أزياء وموضةالنصف الحلو

مصممـات عالميـات يحميـن البـيــئــــــــــــة والحيـوان من قسـوة الإنسـان

تحولات مدهشة تصيب عالم الأزياء في النصف الأول من القرن الحالي تقف وراءها مصممات أزياء جريئات صممن على ألا تتوقف إبداعاتهن على نقل ما بداخلهن من أفكار إلى منصات عروض الأزياء فقط بل استخدمن مواهبهن في نشر رسائلهن الإنسانية لخلق حياة أفضل للبشرية

سواء بالحفاظ على البيئة أو برعاية مشروعات تنموية تخلق فرص جديدة للعمل للحد من البطالة وما يترتب عليها من مشكلات اجتماعية أو حتى بالحفاظ على حقوق الحيوان ومنع التعدي عليه وقتله.

وقد استطاعت الحملات التوعوية التي قامت بها تلك المصممات الناجحات وعلى رأسهن المصممة البريطانية ستيلا ماكارتني والأميركيتان دونا كارين وإيلين فيشر أن تلقى صدى واسعًا عند الكثير من كبرى دور الأزياء العالمية.

Gucci تعلن عن انضمامها إلى منظمة Fur free alliance لنهاية الاتجار بفرو الحيوانات

جوتشي ضد الفرو!

وكانت دار جوتشي آخر من انضم إلى الدفاع عن البيئة في تصميم الأزياء، حيث أعلنت في بيان مفاجئ وصادم عن انضمامها لمنظمة Fur free alliance التي تهدف إلى نهاية الاتجار بفرو الحيوانات وذلك بالتوقف عن استخدام الفرو الطبيعي وبعض أنواع الجلود بدءاً من العام الحالي والاكتفاء باستخدام الفرو المصنع الشبيه إلى حد كبير بالفرو الطبيعي.

وقد شكّل هذا الخبر صدمة ليس فقط في عالم الموضة وصناعة الأزياء، بل أيضاً لمحبي الماركة التي اعتمدت على مدار تاريخها على استخدام الفرو الطبيعي في العديد من تصاميمها من أبرزها وأكثرها مبيعاً حذاء «برينس تاون» المبطّن بفرو الكنغارو، والذي لاقى رواجاً منقطع النظير خلال العامين الماضيين وبات من أفضل القطع المفضّلة لدى العديد من رائدات الأناقة في العالم.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أعلنت الدار أيضاً عن بيع كل ما سبق تصنيعه من فرو في مزاد علني يذهب ريعه بالكامل لدعم منظات حماية الحيوانات.

نجاح ستيلا مكارتني في التوفيق بين رسالتها الإنسانية وإبداعاتها

ويبدو أن نجاح المصممة ستيلا مكارتني في التوفيق بين رسالتها الإنسانية وإبداعاتها في مجال التصميم لتصل إلى الصفوف الأولى خلال أعوام قليلة كان دافعا قويا لباقي دور الأزياء للاقتداء بها فاسم ستيلا أصبح الأكثر رواجاً في عالمي الأزياء وحماية البيئة معاً رغم تعارضهما الكبير فصناعة الأزياء تعد الثانية عالمياً في تلويث البيئة والتعدي عليها سواء بالمخلفات الناجمة عن الصناعة في حد ذاتها

والذي تطالب المصممة والمنظمات الداعمة لها بإعادة تدوير الخامات والملابس المستخدمة أو الفائضة عن الحاجة من جديد، حيث دعت في 2017 القائمين على الصناعة برمتها، والعلامات التجارية، والعملاء إلى التوحد في اتخاذ القرار لإحداث التغيير الجذري في صناعة الأزياء،

وذلك عند اعتلائها منصة متحف فيكتوريا وألبير للحديث عن الخطة الاقتصادية للنفايات التي تخلفها المنسوجات والملابس.

وقالت مكارتني التي اتخذت قرار الحفاظ على البيئة وحقوق الحيوان منذ بدأت عملها في 2001: «حان وقت التغيير وإيجاد حلول لحماية أرضنا من هذه الصناعة التي تصنف الثانية من ناحية التلوث في العالم.

وتحاول المصممة حالياً الاعتماد على تقنيات تكنولوجية حديثة تعمل على تحلل المواد والخامات المستخدمة بشكل طبيعي لا تؤذي البيئة، ولكنها جميعاً في طور التطوير والتجربة.

Eileen Fisher تعلن

عن خطتها الجديدة الداعمة للحفاظ على البيئة للعام 2020

إيلين فيشر وخامات عضوية %100  بحلول 2020

وعلى نفس النهج أعلنت مصممة الأزياء الأميركية إيلين فيشر عن خطتها الجديدة الداعمة للحفاظ على البيئة للعام 2020 بحيث ستقضي بشكل نهائي على نسبة الهدر في الخامات من خلال إعادة تدوير الأزياء والخامات من جديد

وهو ما بدأته بالفعل منذ العام 2009، حيث تقوم الدار حاليا بالعمل على ثلاثة محاور رئيسية منها جمع الملابس المستخدمة سابقاً وفي حالة جيدة من قبل رواد الماركة ومن ثم إعادة توزيعها على المحتاجين لها بعد تنظيفها وكيها، أو بإعادة تصميمها من جديد إذا كانت بحالة لا يمكن استخدامها أو بإعادة صبغها وحياكتها ومن ثم توزيعها من جديد.

وكانت الدار قد قامت بالفعل بجمع نحو تسعمائة ألف قطعة تم فصلها إلى الفئات الثلاث السالفة الذكر.

وتستخدم الدار حالياً خامة القطن الطبيعي بنسبة 70 في المائة ولكنها تسعى لتزيد النسبة إلى مائة في المائة بعد عاميين من الآن بحيث تكتفي بالكتان والقطن.

رؤية فيشر لعام 2020

ترتكز رؤية المصممة فيشر للعام 2020 على ستة محاور رئيسية من شأنها الحد من الاعتداء على البيئة الخارجية وتحسين أوضاع العاملين المالية والنفسية إلى جانب رعاية مشروعات تنموية من شأنها تطوير وضع السيدات وإيجاد فرص عمل لهن.وتتضمن رؤية فيشر عناصر الإنتاج كلها، مثل:

الخامات – تسعى فيشر إلى الاعتماد الكلي على استخدام القطن والكتان المزروعين بشكل عضوي بعيداً عن الكيماويات المدمرة للتربة والابتعاد تماماً عن الأنسجة المصنعة كيمائياً كالبوليستر إلا المعاد تدويره حتى لا يكون مصدرا جديدا من مصادر تدمير البيئة

الألوان – تحاول الدار الوصول إلى نسبة 30 في المائة من الألوان الطبيعية في الأصباغ التي تستخدمها في تصميماتها، وتقول فيشر إنها نسبة غير مرضية وتحتاج إلى المزيد من التعاون مع دور الأزياء الأخرى للحد من استخدام الألوان الكيميائية التي تؤثر على صحة الإنسان بالدرجة الأولى والبيئة من خلال تحلله مع الماء أثناء الغسيل بالدرجة الثانية.

وتتعاون فيشر حالياً مع (Bluesign technologies) في توفير الأصباغ الصديقة للبيئة ولكنها ليست كافية.

الموارد الطبيعية – تستهدف فيشر استخدام الحد الأدنى من الموارد الطبيعية التي تساهم في صناعة الأزياء كالطاقة والماء، وخصوصاً استخدام الكربون المدمر للبيئة سواء في الطاقة المستخدمة في التصنيع أو أثناء الشحن الجوي واستبدالها بمصادر للطاقة الصديقة للبيئة كالكربون الطبيعي أو حتى الإيجابي بحلول 2020.

العمال –  منذ العام 2005 تسعى المصممة ودارها إلى الدفع بالعمال العاملين لديها بالصين إلى المطالبة بحقوقهم كاملة سواء في الرواتب العادلة أو الظروف الحياتية المحترمة، بل تحاول أن تجد لهم بيئات جديدة كدولة بيرو التي تضمن رواتب عادلة.

إعادة الاستخدام – تحاول الدار استخدام المواد الخام الأكثر بقاءً بحيث يمكن الاحتفاظ به في خزانة المنزل لأطول فترة ممكنة، ومن ثم إعادته للدار مرة أخرى حال الرغبة في التخلص منه، حيث ستقوم الثانية بإعادة تدويره من جديد.

مشروعات تنموية نسائية – تسعى الدار أيضاً إلى إقامة مشروعات تنموية لتعليم النساء مهنا تفتح لهن آفاقا للعمل لتحسن من معيشتهن.

منذ توفي زوجها بمرض السرطان اختارت Donna Karan أن تركز على تصميم الأزياء الصديقة للبيئة

دونا كاران وأزياء صديقة للبيئة والإنسان

منذ توفي زوجها بمرض السرطان اختارت مصممة الأزياء الأميركية دونا كاران أن تركز على تصميم الأزياء الصديقة للبيئة التي تستخدم فيها الخامات الطبيعية العضوية في تصميماتها التي تندرج تحت علامتها التجارية، ومنها Urban Zen والتي تخصص ريعها بالكامل لتطوير بعض الدول الفقيرة كهاييتي وإقامة مشروعات تنموية وصحية وتعليمية لمساعدة الفقراء على تحسين حياتهم. أيضاً تصمم كارين قطعاً رائعة من الأثاث الخشبي الطبيعي والأكسسوارات المنزلية اليدوية.

أطلقت الفنانة Kylie Minogue مجموعتها الصديقة للبيئة بخامات من النفايات الملقاة من الأقمشة وغيرها لتعكس رسالتها الإنسانية من خلال تصميماتها

خامات من النفايات إلى منصات العروض بتوقيع الفنانة كايلي مونوغ

أطلقت الفنانة كايلي مونوغ مجموعتها الأخيرة الصديقة للبيئة، حيث استخدمت خامتها من النفايات الملقاة من الأقمشة وغيرها لتعكس رسالتها الإنسانية من خلال تصميماتها.

وكان للجينز المعاد تدويره مساحة كبيرة في العرض والذي يعود بنا إلى موضة الثمانينيات من القرن الماضي، حيث استخدمت مجموعة من الألوان الجذابة كالأزرق والأخضر والوردي إلى جانب التنانير الطويلة من الفراء والقمصان الجيرسيه.

ولم تكن بعض الأسماء المعروفة لدى العامة من البشر ببعيدة عن إطلاق خطوط جديدة صديقة للبيئة متاحة للجميع مثل Zara الإسبانية التي صممت خط h من القمصان القطنية بنسبة 100% وتسعى لزيادة الإنتاج وفتح خطوط موازية، فيما كان ليفيس Levis وH&M يدخلان السباق في إنتاج الأزياء الصديقة للبيئة

وكذلك علامة ليفيس الأميركية لتصميم الجينزات والتي تحاول أن تستخدم خامات لا تحتاج إلى استهلاك كميات كبيرة من الماء أثناء الغسيل أو الأصباغ الكيميائية المضرة بالبيئة والصحة.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق