ثقافةزوايا
أخر الأخبار

متحف المركبات الملكية.. التاريخ الذهبي تحكيه العربات

 

يعود تاريخ المتحف إلى عهد الخديوي إسماعيل

في قاعات متحف المراكب الملكية كل ركن ينطق بالتاريخ، فبين لوحات تزين جدران القاعات وعربات تعود الى القرن التاسع عشر ومقتنيات الأسرة العلوية يرتحل الزائر في رحلة للتاريخ.
في السطور القادمة نتعرف على متحف المركبات الملكية ببولاق الذي افتتح حديثاً بعد توقف لفترة من أجل الترميم، ونأخذ جولة بين قاعاته الخمس.
ويعود تاريخ متحف المركبات الملكية إلى عهد الخديوي إسماعيل الذي حكم مصر في الفترة بين 1863 و1879.. وفكر الخديوي في بناء مبنى خاص بالمركبات الخديوية والخيول في محاكاة لباريس حتى تكون الخيول والعربات معتنى بها جيدا ومهيأة لاستقبال الوفود الملكية والزوار، وعرف المبنى في البداية باسم مصلحة الركائب الخديوية ثم مصلحة الركائب السلطانية وفي عهد فؤاد الأول تحول الاسم إلى إدارة الاسطبلات الملكية.

متحف المراكب الملكية الرابع عالمياً من هذا النوع

ويعد المتحف من أندر المتاحف التاريخية في العالم، وهو الرابع من هذا النوع بعد متاحف روسيا وإنجلترا والنمسا، ويقع المتحف في شارع 26 يوليو بجوار مسجد السلطان أبو العلا في منطقة بولاق بالقاهرة. لكن المتحف ظل مغلقا منذ فترة طويلة للترميم ومؤخرا انتهى العمل منه وصار مستعدا لاستقبال الزوار المختلفين.

من العربات المعروضة عربة الحنطور الهنغاري الخاصة بالملك فاروق

وتبدأ الرحلة إلى العصر الملكي والأسرة العلوية مع الدخول إلى ساحة المتحف الخارجية حيث يتوسط مدخل المتحف نافورة على الطراز العربي.. وعند الدخول المتحف تطالعك القاعة الأولى تحت اسم قاعة الانتيكخانة.
وبين جنبات القاعة عدد من العربات التي تعود لعصر الملكين أحمد فؤاد والملك فاروق.. ومن بين العربات التي تضمها القاعة عربة الحنطور الهنغاري التي كان يستقلها الملك فاروق للتنزه في حدائق القصر، وعربة تنوه المكشوفة ذات مقعد نصف دائري من الخشب واستخدمت في رحلات الصيد والتنزه.
أما القاعة الرئيسية وهي قاعة الاستقبال فتعيدك إلى القصور الملكية. فعلى يمين القاعة يعرض المتحف مجموعة من الأوسمة والميداليات والنياشين التي تعود إلى عصور ملكية مختلفة وتنسب إلى الملك فاروق والأميرة فوزية والأمير يوسف كمال..
أما على حوائط القاعة فعلقت العديد من اللوحات منها لوحة زيتية للأميرة فوزية وأخرى الملك أحمد فؤاد.
وفي منتصف القاعة عدد من المقتنيات التابعة لأمراء وملوك الأسرة العلوية، منها تماثيل للخيل.. كما يعرض في قاعة الاستقبال مركبتان وهما عربة نصف آلي التي كانت تستخدم في استقبال كبار الزوار الأجانب لمصر وحضور احتفال وافتتاح البرلمان وتعود لعهد الخديوي إسماعيل، وعربة كوبية الأميرات التي استخدمت في تنقل الأميرات.

ومن بوابة قاعة الاستقبال تخرج إلى قاعة الاحتفالات والتي تأخذك لأجواء المراسم والحفلات الملكية، حيث تتوسط القاعة المكشوفة عربة نصف آلي ويجرها عدد من الأحصنة والتي صنعت من الخشب محاكية للأحصنة الحقيقية. وتعرض في القاعة عدد من العربات المصفوفة على جانبي القاعة ذات الأرضية الحجرية على طريقة الشوارع القديمة في القاهرة. إلى جانبها تعرض عربة (كلش خصوصي)، وهي عربة مكشوفة على هيئة قارب ولها قيمة تاريخية خاصة كونها شاركت في موكب الاحتفال بقناة السويس عام 1869.

عربة آلاي الخصوصي في المتحف مهداة من الإمبراطورة أوجيني للخديوي إسماعيل

وفي قاعة المناسبات الملكية عدد من العربات المهداة إلى الأسرة العلوية في المناسبات والمختلفة وأهمها عربة آلاي الخصوصي وتعني آلاي في التركية الفرقة أو الكتيبة، وهذه العربة هدية من الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث وزوجته أوجيني للخديوي إسماعيل أثناء افتتاح قناة السويس. واستخدمت العربة في حفلات الزفاف، وكانت من الموكب الملكي في حفل زفاف الملك فاروق على الملكة فريدة في 1938. ومن العربات الموجودة في القاعة عربة فيتون التي تعود لعهد الملك أحمد فؤاد واستخدمت في الرحلات وزيارة الأهرامات. ولا تقتصر القاعة على العربات فقط بل يمكن للزائر الاطلاع على الأزياء الخاصة بالسائقين في المراحل الملكية المختلفة.

وفي القاعة الأخيرة والتي تسمى (قاعة الأحصنة) يعرض المتحف الأدوات المختلفة المستخدمة في قيادة الأحصنة والملابس الخاصة بسائقي الخيول ومجموعة لأدوات تزيين الخيل.. ويتصدر القاعة لوحة زيتية من الحجم الكبير لمحمد علي يمتطي جواده، وإلى جانبيه لوحة زيتية لعباس حلمي الأول وأخرى لإحدى الأميرات وهي على ظهر الخيل.

عدد العربات المعروضة في المتحف 42 عربة

ويذكر أحمد الصباغ مدير متحف المركبات المالكية في تصريحات سابقة أن المتحف يضم من بين أقدم مقتنياته وثائق لخطابات بين إدارة الركائب الخديوية وقصر رأس التين، إضافة إلى ركائب (المحمل) الذي كان ينقل كسوة الكعبة من مصر، وأن عدد العربات المعروضة في المتحف 42 عربة إلى جانب مجموعة من مقتنيات الأسرة العلوية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق