ثقافةعصير الكتب
أخر الأخبار

«عمارة يعقوبيان» و«نادي السيارات».. روايات حديثة من وحي مبانٍ تاريخية«

كثيرًا ما يُوحي مبنى أو أثر تاريخي للروائي بأن يخط قصة تحكي حكايته وكيف غيرته السنون.. ولكلِ مبنى قصة وراءه تحملنا لماضيه وتأخذنا إلى بداياته، وفي موضوعنا نتطرق لروايتين للكاتب علاء الأسواني، واللتان استُلهمتا من وحي مبانٍ تاريخية بوسط مدينة القاهرة.

الشرارة الأولى لرواية «عمارة يعقوبيان» في عقل الأسواني بدأت حين كان مارًا أمام إحدى العمارات التي كانت تتعرض للهدم!

«عمارة يعقوبيان».. تثير الجدل
كانت رواية “عمارة يعقوبيان” هي بوابة الطبيب والكاتب علاء الأسواني للدخول إلى عالم الأدب والنفاذ لعالم القراء.. ومن خلال هذه الرواية اتخذ الكاتب رمزًا للمجتمع متعدد الشخصيات والأحداث، ومن خلالها سرد قصته التي أثارت جدلًا في وقتها وحُولت فيما بعد إلى فيلم سينمائي ضم مجموعة كبيرة من نجوم السينما المصرية.
يذكر الأسواني في حديث سابق له أن الشرارة الأولى للرواية في عقله بدأت حين كان مارًا أمام إحدى العمارات التي كانت تتعرض للهدم، ورأى جدرانًا منهارة تخفي وراءها متعلقات لأشخاص عاشوا في هذه العمارة لسنوات، وعندها قرر كتابة رواية تكون محورها عمارة سكنية تشارك في الأحداث وتعبر عن التغيرات التي تطرأ على جماعات البشر.. وفيما بعد وقع اختياره على عمارة يعقوبيان، وهي عمارة سكنية موجودة بالفعل في وسط القاهرة تاريخها يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي.

في شارع طلعت حرب

تقع عمارة يعقوبيان في شارع طلعت حرب – شارع سليمان باشا سابقًا – بوسط القاهرة إلى جوار سينما ميامي.. وهي مكونة من تسعة طوابق، بُنيت على طراز معماري يُعرف بـ “الأرت ديكو”، وصممها المعماري الأرميني “جارو باليان”.

بنى عمارة يعقوبيان عميد الجالية الأرمينية «جاكوب يعقوبيان»

أُسست العمارة في عام 1934 على يد عميد الجالية الأرمينية في مصر بهذا الوقت وكان مليونيرا يُدعى “جاكوب يعقوبيان”، وعلى اسمه عُرفت العمارة.. وكمعظم عمارات وسط البلد في هذه الفترة ضمت عمارة يعقوبيان بين ساكنيها ديانات وأعراق مختلفة عكست وضع مصر الاجتماعي خلال تلك الفترة.. وعلى مدخل العمارة نُقش اسم يعقوبيان باللغتين العربية والإنجليزية بالنيون المضيء لتبقى شاهدًا على مالكها الأصلي بعد مرور سنوات طوال.
ورغم كونها أحد أعرق عمارات وسط البلد، فإنها اكتسبت شهرتها الواسعة بعد صدور رواية د.علاء الأسواني التي لاقت رواجًا كبيرًا بين القراء، وكذلك الفيلم المأخوذ عنها.

في رواية «نادي السيارات» رحلة إلى أربعينيات القرن الماضي حين دخلت السيارات إلى مصر والظروف التي أحاطت بهذه الفترة

«نادي السيارات»..

من مبنى حقيقي له تاريخ عريق يعود إلى قرنٍ ماضٍ
وفي نهجٍ مشابه لروايته الأولى، استلهم د. علاء الأسواني روايته “نادي السيارات” من مبنى حقيقي له تاريخ عريق يعود إلى قرن ماض، ويأخذ الكاتب قراءه في رواية “نادي السيارات” في رحلة إلى أربعينيات القرن الماضي، حين دخلت السيارات إلى مصر والظروف التي أحاطت بهذه الفترة، ومعظم شخصيات الرواية من أعضاء نادي السيارات الذي ضم طبقة النخبة في الزمن الذي تحكي عنه الرواية.

معظم شخصيات الرواية من أعضاء نادي السيارات الذي ضم طبقة النخبة في الزمن الذي تحكي عنه الرواية

وجاء التأسيس الأول لنادي السيارات المصري عام 1905 برعاية من الخديوي عباس حلمي الثاني، ومما يُذكر أن النادي من أوائل المؤسسين للمنظمة الدولية للسيارات سنة 1922.
في البداية كان الموقع الأول للنادي بشارع شريف – شارع المدابغ سابقًا- بوسط القاهرة وترأسه الأمير عزيز حسن الذي عُرف عنه عشقه للسيارات، وكان من طلائع ملاك السيارات في مصر.
وكان الشرط الأساسي للانضمام للنادي امتلاك سيارة، وجمع نادي السيارات المصري محبي وعشاق السيارات في مصر.. ونظم النادي عددًا من السباقات منها أول سباق للسيارات في مصر بـ “شبرا” عام 1905، وسباقًا عند سفح الهرم، وآخر في هليوبوليس عام 1908، ولكن الحرب العالمية الأولى نالت منه مثل مبانٍ ونوادٍ عدة في مصر والعالم.

نادي السيارات الملكي المصري
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ظهرت محاولات جادة لإعادة إنشاء النادي بداية من 1920 على يد كثير من محبي السيارات في مقدمتهم “أليكس كومانوس” الذي كان مديرًا للنادي وقتها.

الأمير «محمـد علي» من رؤساء نادي السيارات في العصر الملكي.. ومبناه مُهدى من الأميرة «فاطمة إسماعيل» ابنة الخديوي إسماعيل

وفي السابع والعشرين من أبريل عام 1924 خرج النادي للنور باسم جديد أسبغه عليه الملك فاروق، حيث دُعي “نادي السيارات الملكي المصري”، وأصبح موقعه في شارع قصر النيل ومبناه مُهدى من الأميرة “فاطمة إسماعيل” ابنة الخديوي إسماعيل.. وترأس النادي حينها الأمير محمد علي الذي كان وليًا للعهد في تلك الفترة، وكان عدد الأعضاء 81 عضوًا.
منذ ذلك الحين، أخذ النادي على عاتقه مهمّات عدة منها تشجيع السياحة وتنظيم معارض السيارات والسباقات والاهتمام بالطرق.
وفي فبراير 1927 نظم النادي أول معرض للسيارات، وبعد ثورة يوليو 1952 تحول اسم النادي إلى “نادي السيارات المصري”، ثم دُمج مع نادي الرحلات المصري بعام 1967، واكتسب اسمه الحالي “نادي السيارات والرحلات المصري”.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق