في الاهل جيلاً مختلفاً كلياً عنه وأنه لا يتمتع بالروح العصرية وأنه يجب أن تتخذ القرارات باستقلالية عنهم،  لكن مع الأسف عندما تتخذ تلك القرارات المصيرية بمعزل عن الأهل لا يمكن التراجع فيها أو تعديلها!

 

كيف توالت رسالتك ككاتبة شابة للشباب تحديداً.. مثلاً في روايتك «سيداتي ساداتي» وبطلها الشاب الذي يروي قصته على منصة (TED) للمحاضرات العالمية والقصص والتجارب الشخصية؟

– بطلها أنس يروي قصته من منصة فكرتها أن هذا البطل يمر بعراقيل كثيرة منذ طوفلته إلى شبابه،  وهي ترسل رسالة قوية لكل شاب أو شابة في مبتدأ حياتهما، فالبرغم من كل ما عاناه أنس من صراعات وتحديات كان من الممكن أن توقف حلمه، استطاع تخطي كل ذلك، وكان الشاب «أنس» يرسل رسالة واضحة قوية لكل الشباب:

لا تتخل  عما تريده أو ما تهدف اليه، فستصل في النهاية بإصرارك وعملك وتعبك، فلم لا تصل إلى هدفك أو موهبتك؟ لقد كان بطل الراوية يضع كل محطة فشل على طريق تحت ويكمل المسيرة.

 

رواية «ص» تطرح على الشباب السؤال: ما الصداقة الحقيقية؟

 

ماذا عن رواية «ص»؟ يبدو فيها رسالة مختلفة فمن عنوانها حرف الصاد فقط تبدو مختلفة شكلا وموضمونا ورسالة أيضا.. فماذا عنها؟

– نعم،  عنوانها حرف الصاد (ص)، وهي تتناول مفهوم الصداقة بشكل عام من خلال صداقة بين فتاتين «هدية» و«تالا» دخلتا الجامعة لكن مع الأيام وتحدياتها تسقط صداقة بعد أخرى كي نتبين:

ما الصداقة الحقيقية؟ وكيف تختار صديقك؟. والهدف الذي حاولت توصيله للشباب القراّء هو: «ثقافة الصداقة»، فهل لديك ثقافة الصداقة بمعنى تفهم وتعلم جديا ما الثقافة الحقة وكيف تؤثر في حياتك وكيف تفرق بين الزميل والصديق فليس شرطاً الزميل يكون صديقا، بل يجب التفرقة بين النوعيتين من العلاقات.

 

انتفاضة «رفيف»،  تعلّمنا متى نقول لا!

 

في روايتك «انتفاضة رفيف» توجه مختلف عن سابقتها من الروايات.. كيف اخترت هذا التوجه؟

– نعم، لأنها قصة حقيقية حدثت في الكويت، البطلة «رفيف» هي بنت انفصل أبواها وكان عمرها سنة واحدة! وعاشت وتربت عند أمها بعد أن تزوج الأب بامرأة أخرى، أمها ربتها أحسن تربية وعملت على تعويضها عن غياب أبيها قدر المستطاع،  ولكن عندما دخلت «رفيف» الجامعة بدأت مشاكلها الحقيقية مع أبيها،  فكلما تقدم اليها شاب لخطبتها يرفض الأب دون ذكر الأسباب! وبعد تخرجها تقدم اليها مهندس لخطبتها وهو شاب محترم، لكن الأب رفضه أيضا! وهنا ثارت الأم ووقفت وقفة قوية بوجه الأب ليكتشف الجميع السبب الرئيس في رفض الأب لكل المتقدمين للزواج من البنت،  وهذا السبب أن الأب قد زوّجها لرجل منذ أربع سنوات! ورسالتها تخص المرأة – كل امراة – وتتلخص في السؤال: متى نتعلم نقول لا؟ ومتى نتنازل عن حقوقنا؟ وهل نسامح من أساء إلينا؟

 

كتبت كتباً في التنمية الذاتية.. فلماذا؟

– قصدت من هذه الكتب أن نتعلم الإيجابية مع مزج المضمون بصور معبرة كي أشد انتباه القراء من الشباب،  وهي تدعونا جميعاً كي نتكلم بطريقة إيجابية وأن نفكر بإيجابية،  في الحب والصداقة والعلاقات والحياة بأسرها. وهي تتناول نحو 25 موضوعاً من الحياة.

 

من الواضح  أنك مشغولة «بالإيجابية» فكراً وعملاً.. فكيف ترين الحياة بإيجابية كرسالة منك لقرّاء «أسرتي»؟

– ترى،  الحياة حلوة،  مهما مررنا بمصاعب، فالحياة جميلة وتستحق أن تُعاش. فكم أحب أن أنشر الإيجابية

المسؤولية عما يحدث لحياتك لا ترتبط بالآخرين فقط بل بك أيضاً

لذلك كتبت في كتابك «عقل يتكلم»: «لا تلم الذات عند الانكسار،  فكل خطأ مبني من شخصين فقط»، تعليقك؟

– نعم،  ما قصدته في هذه المقولة أن المسؤولية عما يحدث لحياتك لا ترتبط بالآخرين فقط، بل بك أيضا.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق