ثقافةزوايا

مديرة مختبر السرديات العماني

بشرى خلفان:

عائلتي منفتحة ثقافياً وذهنياً وتقدر قيمة الإبداع

 

الكاتبة والقاصة «بشرى خلفان» من الأصوات الإبداعية العمانية المميزة وهي مديرة مختبر السرديات العماني وأحد الأعضاء المؤسسين وعضو جمعية الكتاب والأدباء العمانية وحصدت جائزتها عن نص «غبار» وشاركت في العديد من الملتقيات الثقافية والمؤتمرات داخل السلطنة وخارجها، وكذلك كعضو لجان تحكيم في عدد من المسابقات المحلية ونفذت ورش عمل حول الكتابة الإبداعية، ومن إصداراتها مجموعة «رفرفة» و«غبار».

«بشرى» تحدثت لـ «أسرتي» عن علاقتها بالكويت والخطوط الحمراء في كتاباتها وهل ساعدتها أسرتها أم وقفت في طريق موهبتها وكيف تتناول المرأة في قصصها ولماذا يتعثر الإنتاج الأدبي العماني في تسويق نفسه خليجيا وعربيا وما هو أحدث مشروعاتها الأدبية؟

 

بداية.. كيف تصفين علاقتك بالكويت؟

– الكويت بلاد أحبها وتحبني، فإما أن أزورها بدعوة أو آتي إليها بدون دعوات وهذا يتكرر كل عام فلا يكاد يمضي عام حتى أزورها مرة أو مرتين وفي كل زيارة أتعرف على أصوات أدبية جميلة ومبدعة لم أكن أعرفها سابقا، كما أشارك في الندوات والملتقيات الثقافية، مما ساهم في معرفتي بالجمهور الكويتي.

 

هل هناك تواصل مع كتَّاب القصة في الكويت وآلية عمل مشتركة وتعاون فيما بينكم؟

– كتَّاب القصة في الخليج وتحديدا في الكويت لا ينقطع أبدا التواصل فيما بيننا فأنا كما تعلم مديرة مختبر السرديات العماني وقبل فترة بسيطة نظمنا أمسية سردية في البحرين، وأيضا شاركنا في أمسية قصصية خليجية في الكويت استعرضنا خلالها فعاليات وأنشطة مختبر السرديات العماني، وفي القادم من الأيام هناك جدول من الأعمال والأنشطة التي تجمعنا خليجيا ليتعرف كل منا على إبداع الآخر، وهذا من شأنه أن يساهم بشكل كبير في تقدم التجربة الروائية والقصصية في الخليج.

 

لكل مبدع وكاتب رؤية خاصة يتبناها والإبداع

لا جنسية له

 

هناك عادات وتقاليد تحكم الأسرة الخليجية ولا يستطيع المبدع في كثير من الأحيان تجاوز الخطوط الحمراء فما حدود الخطوط الحمراء التي تضعينها لنفسك حينما تمارسين الكتابة الإبداعية؟

– أعتقد أن لكل مبدع وكاتب رؤية خاصة يتبناها حينما يمسك بالقلم ليسطر إبداعه سواء كان ذلك في القضايا الاجتماعية أو خلافها وهو الذي يضع حدوده إن كان يرغب في وجود هذه الحدود فالقضية بالنسبة للمبدع ليست قضية حدود، ولكن فكر وقضية وطريقة تناول وأسلوب خاص يتميز فيه الكاتب وهذا الكلام ينطبق على المرأة والرجل على حد سواء فالإبداع لا جنسية له.

 

هل حاولت العائلة صدك عن الإبداع في بداياتك خاصة أنك تعيشين في مجتمع محافظ أم ساعدتك وكانت متفهمة لموهبتك وقدراتك؟ وهل وصلت القاصة العمانية إلى الفضاء الإقليمي والعربي؟

– نشأت في أسرة منفتحة ثقافيا وذهنيا وتقدر قيمة الإبداع حتى وان لم تشجعك على الاستمرار ومواصلة إثبات ذاتك ووجودك فلن تقف عائقا أو تحاول إحباطك فنحن كقاصات عمانيات نجد الفضاء مناسبا ومتسعا للإبداع ومما يدلل عليه وجود أسماء مهمة في مجال القصة في عمان مثل جوخة الحارثي، رحمة المغيزوي وهدى الجهوري، وهذه أسماء ناضجة وقوية رغم صغر تجربتها بالمقياس الزمني، إلا أن حضورها قوي وفاعل وأصبحت معروفة جدا على المستويين الإقليمي والعربي فالقصة العمانية في تطور دائم.

 

العمانيون ليسوا تجاراً

ولا يجيدون فكرة التسويق لأدبهم

الإنتاج الأدبي العماني غير قادر على تسويق نفسه فإلى أي حد تتفقين أو تختلفين مع هذه المقولة؟ وما الأسباب من وجهة نظرك؟

– العمانيون بشكل عام ليسوا تجارا لا يجيدون فكرة التسويق فهم لا يملكون عقلية التاجر فالتسويق والترويج أمور تنبع من دراسات وعلوم حديثة خاصة فيما يتعلق بالمجال الأدبي، فنحن لم ندخل اللعبة ليس لضعف إنتاجنا ولكننا نفضل الإنتاج الجيد عن الترويج الذي يكفله الزمن فنحن بحكم موقعنا الجغرافي وتاريخنا وارثنا لسنا بحاجة لإشهار أنفسنا، فالواثق من نفسه لا يستجدي ومع ذلك تطور وسائل الاتصال وسهولة التنقل أضحى قادرا لإيصال المعلومات، فالقضية لا علاقة لها بالجودة لأننا نحرص على تقديم الإنتاج الجيد والمتميز، وأتمنى أن نتعلم آلية التسويق مستقبلا حتى يصل إبداعنا وأدبنا إلى كل مكان.

 

مشروعي المقبل رواية

ما زلت أشتغل عليها وهي تتناول التاريخ العماني

 

ما مشروعك الإبداعي المقبل وكيف تسعين لتطوير أدواتك؟

– مشروعي المقبل رواية مازلت أشتغل عليها وهي تتناول بعض جوانب من التاريخ العماني وأسعى فيها لتطوير أدواتي وبشكل عام الكاتب في حالة تطور مستمر قد تكون لديه فكرة مشروع تتحول وفقا لطور نضوجه، أما بالنسبة لي فمشروعي يتجسد في تطوير أسئلة تتعلق بالوجود الإنساني ومحاولة العثور على أجوبتها إن أمكن.

 

المرأة في كتاباتي هي الفاعلة القوية المؤثرة القادرة على إحداث الفرق

 

من المرأة التي تحاولين إبرازها في قصصك؟

– المرأة التي أتناولها في كتاباتي هي المرأة الفاعلة القوية المؤثرة في المجتمع القادرة على إحداث الفرق المرأة المربية والحكيمة وليس كما يحاول البعض تصويرها وتصديرها لنا بصورة غير حقيقية لا تمت للمرأة العمانية بصلة، فأنا أتحدث عن المرأة العمانية خاصة والعربية بشكل عام القوية القادرة التي صنعت الفرق وربت رجالا وعمرت مدن وحملت السلاح وكانت حاضنة هذه هي المرأة الحقيقية وليست المرأة المشوهة ولا توجد بكتاباتي امرأة واحدة وإنما شخصيات تتداخل وتتعقد بناها النفسية تماما مثل الرجل، فأنا لا أميل لفكرة الفصل بينهما ووضع حدود صارمة لكنني أتجه لاستكشاف المرأة كإنسان متجدد لا يعيش بالضرورة حالة صراع أنا أبحث عن كل صور النساء وأسئلتهن التي قد لا تختلف كثيرا عن أسئلة الرجال الآن.

 

المرأة في أعمالك تبدو حائرة ومعزولة في بعض الأحايين لماذا؟

– علينا أن نسأل أنفسنا أولا هل المرأة معزولة؟ معزولة عن ماذا تحديدا؟ هل هي معزولة عن المشاركة في صنع القرار السياسي مثلا؟ هل هي معزولة عن تقرير مصيرها مثلا؟ معزولة عن دورها الوجودي الخلاق؟ هناك أشكال كثيرة من العزل تعاني منها المرأة على المستوى السياسي والاجتماعي والتشريعي وبالطبع أحاول في كتاباتي الإجابة عن هذه التساؤلات أما هل هي حائرة، فربما هي كذلك حائرة بين ما تريد وما لا تريد بين ما ترغب فيه وما لا يمكنها المجتمع منه وتضطر لأن تستسلم له، فالمرأة تختلف عندي من قصة إلى أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق