ثقافةزوايا

عبير سليمان: روايتي استفزت الـبـعـــــــــض لأني رفعت الستائر!

«عاشق المسبحة» مرآة عاكسة للواقع وثناياه الموجعة

أثارت بجرأتها جدلا واسعا.. نقلها للواقع أثار زوبعة من النقد اللاذع.. حاربت بقلمها منظومة الفساد المجتمعي غير عابئة بما تخلفه من صدمة واستفزاز لبعض عناصر المجتمع.

هي باحثة وناشطة نسوية معنية بقضايا المرأة والأسرة المصرية.. وهي ابنة عائلة متوسطة.. والدها صائغ وامها ربة بيت ولديها ثمانية اخوة واخوات.

تسكن في حي الظاهر ولها من الروايات اثنتان «صليب الحب وسياسة القرآن»

و «عاشق المسبحة».

«أسرتي» التقت الكاتبة الصحافية المثيرة للجدل عبير سليمان ودار معها هذا الحوار:

 

كيف كانت بداياتك مع الكتابة؟

أنا اكتب منذ كنت طفلة في المرحلة الابتدائية، كنت اكتب خواطر وقصصا قصيرة واقوم بإعداد البرامج في الإذاعة المدرسية وتحرير مجلات الحائط، وفي الإعدادي والثانوي كنت أراسل عددا من المجلات والصحف لأفوز بمساحة نشر بعض ما اكتب، وكوني مارست العمل الصحافي في عدة صحف، وكوني عملت صحافية تحقيقات وفن واقتصاد.. ومارست عمل سكرتير التحرير.. وأعددت العديد من البرامج التلفزيونية.. فمن الطبيعي أن تتسع مداركي واطلاعاتي التي تحفز خلجاتي نحو التعبير والكتابة.

 

من أين استوحيت فكرة روايتك «عاشق المسبحة»؟

من الواقع المضفر برؤيتي ككاتبة وخبرات تكونت لدي حيث اني عملت في المجتمع المدني والمدافعة عن حقوق الإنسان بغض النظر عن النوع، هذا بالإضافة الى الاحتكاك المباشر باشتباكات جوهرية فاصلة. عند التعامل معها اتضحت ملامح فساد ومناحي عطب لابد أن نقف لها، فتلك الصعاب الحياتية معلم للأجيال ونحن مسؤولون عن كيفية تخطيها والتنبيه والتحرير بخطورة اي مسار كان قد ينال من فرد أو مجتمع أو أمة.

وتواصل:  تلك الخبرات المتراكمة والصولات والجولات تراكمت حتى شعرت بأنني أصبحت بوتقة أسرار وخبرات لابد أن يستفاد منها المجتمع لاضع ذلك في روايتي الأولى «صليب الحب وسياسة القرآن»، ثم روايتي الثانية «عاشق المسبحة» التي هي مرآة عاكسة للواقع وثناياه الموجعة، فالرواية تتحدث عن منظومة فساد تستظل برداء الفضيلة والوطنية والخصال النبيلة، الرواية هي صرخة مجتمع وحقبة زمنية معاصرة.

 

ما ردّك على ما أثارته روايتك «عاشق المسبحة» من جدل وغضب في الوسط الصحافي؟

اعلم ان روايتي استفزت البعض لاني بوضوح رفعت الستائر وسميت الأشياء بمسمياتها، حتى أصبحت الكلمات والوصف كطلقات رصاص تصيب وتوجع كل جاهل بها أو كاشف لهذه الحقيقة، ولكنه لا يرغب في سماعها بوصف عالي السقف، عندما وصفت صحافية، «بمومس صاحبة الجلالة» هذا الوصف الذي لا يوصم الا من امتهنته وقررت ان يكون لها منهجاً، ويبدو ان كشف منظمات الحريم والكعب العالي كان صوته مدوياً استفز البعض وغالبا الحرس القديم.

 

ناضلنا لانتزاع حقوقنا ومعركتي الحقيقية كانت دائماً مع الذكور

 

الجرأة ونقل الواقع كما هو وإثارة قضايا المجتمع بشكل قد يكون صادماً أكيد سبب لك العديد من المشاكل كيف واجهتها؟

نعم كثيرا جدا من المشاكل خاصة مع الذكور الرجعيين أو حتى بعض النساء اللائي هن أعداء بني جنسهم ولكن معركتي الحقيقية كانت دائما مع الذكور، وعفوا فأنا لن استخدم كلمة رجال هنا فهي ليست في موضعها، فلن اخفي عنك سرا حين ناضلنا لانتزاع حقوقنا، شعر بعض الذكور ان زمن استعباد المرأة قد انتهى وأداة التنكيل الكبرى نزعت من الرجل الذي كان يتركها معلقة دون اعطائها حقها في الاختيار والقرار المصيري اذا استحالت العشرة، ومعركة الختان حين اتهمني الرجال مثل ما اتهموا غيري بأنني ادعو للانحلال، ومعركة الحجاب وحريته ومعركة الدعاة الجدد ودعواتهم.

ومعركتي في «عاشق المسبحة» التي تتحدث عن الفساد المالي والأخلاقي والمجتمعي والسياسي دون مواربة، وتتحدث عن الرمزية الدينية والارتزاق من ورائها.. واخيرا معركتي الحالية التي اعاني فيها من تكالب كثيرين ضدي وهي معركة ضرر ختان الذكور، والمطالبة بعدم المساس بأطفالنا وعدم قطع اجسادهم. وهنا اذكركم ان كافة المعارك السابقة كان أول المطالبة بها دربا من الجنون حتى أصبحنا اليوم نراها امرا عاديا مقبولا جدا، بل هو الأصلح والسليم والمعتبر.

 

الخلع مكتسب وحق أصيل للمرأة في تطليق نفسها والطلاق سببه الرئيسي انعدام التربية السليمة

 

لماذا برأيك ازدادت قضايا الخلع مؤخرا؟

يلصقون بالخلع انه السبب في الانفصال والطلاق المتزايد في مصر والحقيقة أن هذا ادعاء غير صحيح، فالخلع مكتسب وحق أصيل للمرأة في تطليق نفسها وافتدائها، ولكن زيادة حالات الطلاق سببها الرئيسي انعدام التربية السليمة والتوجيه والارشاد الأسرى المحقق لمستقبل اسري ناجح وعفي وصامد أمام المشاكل الزوجية الطبيعية، وذلك ليس بعيدا عن الحالة الاقتصادية التي تعاني منها مصر مؤخرا، حيث انشغل الآباء عن تربية أبنائهم جيدا في ظل غزو ثقافي غربي يبث قيماً مشتتة ومفرقة لكيان الأسرة الذي ينبغي ان يكون متماسكا ومحبا ويشمله الاحترام.

 

حدثينا عن روايتك القادمة وما مشروعاتك المستقبلية؟

روايتي القادمة ستتحدث عن المرأة، وهي شديدة الصلة بدراسة أكاديمية ميدانية اي لن تكون رواية فقط أو تستند إلى الخيال أو الماضي أو الحكي بل ستكون حالة تنظيمية إرشادية تكون المرأة فيها محركة وملهمة ومدركة.

 

من الذي دعمك؟

لا يوجد غير الله داعماً لي، ثم كل من علمني ان اكون صامدة، حتى من اعتقد انهم يحاربونني كانوا معلمين لي وداعمين لي لثباتي على موقفي الدفاعي عن أي مظلوم أو مغلوب على أمره سواء كان فرداً، أو جماعة، أو مؤسسة.

 

ما آمالك وطموحاتك؟

اتمنى ان أتمكن من خدمة وطني ومجتمعي خدمات حقيقية ميدانية تشارك في رفع العبء عن الناس.

 

هل تعتقدين ان ما يصدره لنا الاعلام هو السبب في وقوع قضايا العنف بالمجتمع؟ ام ان تلك المسلسلات تعرض لنا ما اصبح عليه مجتمعنا؟

نعم هو أحد اسباب انهيار المجتمع أخلاقيا وسلوكيا وفكريا، بالإضافة إلى ترسيخ نظرة دونية للمرأة وتسليعها أو تهميشها أو دعم انها فقط تصلح لتكون ضمن منظومة حريم.

وتواصل: الواقعية امر وتجميل الواقع القبيح امر آخر، فدعم اي سلوك منحرف عن طريق النص والعمل الفني كله واخراجه لنا في زي يجمل القبح لا يمكن ابدا أن نقول عليه واقعية، هذا تشويه متعمد استهلاكي مغازل لكافة النزاعات الدنيئة لتحقيق الربح على حساب الأخلاق ومصلحة المجتمع.

 

ما أمنياتك لمجتمع صالح؟

ان نرتقي ونحسن تربية أولادنا ونكف عن ممارسات الغباء والتجني والنميمة والرجعية والحكم على الآخر دون سند معتبر، وان نحترم البيئة والمياه، وان نحترم أنفسنا كوننا أبناء أعظم حضارة خلقت على الارض.

 

أسرتي في كل مكان

نسرين خورشيد – مصر

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق