تحقيقات
أخر الأخبار

فتاة تقتحم عالم النجارة الرجالي بمشروعها (The carpenter Girl) الأسطى «آيات».. نجّارة مع سبق الإصرار والمنشار

 

تخرجت “آيات” في كلية الزراعة، وتُحضّر الآن لماجستير في كليتها، ومنذ صغرها تميل للفن والألوان، كما تحب تجربة الأشياء الجديدة باستمرار، وهذا ما أوصلها لحرفة النجارة واختيارها لتلك الحرفة لتكون عملها الخاص.
وتقف “آيات” في ورشتها للنجارة لتصنع القطع الخشبية المختلفة، ولا تترك التعليقات السلبية تنال منها، بل تكمل في صنع ما تحب لتثبت أن الفتيات يمكنهن امتهان أي مهنة يردنها ويحببنها.
وفي هذا اللقاء نقترب أكثر من الفتاة النجارة The carpenter Girl.

تمسك المطرقة في ورشتها.. والمجتمع مطرقة في يديها

بداية، تقول آيات عبدالمعطي صاحبة مشروع The Carpenter Girl إنها اختارت ذلك الاسم لمشروعها ويعني الفتاة النجارة لترمز به لنفسها ويكون ملهمًا لكل الفتيات.. “الفتاة النجارة رمز لنفسي وأي فتاة في أي مكان ترغب في تعلم حرفة يقول الناس انها تصعب على الفتيات ويستحيل أن يتعلمنها مثل النجارة”.
وتعود علاقتها بالنجارة لعامين سابقين، حيث جاءت فكرة تعلمها للنجارة خلال دورة لتعلمها الرسم.. “كنا نتعلم الرسم على النول، والنول فكرته بسيطة فهو عبارة عن إطار من الخشب يشد عليه قماش وتدبس بمسامير ويدهن بمادة كيميائية” ثم يترك ليجف في الشمس” وبعدها نبدأ في الرسم عليه بألوان الماء والزيت”.

بدايتي مع النجارة جاءت مصادفة وأنا أتعلم النول

لجأت آيات إلى نجار لصناعة هذا الإطار الخشبي، ولكن فكرة أتتها بتعلم صناعة الإطار الخشبي بنفسها.. “بالمصادفة نشرت إحدى صديقاتي صورة لها على فيسبوك مع المنشار الكهربائي وهي تقطع الخشب، أرسلت أسألها عن هذا المكان، وأخبرتني عن ورشة بسيطة في حي عابدين، وفيها تعلمت الأساسيات على يد نجار محترف، ومن هنا انطلقت في رحلتي مع عالم النجارة”.

إصراري جعل أهلي يقبلون بتعلمي النجارة وافتتاح ورشتي الخاصة

وكان رد الفعل الأولي لأهلها، فلم يتحمسوا لفكرة عمل ابنتهم في النجارة، وهي المهنة التي يُعرف أن العاملين فيها من الرجال.. “كان أهلي معارضين لفكرة تعلم النجارة، ومن بعد ذلك الورشة، ولكن مع إصراري اقتنعوا”.
ولكن الأمر لم يكن بالسهولة بالنسبة لآيات، حيث وقفت أمامها عدة عقبات عند افتتاحها لورشتها العام الماضي.. “واجهت مشكلات كثيرة جدًا أغلبها مادية ونفسية، حيث شعرتُ بالإحباط وتعرضت للتنمر والتحرش وعدد من المضايقات، وحتى الآن ما زالت تلك العقبات في طريقي”.

ورغم ذلك، فإن آيات تواجه ما تتعرض له من مضايقات بقوة اكتسبتها من عملها وثقتها بنفسها.. “في البداية، كانت هذه الأمور تشعرني بالضيق، ولكنني لم أعد اهتم بما يقوله الآخرون من كلام سلبي.. فيكون ردي بالعمل والاجتهاد والاستمرار فيما أحبه وأجيده”.
وتستذكر “آيات” أصعب موقف مرت به أثناء عملها في ورشتها قائلة: “من أصعب المواقف التي مررتُ بها أنني اشتريتُ ماكينة للصنفرة حديثًا، وبدأتُ أعمل بها، وكان لها سلك طويل ووسط انهماكي في العمل لف السلك على السير وحدث ماس كهربائي، وتوقفت الكهرباء في الورشة كلها، وأصابتني بالرعب، وحتى اللحظة ينتابني القلق عندما أعمل بها”.
وتبين أن أكثر ما يدفعها إيجابيًا في عملها هو الإعجاب بمنتجاتها من قبل الآخرين.. “حين يكتب الناس ترشيحًا ورأيًا إيجابيًا لي على صفحتي بفيسبوك أو حين يقولون لي وجهًا لوجه كلمة استحسان يشجعني ذلك على الاستمرار، كما أن بعض الناس يقدمون لي دعمًا ماديًا بلا مقابل، وكثير من الفتيات من أعمار مختلفة تواصلن معي لتعلم النجارة”.

طموحي للمستقبل أن تنافس منتجاتي محليًّا وعالميًّا

ورغم توقف العمل في ورشتها الخاصة في الوقت الحالي بسبب أزمة كورونا وما تبعتها من أوضاع اقتصادية، فما زالت آيات تُنجز أعمالها عن طريق ورش بعض الأصدقاء.
وتختتم حديثها قائلة:
طموحي للمستقبل أن يكون لديَّ مكان أوسع وفيه أجهزة أكثر وأن تنافس منتجاتي محليًا وعالميًا.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق