تحقيقات

طبخ الزهور» ثقافة قديمة بمذاق جديد لـ سونيا أبيضي

 

من نبتة بنفسجية بمذاق البصل إلى الزهر بطعم الفجل مروراً بشاي أوراق الفراولة.. وصفات غير اعتيادية تحضّرها مطاعم تونسية بفضل مشروع فريد أطلقته المستثمرة سونيا أبيضي لزراعة نباتات طازجة صالحة للأكل، فالزهور الغذائية في تونس ثقافة قديمة عند العرب أيقظتها سونيا في القرن الحادي والعشرين.

انطلقت سونيا في مشروعها في عام 2019، بعد سنوات من التفكير والتخطيط، وانطلقت من منطقة طبرقة الجبلية المكسوة بالغابات، ولم تكن مهمة إطلاق المشروع بالسهلة، بفعل الإجراءات الإدارية الضخمة الواجب اتباعها وتكاليف المشروع. وتعتبر الأسعار التي تسوق بها المستثمرة أزهارها الغذائية في متناول المستهلك التونسي مقارنة بالأزهار المستوردة من أوروبا إلى تونس.
عانت السيدة سونيا ولا تزال من عراقيل عديدة في مشروعها. ولكنها تتحلى دائماً بروح الصبر والتحدي وتحاول تجاوز هذه العراقيل بشكل قانوني دون التفريط في فكرة مشروعها.
سونيا أبيضي إعلامية عملت في عديد وسائل الإعلام التونسية والأجنبية ولقّبت بصاحبة القلم الذهبي في أكثر من مناسبة في الإعلام السياحي، بدأت مشروعها زراعة الزهور الغذائية وهي لا تزال تعمل في ميدان الصحافة والإعلام مازجة في ذلك بين جمال الزهرة وأناقة الكتابة والكلمة.
تقول إن الصحافة فن يتماشى مع كل أنواع الفنون، كما أنها ترى أن عملها الزراعي في مجال الزهور والألوان هو الآخر نوع فريد من الفني الطبيعي، الذي من شأنه أن يشجعها على الإبداع الصحافي، لذلك فهي ترى أنها لم تخرج من مجال الفن فالصحافة فن، وخاصة الإعلام السياحي وزراعة الزهور فن هو الآخر.
وعن مشروع “زهور صالحة للأكل”، قالت سونيا أبيضي:
بالنسبة لمشروع إنتاج الزهور المعدة للأكل في تونس يعتبر الوحيد من نوعه والأول على مستوى وطني وأفريقيا، إذ هو ثقافة غذائية جديدة حبلى بالفوائد والمنافع الصحية، لاسيما أنه مشروع بيولوجي لا يعتمد على الأسمدة الكيميائية ولا المغذيات غير الطبيعية.
وأضافت:
أفخر بأن أصبحت مزرعة سونيا لإنتاج الزهور الغذائية مزارا للكثيرين الذين يزورون تونس من كل أنحاء العالم للتعرف عن قرب على هذا المشروع الفريد من نوعه وتذوق أزهار نراها جميلة فنأكلها.
وعن اختيارها لمنطقة طبرقة الجبلية لتكون انطلاقتها منها، قالت المستثمرة سونا أبيضي:
يوجد المشروع في جهة طبرقة في الشمال الغربي للبلاد التونسية لما لهذه المنطقة من ثراء على مستوى التربة ومياه الري العذبة التي بإمكانها أن تنتج منتجا غذائيا لذيذا، كما أن مناخها بارد رطب يناسب هذا النوع من الزهور.
أما عن البذور التي بدأت بها المشروع، فقالت:
جلبت أنواعا مختلفة من بذور الزهور الغذائية من فرنسا وأردت أن أنتجها في تونس فنجح البعض منها ولم تنجح أنواع أخرى، وأقتصر الآن على إنتاج ما يقارب العشرة أنواع فقط، والتي أرى أن طعمها مستحب لدى التونسي والعربي بصفة عامة، كما ركزت جدا على الزهور التي تحتوي على فيتامينات وفوائد لجسم الإنسان.
وعن تسويق منتجاتها، أوضحت:
منتجاتي تصل إلى المطاعم الكبرى والفنادق الفاخرة ومحلات صنع الحلويات والمرطبات، وتكون إما طازجة أو مجففة.
وأضافت:
قمنا بإنتاج أنواع من المستحلبات والشاي اعتمادا على الزهور وأوراق الفراولة، وكذلك مزج الزهور الغذائية مع بعضها بعضا معتمدة في ذلك على القيمة الغذائية لصحة الإنسان.
كما أننا نزرع القصعين البري، وهي نبتة زرقاء ذات مذاق شبيه بالخيار، وكذلك الثوم المعمّر وهي نبتة بنفسجية بمذاق البصل، وخصوصا الكبوسين (أبو خنجر) ملكة الزهور الصالحة ذات الطعم القريب من الفجل.
تستعمل نبتات في إعداد الأطباق التونسية مثل شوش الورد، وهي زهور مجففة توضع على بعض الحلويات التقليدية، وزهرة الخُزامى المستخدمة في تحضير رأس الحانوت، خلطة التوابل التقليدية المصاحبة لأطباق الكسكس.
أما عن طموحاتها فتقول سونيا أبيضي:
إن اقتران اسم شركتي SONYA FLOWERS باسمي يجعل طموحي أن يكون اسما عالميا شعاره “شفاؤك في غذائك”، حيث إنني أعتبر أن ما أنتجه من أزهار غذائية غنية بالفيتامينات وخاصة فيتامين (ج) هي أزهار يستخرجون منها أدوية تباع في الصيدليات، وهو يمكن أن يكون عوضا عن أن نتناول كبسولة دواء نأكل زهرة طبيعية لها نفس الفائدة إن لم تكن أكثر.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق