حياتنا أحلي

قاوم فيروسات الأفكار السلبية!

ماذا تعرف عن العدوى الفكرية؟!

 

العلاقات الاجتماعية المساندة.. الصديقات الداعمات الإيجابيات تساعد على الشفاء من الأمراض الخطيرة وتخفف من مصائب الحياة غير المتوقعة

 

كانت حياة ندى الزوجية تسير بصورة طبيعية، انتقلت للعمل معها فوزية المطلقة، وبدأت تعزف ألحان الشقاء اليومية بسبب طلاقها وتنفث سموم الشكوك والريبة في الرجال عموما.. فبدأت ندى تشك في زوجها عندما يتأخر وتتصيد له الاخطاء وتحاصره بالأسئلة وعلامات الاستفهام:  لماذا تأخرت؟ ومع من كنت تقضي وقتك؟ حتى بدأ الزوج في التهرب منها.

كانت ندى تتنصت على مكالماته ليلا وتراقب دردشته على شبكة النت، فتضايق منها زوجها وزهق وغضب من زوجته وتباعد عنها أكثر فأكثر، وبدأت المشاغبات والمشاحنات حتى هددها بالطلاق، وفعلا لم تمض أكثر من 3 أشهر حتى حدث الانشقاق وسوء التوافق والطلاق أخيرا.

بعدما عادت إلى بيت والديها بعد الطلاق، لاحظت ندى أمارات السعادة ترتسم على محيا صديقتها فوزية التي زرعت حبوب الشك والشكوى في نفسية صاحبتها، وأخيرا نجحت في قطف ثمار الخصومات والحسرة والطلاق أخيرا.

 

للحفاظ على رشاقتك..

لا تأكلي مع الصديقات بل تناولي طعامك وحدك

 

كانت سارة فتاة رشيقة وأنيقة وتأكل باعتدال وتمارس الرياضة يوميا، حتى تعرفت على نوال في النادي، وعزمتها على الغداء، وبدأت خطوط الصداقة تربط بين الصديقتين وتخللتها أيام الصداقة الهدايا بأرقى أصناف الشيكولاتة والكيك والجاتوهات حتى لاحظت سارة أنها سمنت وزاد وزنها أكثر من 6 كيلو خلال 5 أشعر من الصداقة مع نوال المتينة.

وقد نصح علماء الرشاقة بأن تأكل المرأة طعامها وحدها، لأن الأكل مع الصديقات يرفع حدة شهيتها بنسبة 35٪ وإذا تناولت طعامها مع 4 أشخاص فإن شهيتها تزيد بنسبة 70٪.

 

كانت شادية زوجة تتمتع بصحة جيدة ونادراً ما تزور الاطباء إلا مرة كل 5 سنوات، حتى تعرفت بجيهان، المعروفة بالشخصية الكاريزمية المنفتحة المتعددة العلاقات التي كانت شقتها ملتقى معظم ربات البيوت بالعمارة كل صباح لتناول وجبة الافطار ثم الشاي والشيشة، فيما يعرف بالصباحية، وكانت شادية امرأة خجولة ولكن جيجي شجعتها على تدخين الشيشة، ولم تمض عدة جلسات صباحية حتى أصيبت شادية بالتهابات حادة بالشعب الهوائية والسعال وتحولت أسنانها الى اللون الأصفر وأصبحت تشخر أثناء نومها ليلا.

 

ومنى كانت فتاة في الثلاثين من عمرها تشعر بالحماسة للحياة والعمل، والبهجة في أيامها تقضي حياتها المفعة بالعمل كمهندسة بإحدى الشركات الاستثمارية وبعد الظهر تذهب لممارسة الرياضة بالنادي وتقضي سهراتها في البيت للدردشة مع الصديقات على شبكة الانترنت حتى تعرفت على بدور وهي فتاة مكتئبة وبدأت تحادثها كل مساء فبدأت تغزوها أفكار تشاؤمية ومعتقدات بأن الحياة غير جديرة بالاهتمام، وكانت بدور قد شعرت باليأس والصدمة النفسية بعدما هجرها خطيبها وفسخ خطوبتها وتعطلت عن العمل فأصيبت بالاكتئاب الحاد والصدمة النفسية وبدأت الثرثرة على الشبكة الالكترونية وكان من سوء حظ منى أن سقطت ضحية لأفكار بدور التشاؤمية وآرائها السلبية في الحياة وبدأت تتعاطف أولاً مع صديقتها في مأساتها وتستمع لمآسيها وبعد ذلك بدأت رويدا رويدا تسقط في الحلزون الهابط من الافكار السوداوية فالاكتئاب مرض نفسي يعدي الآخرين المجاورين للمريض أو المتلامسين معه فكريا وشعوريا أو مكانيا، وكما أن المجالسين للشخص المتثائب قد يتثاءبون منك، كذلك قد يعدي الحزن الآخرين كمشاركة وجدانية أو مشاطرة شعورية للشخص الحزين، كذلك تعدي الافكار السلبية الآخرين بالافكار السلبية، المشاعر السوداوية تصيب الآخرين الذين يعيشون بالقرب من صاحب الافكار السوداوية.

 

لا لمصاحبة الصديقات المحبطات أو المكتئبات أو المطلقات

أو الشاكيات الباكيات

 

وأصيبت شارون وكاثرين بمرض سرطان الثدي وهما في الخامسة والخمسين، وهما سيدتان تعيشان في أميركا بولايتين مختلفتين، وكانت شارون سيدة اجتماعية لها علاقات اجتماعية جيدة مع صديقاتها وأقاربها بولاية كاليفورنيا، فعاشت لمدة أكثر من 15 سنة بعد إجرائها عملية استئصال للصدر وأجهزة العلاج بالكيماوي – الاشعاعي، بسبب تشجيع صديقاتها وعائلتها الايجابي.

أما كاثرين، فقد تدهورت حالتها الصحية عقب العملية الجراحية بـ 6 أشهر بسبب ترملها وانعدام اتصالاتها بأقاربها، ولعدم وجود أصدقاء لها في محيطها، فالمشاعر الايجابية والدعم الأسري وتشجيع الصديقات قد ساعدوا في تقوية جهاز المناعة لشارون فعاشت وتعدت مرحلة الخطر الصحي، لكن المشاعر السلبية وانعدام الدعم النفسي والشعور بالكآبة والفراق والوحدة أسرعت في تدهور الجهاز المناعي لكاثرين مما عجل بوفاتها.

وينصح خبراء الصحة النفسية بضرورة الابتعاد عن الاصدقاء المسممين لأفكارك والصديقات المحبطات، والمحبطين لأفكارك والسلبيين، ومن جاور السعيد يسعد، ومن جاور الشقي يفشل ويحزن، فالسعادة معدية، كذلك الحزن والكآبة تعدي أيضا، الافكار تعدي أسرع من الفيروسات، سواء كانت سلبية أو إيجابية.

 

الكاتب الإيجابي المتفائل يعديك بأفكاره وكذلك الكاتب السلبي المتشائم

ومن مصادر العدوى الفكرية، الكاتب الايجابي أو الكاتب السلبي، الذي يبث الآراء المتفائلة أو الآراء المتشائمة التي تؤدي إلى السلوكيات البناءة أو السلوكيات الهدامة، الحياة التنشيطة أو الحياة الراكدة.

كذلك مواقع الانترنت التي قد تبث المعلومات الخاطئة أو الملتبسة بالإعلانات والدعايات المغرضة، وهناك الآلاف من النساء اللواتي يتأثرن بما يقرأنه على شبكة الانترنت من معلومات غير صحيحة أو يقدمن على شراء مركبات للرشاقة أو كريمات للجلد أو منتجات تجميلية متأثرات بما يطالعنه من دعايات مغرضة.

وكذلك قد تنتقل العدوى الفكرية بالاصدقاء أوالصديقات المسممين للأفكار والمعطلين للوقت والمتشائمين والسلبيين سواء في الحياة أو الشارع أو النادي أو المكتب أو على شبكة الانترنت وعلينا تجنب المصادر السلبية للأفكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتحلي بالتفاؤل والإيجابية وقراءة الكتب المتفائلة التي تبث الافكار الايجابية ومصاحبة الاصدقاء المشجعين والإيجابيين لا المجاملين المنافقين.

 

 

 

كتب: الدكتور حسني الفار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق