تحقيقات

نجمة الطهي الأولى منال عالم

 

برامج الطهي تجعلني أتألم حتى تنهمر دموعي

 

الشيف منال العالم اسم يلمع في عالم الطهي حتى لقبت بملكة المطبخ العربي. بدأت مشوارها المهني بتقديم دورات في فن الطهي حتى ذاع صيتها وانتقلت إلى عالم الإعلام المرئي فكانت من أوائل من يعد ويقدم برامج متخصصة للطهي عبر الشاشة الفضية.

أضحت وصفاتها مرجعية معتمدة للكثيرات، واليوم هي نجمة الإعلام الافتراضي، ورغم ذلك فهي مقلة في التحدث في وسائل الإعلام، وترى أنها لا تجيده، تاركة وصفاتها لتتحدث عنها.

التقتها «أسرتي»، فخرجت عن صمتها لتمتعنا بحوار شائق نتعرف من خلاله على شخصية شديدة العفوية والمرح والتواضع.

 

أنت نجمة الطهي الأولى في العالم العربي.. حدثينا عن بداياتك وعن التحديات التي واجهتك في بداية مشوارك المهني.

– دائما ما أحببت الطهي وأجدته، وأرجع الفضل في هذا إلى والدتي، وبدأت أعلمه في مطبخ منزلي في دورات محدودة العدد للراغبات. ومع تزايد أعداد المشاركات انتقلت إلى قاعات الفنادق الكبرى. كان ذلك أثناء إقامتي في دولة الكويت منذ خمسة عشر عامًا تقريبًا، وخلال إحدى الدورات قدمتني إحدى المشاركات إلى أخيها الذي كان يعمل آنذاك مخرجًا في تلفزيون دولة الكويت، واتفقنا حينها على تقديم برنامج طهي في شهر رمضان المبارك.. وقد حقق لي ذلك انتشارًا واسعًا خارج دولة الكويت وبدأت أدعى إلى تقديم دورات لتعليم الطهي في دول الجوار.

وتضيف:

في البدايات كنت أجد صعوبة في إيجاد المراجع التي تساعدني، فكانت كتب الطبخ محدودة، ومعظم المجلات العربية كانت تنقل وصفات مترجمة عن مواقع أجنبية. وعندما كنت أستعين بوصفات خارجية لم ألق النتائج المرجوة لعدم وجود وحدات قياس ثابتة في الأسواق العربية، فالكوب مثلًا يختلف في حجمه كوحدة قياس من مطبخ لآخر، فبدأت أطلب تلك الأدوات من الخارج، وأصبحت أعدل من الوصفات، وأسجل التعديلات، ثم أجربها مرة تلو الأخرى، وبعد نجاحها أعلمها لصديقاتي وأطالبهن بالالتزام بالمقادير ووحدات القياس.. وشيئًا فشيئًا أصبحت لدي قاعدة واسعة من الراغبات في التعلم وبدأت مشواري المهني.

 

نجحت في كسر

حاجز الخوف بين الفتيات والمطبخ

 

لك شعبية واسعة في المنطقة.. فما مرجعيتها في رأيك؟

– أعتقد أن تحري الدقة في وصفات الأصناف التي أقدمها هي أساس نجاحي، فأنا عندما أقدم الوصفة أتخيل كل امرأة تقف بجانبي في مطبخي، وأكون حريصة على نجاح الوصفة لأني مدركة لحجم المجهود الذي تبذله المرأة في المطبخ بالإضافة إلى التكلفة المادية.

كذلك فأنا أرى أني نجحت في كسر حاجز الخوف الموجود بين الفتيات وبين المطبخ، بأن خاطبت كل امرأة بلغة مبسطة بعيدة عن التكلف وأقنعتها بأني مثلها تمامًا لا أملك في مطبخي أكثر مما تملكه هي، وبالتالي فهي تستطيع أن تتفوق فيما تقدمه لأسرتها.

 

أُقدِّمُ أطباقًا من المطبخ العالمي وأضيف عليها بعض التعديلات

 

وتستطرد: بجانب ذلك فأنا أركز على تقديم أطباق من المطبخ العربي وأضيف لها بعض التغييرات دون أن أنسبها إلى بلد بعينه.. فمن المكونات التي أضفتها للمطبخ الشامي والمصري مثلًا الزنجبيل، فرغم استخدامه بكثره في المطبخ الخليجي والهندي فإنه لم يكن معروفًا في المطابخ العربية الأخرى.

و عندما أقدم أطباق من المطبخ العالمي أضيف عليها بعض التعديلات فمثلًا قد أقدم طبقا إيطاليا ببهارات عربية حتى يكون المذاق مستساغًا للأغلبية.

لك قاعدة جماهيرية واسعة في عالم الإعلام الافتراضي.. فمن يدير أعمالك؟

– لدي فريق عمل متكامل، فلدي شركتي الخاصة، وهناك شركات أخرى تعمل معي كشركاء وذلك لتلبية طلبات وتوقعات المتابعين لي، أما أنا فلا أجيد إلا الطهي.

برامج الطهي في العالم ينفق عليها ملايين الدولارات الأميركية.. فكيف تقيمين هذه البرامج في القنوات العربية؟

– قد يستنكر البعض رأيي، ولكني في حقيقة الأمر أتألم لما أراه حتى أن دموعي تنهمر عندما أتابع بعض برامج الطهي التي تستهين بعقلية المشاهد بما تقدمه من مادة إعلامية ركيكة لا تتحرى الدقة، كما أن مستوى النظافة ضعيف، وبسبب ضعف الميزانية المرصودة لتلك البرامج يستعين المشرفون عليها بمن هم ليسوا أهلاً لتقديمها.. وأنا أعتبر كل هذا نقصًا في تقديم خدمة متكاملة للمشاهد.

كان من المقرر أن تعلني عن إطلاق قناة تلفزيونية خاصة بك في النصف الثاني من العام 2015.. فلماذا تأجل المشروع؟

– ما زلت أعمل على هذا المشروع، ولكنه يتطلب دعمًا ماديًّا كبير، وأحتاج إلى أن يكون معي فريق عمل لديه رغبة حقيقية في العطاء، فأنا أود تقديم برنامج طهي بمعايير أخرى وليس لمجرد تقديم وصفات طهي.

كذلك فأنا أرغب في إعادة فكرة «التدبير المنزلي» إلى الأذهان من خلال برنامج يعني بشؤون إدارة وتدبير المنزل بجميع جوانبها، فالمنزل لا يقتصر على المطبخ فقط.

هل تفوق الرجل على المرأة في عالم الطهي؟

– وجود المرأة كرئيسة طهاة في مطابخ الفنادق والمطاعم مهنة شاقة تحتاج إلى جهد عضلي كبير، وتتطلب تواجدها لساعات طويلة خارج منزلها.

تلك عوامل أنتجت وجود عدد أكبر من الرجال في هذا المجال، ولكن بالتأكيد الإبداع لا يقف عند الرجل، فهناك العديد من النساء يعملن في قسم الحلويات، وقسم السلطات، وقسم الساندويتشات. وهي أقسام تتطلب إبداع أكثر من المجهود العضلي.

من يعجبك من الطهاة؟

– الشيف أسامة يعد علّامة في عالم الطهي، وهو من المؤسسين له.

 

أنا عاشقة لأكل

المطاعم وأحب تجربة كل ما هو جديد

 

من يد من تأكل منال؟

– أنا عاشقة لأكل المطاعم وأحب تجربة كل ما هو جديد، وأستمتع بتذوق وجبات يعدها طهاة غيري، وأنا أشجع الأسر على أن تتجمع على طاولة طعام خارج المنزل من وقت لآخر، وهذا يضيف لربة المنزل وصفات جديدة وطرق تقديم مختلفة.

هل يمكن أن تستمتعي بوجبة طعام كامرأة عادية؟ وهل أنتِ ناقدة لاذعة؟

– تجيب ضاحكة:

لا للأسف دائما ما يكون تركيزي على تقييم الوجبة، واستكشاف مكوناتها، وطريقة إعدادها.

أحيانًا أنتقد.. ولكني أيضًا أقدر جدًا الوجبة الشهية وأحرص على تقديم الشكر بنفسي للشيف الذي أعدها.

هل تخشى النساء من دعوتك لمأدبتهن؟

– نعم.. صديقاتي وقريباتي يشعرن بالقلق دومًا عند دعوتي للطعام رغم تأكيدي لهن بأني أحب ما يقدمنه.

ما أكلتك المفضلة؟

– شوشبرك.

هل اندثرت بعض الأكلات التراثية العربية؟

– بالتأكيد، وهذا ملحوظ في المطبخ السوري الذي يعد أغنى المطابخ العربية على الإطلاق.. وهو يحدث أيضًا عبر السنوات في مطابخ عديدة وذلك بسبب عدم وجود المكونات الرئيسية لبعض الأكلات التراثية.. وأتذكر طبق نباتي غني كانت تعده لنا جدتي يدعى «الحماصص» لم يعد له وجود في المطبخ الفلسطيني.

ما خططك المستقبلية؟

– أعمل على إطلاق تطبيق applicationعلى الهواتف الذكية يسمح للنساء بمشاركة وصفات طعام خاصة بهن في مقابل مادي يكون مصدر دخل لهن.

 

«أسرتي» في كل مكان

دبي – غادة الصاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق