أزياء وموضةالنصف الحلو

كريستوبال بالانسياجا Cristóbal Balenciaga خرج بسبب الحرب الأهلية فغيرت ثورته شكل الموضة العالمية

كريستوبال بالانسياجا Cristóbal Balenciaga اسم لا يمكن أن يتكرر في عالم الموضة والأزياء فإذا كان «كريستيان ديور» و«انجارو» و«أوسكار دولارنتا» و«جيفنشي» من أبرز نجوم نجوم هذا العالم،

فبالانسياجا هو شمسهم جميعا فهو معلمهم وصاحب الفضل عليهم وهو ما أكده تلميذه «ديور» حين صرح بأنه «أفضلنا جميعا..

وعلّم الجميع» ومهد لهم الطريق حتى بلغوا ما هم عليه الآن من مكانة مرموقة يصعب منافستها.

فبالانسياجا ليس مجرد مصمم عادي، بل هو أسطورة حقيقية في مجال الموضة،

حيث لعب دوراً محورياً في وضع أسس حقيقية وجديدة غيرت من معالم الموضة آنذاك وجعلتها أكثر عصرية وحداثة،

فقد اشتهر بتصميم الصور الظلية الفقاعية، والبدلات المصممة حسب الطلب والمعاطف الضخمة، وألهمت أعماله مجموعة من المصممين من كل أنحاء العالم،

حيث ما يزال تأثير أعماله حاضراً على منصات عرض الأزياء العالمية حتى الآن.

 

ولنبدأ قصة المبدع الاسباني بالانسياجا الذي أخرجته الحرب الاهلية في بلاده بعد أن لمع نجمه في عالم تصميم الأزياء،

ولكنها لم تخرج منه، بل كانت أزياؤه تعبر دائما عن عشقه وولعه ببلده من خلال اللمسات الاسبانية ذات التفاصيل المثيرة الواضحة واللافتة للأنظار، فكانت تعكس النهضة الإسبانيّة،

ما جعل الصحافة الفرنسيّة تطلق على هذه الماركة صفة الثائرة وتضع مصممها على رأس قائمة أفضل المصممين قاطبة.

 

بالانسياجا الطفل

ولد كريستوبال بالانسياجا في عام 1895 بإحدى المدن الاسبانية، حيث أمضى جزءا كبيرا من حياته في كنف عائلة متوسطة الحال، حيث عملت والدته التي كان مرتبطا

بها ارتباطا وثيقا في حياكة الملابس وهو ما جعله يراقب عن كثب هذا العالم الجميل المليء بالخيوط والاقمشة الملونة ليكون جزءا من تكوينه النفسي الذي دفعه تدريجيا لعشقه والاستمتاع بالعمل،

حيث بدأ  مساعد خياط في سن الـ 12 عاما ليبرز نبوغه الحقيقي في عمر المراهقة، حيث كان يحيك للمركيزة مارشينوز دو كاسا تورس أزياءها المميزة لتكون إحدى زبوناته من بنات الطبقة الراقية باسبانيا آنذاك.

 

نبوغ وموهبة الشاب بالانسياجا

أثار نبوغ وموهبة الشاب بالانسياجا ليس فقط في حياكة الملابس بيده،

بل في روعة التصميمات التي كان يقترحها على المركيزة تورس انتباهها لتقرر أن ترسله الى مدريد عاصمة الموضة حتى يتعلم أصول فن التصميم

ويتدرب عليه بشكل علمي أفضل حتى ترفع من إمكانياته المهنية وتصقل موهبته وهو ما حدث بالفعل، حيث كان المصمم الوحيد الذي يقص تصميماته بيديه ويقوم بحياكتها بنفسه دون مساعدة من العاملين لديه.

رحلة الصعود والانتشار من إسبانيا إلى العالم كله

حقق بالانسياجا نجاحًا كبيرًا في صناعة الأزياء في إسبانيا حتى أصبح اسمه أشهر من نار على علم في هذا المجال ليطلق علامته التجارية التي تحمل اسمه،

حيث بدأ في افتتاح  عدة متاجر في اسبانيا ومن ثم انطلق الى مدريد،

حيث افتتح متجرًا خاصًا به هناك بمدريد وآخر بسان سبيستيان،

وواحدًا إضافيًا في برشلونة لتقوم الحرب الاهلية الاسبانية وتوقف كل نجاحاته وتجبره على الخروج من بلده الحبيب الى باريس ليكمل المشوار الصعب بافتتاح متجره الخاص هناك.

ورغم صعوبة الخطوة ومرارة الاغتراب عن موطنه،

إلا أنه واصل العمل هناك وتحدى كل الظروف النفسية الصعبة التي تعرض لها ليضع كل همه في تصميم أجمل الأزياء

التي حملت روح بلاده وشغفه بها فقدم تشكيلات مختلفة عما كان سائدا في تلك الفترة محدثا ما يشبه الثورة في شكل الأزياء في ذلك الوقت،

حيث قدم التونيك والفساتين ذات الوسط المرتفع والمعاطف التي تُشبه الـ كيمونو الياباني لتضيف نكهة جديدة الى عالم الموضة والأزياء.

في عام 1968 فاجأ المصمم السبعيني العالم كله بوقف جميع نشاطاته المهنية وإغلاق كل محاله ليكون فستان زفاف زوجة ملك بلجيكا دونا فابيولا دي مورا آخر تصميماته على الاطلاق،

وهو ما دفعها لاحقًا الى اهدائه إلى بيت بالانسياجا للأزياء على اعتباره ليس  مجرد فستان أنيق بهر العالم كله بجماله وأناقته،

بل كونه تحفة فنية تضاف الى رصيد هذا المصمم المبدع الذي غير شكل الموضة ودفعها خطوات للأمام.

قبلة الحياة لبالانسياجا من جديد

بعد عشرين عاما على اختفاء دار بالانسياجا للأزياء عن العالم،

قرر شخص يدعي جيكوب بوجرات وتحديدا في العام 1986 إعادتها للحياة من جديد،

حيث قام بشراء جميع حقوق العلامة التجارية وقدم عدة تشكيلات مختلفة للعديد من مصممي الأزياء المميزين

إلا أنها لم تبرز بالشكل الذي هي عليه إلا بعد أن تسلم إدارتها مصمم الأزياء العالمي «الكسندر وانج»

بعد أن باتت تنتمي الى الشركة الفرنسية PRR التى تتضمن أيضا مجموعة من دور الأزياء العالمية من بينها «جوتشي».

وتكريما للمصمم الفذ فقد تقرر في العام 2011 افتتاح متحف مخصص لعرض أزياء «كريستوبال بالانسياجا»

التي صممها بنفسه واحتوى المتحف على حوالي 1200 قطعة ارتدتها أشهر سيدات الطبقة الارستقراطية والراقية في العالم الى جانب نجمات عالميات مشهورات بأناقتهن.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق