أخر الاخبار

نسمة يحيى أول عارضة أزياء من قصار القامة

للاختلاف حكمة.. والإعاقة ليست في الأجساد إنما في العقول المريضة

 

عشرون عاماً ولم يتجاوز طولها المتر الواحد وبضعة سنتيمترات، نسمة يحيى التي بدأت رحلة معاناتها مع قصار القامة منذ طفولتها لتواجه نظرات التنمر والاستهزاء من زملاء الدراسة والجيران، كان لوقوف والدتها إلى جوارها وتشجيعها المستمر دور في تغيير نظرتها للحياة حتى التحقت بالجامعة فتغيرت أحلامها لتصبح أول عارضة أزياء لقصار القامة، والتي حاورتها «أسرتي»:

 

نقاط ضعفي حوَّلتُها مصدراً لقوتي وثباتي

 

حدثينا عن طفولتك وكيف كنت تواجهين نظرات الناس؟

– ولدت قصيرة ومنذ صغري كنت أقف أمام المرآة بالساعات انتظاراً لأن أصير طويلة كأقراني ومن هم قريبون مني، وبمرور الأيام تيقنت أن قصر القامة لاعلاج له وبدأت الاستسلام للأمر الواقع، فقررت أن أصنع شيئاً جديدا يتحدث الناس عنه ويجعلني مميزة ويحميني وأسرتي من التنمر والنظرة الدونية.

فكثيرا ما نعيش بعقلية الضحية ونستسلم للمصير، لكن في الحقيقة اننا نمتلك القدرة على الرفض والتغيير، وعلينا أن نتعلم حب أنفسنا، وتطوير ذاتنا بالبحث عن نقاط القوة بين حطام اليأس.

وماذا عن دخولك مجال عرض الأزياء؟

– جاءني هذا العرض من زميلي بالنادي الفنان محمد عاطف لعمل photo session ووقتها كنت في قمة الإحباط واليأس وعدم الرغبة في التصوير أو مواجهة الكاميرا، ولكن إصراره جعلني أوافق فقد شعرت بإيمانه بي وبأن لدى موهبة وقبولا ليس موجوداً لدى أصحاب القامات الطويلة، وأن نجاح هذا العمل قد يصنع مني نجمة يتحدث عنها الناس رغم اختلاف المواصفات العالمية والقوام المطلوب لعارضات الأزياء، وبدأت معه العمل مصممة الأزياء إنجي كساب  التي اختارت الملابس والألوان والموديلات القديمة والتي تعود الى الخمسينيات والستينيات لتكون شيئاً لافتاً وغير تقليدي، وبالفعل فعلناها ونجحت الفكرة.

 

اكتشفت نفسي وما عوضني به المولى عن قصر  قامتي

 

وماذا كان الدافع وراء خوضك لتلك التجربة؟

– في البداية كنت أكره التصوير وأهرب من العدسات لأنها تظهر قامتي القصيرة، ولكن مع الوقت والتفكير العميق ومواجهة الجمهور اقتنعت بأن الله هو الذي أعطاني تلك القامة ومنحني قبولاً وأشياء كثيرة عوضني بها وهذا ما جعلني أقبل الفكرة وبعدها انهالت التعليقات بالإعجاب على تلك الصور، وكانت مفاجأة لي وقررت أن أواصل تلك التجربة لاستكمالها والوصول لقلوب وعقول كل البشر.

 

أتمنى أكون أول مذيعة تلفزيونية من قصار القامة

 

ما الحلم الذي تتمنين تحقيقه بعد هذا النجاح؟

– أتمنى أن أصبح أول مذيعة تلفزيونية من قصار القامة، ويكون لي برنامج خاص بمكافحة التنمر، كما أنني أحلم باستكمال دراستي العليا وتحضير الدكتوراه في مجال الاعلام لأصير أستاذة جامعية يشار اليها بالبنان ولأثبت للمجتمع أننا رغم قصر قامتنا فإن أحلامنا لا حدود لها.

ما أنشطتك الاجتماعية الأخرى؟

– أنا دائمة التواصل مع زملائي من قصار القامة أشجعهم وأكسر خوفهم، خاصة أن كثيرا منهم لديه إحباط وعدم الرغبة في التعامل مع المجتمع بسبب مايعانونه، كما أنني أحاول إشراكهم في البرامج الاعلامية والاعمال الفنية لكسر حاجز الخوف لدى كثير منهم.

ما أهم الصعوبات التي تواجهينها في حياتك اليومية؟

– كل الطرق والمرافق والمواصلات وحتى المصاعد غير مجهزة لنا كقصار القامة، ناهيك عن ارتفاع مدرجات الجامعة والازدحام وقت بدء المحاضرات وهذا يمكن أن يعرض حياتي للخطر والدهس بين الأقدام.

ولمن يعود الفضل في كسر حاجز الخوف لديك؟

– صاحب الفضل أمي فهي من شجعتني وساندتني كثيراً في حياتي وقفت إلى جواري منذ طفولتي وخففت عني معاناتي من نظرات الناس وتهكمهم عليّ، كما أدين بالفضل للمصور الفنان محمد عاطف، ومصممة الأزياء إنجي كساب التي أبدعت في تصميم ملابسي التي ظهرت بها في جلسة التصوير.

 

«أسرتي» في كل مكان

مصر– مجدي فؤاد

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق