أخر الاخبار

طابا الوجهة السياحية..المجهولة

قطعة من الجنة استحقت تضحيات وصراعات منذ القدم

على الرغم من انها مدينة صغيرة، فإن كونها جزءاً من شبه جزيرة سيناء أعطاها أهمية خاصة، كانت على مر التاريخ نقطة خلاف وصراعات، تعد واحدة من أروع وجهات الجذب السياحي، بما تحويه من شواطئ خليج العقبة، فنادق، مقاه  وأسواق قديمة، على قمم جبالها توجد انواع من الطيور البرية النادرة كالرخمة والنسر أبو دقن، والنسر الذهبي، تم اعلانها محمية طبيعية في العام 1998.

تضم مواقع أثرية لمختلف العصور يصل عمرها إلى ما يزيد على 5000 عام، بالاضافة الى تراث تقليدي للبدو المقيمين جعلها قبلة للسياحة العالمية وحلماً يراود الأثرياء والباحثين عن التميز، إنها طابا الوجهة السياحية غير المألوفة، المجهولة، رغم تميزها، وصفاء أجوائها، وجمال شواطئها، أسرار وحكايات تاريخية يرويها لـ «أسرتي» رئيس جمعية التنمية الشاملة للمجتمع البدوي بسيناء الشيخ حمدان الترابين:

محميات طبيعية ومواقع أثرية تمتد إلى 5000 عام

قصة الفرمان

بداية.. نريد نبذة عن قصص الصراع التاريخي على طابا منذ القدم؟

– بدأت قصة الصراع على طابا منذ القدم حين صدر فرمان  عثماني  في العام 1841 أرفقت به خريطة لمصر تضم معظم أراضي سيناء، ليستمر الوضع إلى 1892 حتى صدر فرمان آخر يحرم مصر من نصف سيناء ولأنها بقعة غالية سالت من أجلها الدماء وقدمت مصر التضحيات، فحدثت أزمة سميت حينها «أزمة الفرمان» وتدخلت قوى أجنبية لتنتهي الأزمة بموافقة السلطان عبدالحميد على رسم خط الحدود من جديد ليبدأ من رفح شمالاً إلى رأس خليج العقبة جنوباً غرب قلعة العقبة كما هو عليه الوضع الآن.

 

حدود لأربع دول

وما السر التاريخي والجغرافي لمنطقة طابا؟

– تشرف طابا باطلالتها على حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، فلسطين المحتلة، فهي تبعد عن شرم الشيخ نحو 240 كم شمالاً، وعن ميناء إيلات الاسرائيلي 7 كم شرقاً، وفي مواجهة الحدود السعودية لقاعدة تبوك العسكرية، في المقابل من ميناء العقبة الاردني، فهي مكان شاطئي ساحر يحوي مجموعة من الخلجان والبحيرات وأماكن الغوص، والوديان ذات الأهمية الكبيرة للحياة البرية، ناهيك عما تحويه من الغزلان، والطيور، والحباري، وأشجار الطلح، وكنوز البحر من شعاب مرجانية، وأحياء بحرية نادرة.

 

إسرائيل بنت فندق «سونستا» لفرض الهيمنة فتحول إلى «هيلتون طابا» بعد عودتها  إلى مصر

 

من سونستا إلى هيلتون طابا

وماذا عن فندق سونستا الذي تركته إسرائيل لمصر؟

– قامت إسرائيل ببناء فندق «سونستا» كمنتجع سياحي فريد بطابا لفرض الهيمنة وسياسة الامر الواقع على مصر، فقد تم افتتاحه في العام 1982، وكان يعمل بطاقة كبيرة إلى أن أصدرت هيئة التحكيم الدولية قرارها بأحقية مصر في أرض طابا وانتقال ملكية جميع المنشآت السياحية بها الى مصر فتم تغيير اسم المنتجع السياحي «سونستا» إلى «هيلتون طابا» بعد أن قام الرئيس الاسبق حسني مبارك في 1998 برفع العلم المصري على أرضها.

 

طابا وصناعة السينما

عن تناول السينما لقضايا طابا يقول الشيخ حمدان الترابين:

وعلى الرغم من مكانة طابا التاريخية وموقعها الفريد، فإنها لم تأخذ حقها ولم تستقطب صناع السينما بالشكل اللائق حتى الآن، فقد تم تصوير 6 أعمال سينمائية فقط لا غير على مدى سنوات متفرقة ومنذ تحريرها، بدأتها المخرجة إنعام محمد علي بالطريق إلى إيلات، ثم إعدام ميت، وفتاة من إسرائيل، الحب في طابا، الباشا تلميذ، وأخيراً فيلم المصلحة والذي أنتج في 2012 للمخرجة ساندرا نشأت، ومنذ ذلك التاريخ لم تشهد السينما وصناعها إقبالاً على تلك الوجهة التي تحيطها الاسرار والغموض ونتمنى أن تكون هناك أعمال درامية ووثائقية تحكي كفاح أجدادنا وبطولاتهم مع الجيش المصري خلال مختلف الحروب التي خاضتها مصر منذ القدم.

 

 

مقصد سياحي وقيمة تاريخية

حدثنا عن موقع وتاريخ قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا؟

– تعد قلعة صلاح الدين الايوبي بطابا من أهم المقاصد السياحية لقيمتها التاريخية والثقافية باعتبارها حصناً عسكرياً منيعاً فعبر أسوارها كان يتم رصد الحدود وحمايتها من غزوات الأعادي، أنشأها القائد صلاح الدين الأيوبي، بغرض تأمين البلاد من أخطار الغزو الخارجي ومراقبة ورصد أي محاولة لغزو البلاد من جهة الشمال، بالاضافة إلى تأمين طريق الحج البري والتجارة بين مصر والحجاز وفلسطين، وقد تجلى دورها قديماً أثناء الغزو الصليبي في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلادي، وتعتبر القلعة من أهم الآثار الاسلامية ليس بطابا وحدها، بل بشبه جزيرة سيناء.

 

ثكنة عسكرية متكاملة

وماذا عن تصميم القلعة واختيار تشييدها في تلك الجزيرة؟

– روعي في تصميم قلعة صلاح الدين الاستفادة الكاملة من تضاريس أرض جزيرة فرعون بشكل مثالي، حيث تم استغلالها في إقامة ثكنات الجنود وغرف لمعيشتهم ومخازن للذخيرة والأسلحة ومخازن للحبوب والطعام وخزان للمياه وحمامات ومسجد، فهى نموذج معماري عسكري فريد لم يتأثر بالغزوات أو حتى عوامل التعرية.

 

تحقيق: مجدي فؤاد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق