أزياء وموضةالنصف الحلو

وجوه من عالم الموضة Christian Lacroix مصمم الأرستقراطيات باع داره ولم يبع إبداعاته

كريستيان لاكروا مصمم أزياء فرنسي من طراز خاص جدا، لم تهزمه ازماته المالية المتتالية أو تثنيه عن تصميماته الفلكلورية المبهرة المستوحاة من التاريخ..

التصميمات الخاصة جدا التي تستهوي الانثى العاشقة للتميز وكثرة التفاصيل وتنوع الألوان.. مصمم رفض أن يكون رقما في عالم الموضة أو مصمما يلهث وراء المال ويصمم ما يرضي الجميع الا موهبته ولنبدأ قصة لاكورا من البداية.

 

من كريستيان لاكروا؟

كريستيان لاكروا مصمم أزياء يمكن وصفه بكلمات بسيطة فنان.. مبدع.. وعنيد ولد في جنوب فرنسا في العام الأول من خمسينيات القرن الماضي،

كان طفلا عاشقا لرسم تصاميم الأزياء التاريخية واستمر في تطوير نفسه في هذا المجال حتى تخرج في دراسته الثانوية في 1969.

انتقل إلى مدينة مونبلييه بجنوب فرنسا حيث تخصص في دراسة الفن في الجامعة التي تحمل اسم المدينة.

وفي عام 1971م التحق لاكروا بجامعة السوربون الفرنسية،

وكان يعمل آنذاك على رسالته العلمية في فن القرن الثامن عشر الذي كان له الاثر الاكبر في مسيرته كمصصم أزياء في وقت لاحق.

كان المصمم العاشق لدراسة التاريخ والحضارات يتابع برنامجه في دراسات المتاحف في مدرسة اللوفر، حيث كان يتطلع إلى الوصول إلى منصب مسؤول أحد المتاحف ببلده.

فى عام 1974 التقى الشاب الموهوب بفتاة احلامه فرانسواز روزينثيل التي تزوجها في نفس العام.

 

مسيرته في عالم الموضة والأزياء

بدأ لاكروا مسيرته في عالم الموضة والأزياء بالانضمام الى دار هيرميس للأزياء بمساعدة صديقه الملحق الاعلامي الشهير جان جاك بيكار وذلك بعد اربع  سنوات من زواجه.

لم يتوقف المصمم عند هذا الحد من العلم والعمل، اذ التحق بجامعة لوفر للفنون الجميلة التي زادت من قدراته الإبداعية لينتقل بعد عام من تخرجه 1981 للعمل مع دار جون باتو للأزياء،

حيث اكتسب خبرة عملية في مجال التصميم أهلته بعد ست سنوات من العمل والتدريب إلى افتتاح داره الخاصة بالـ Houte Couture للأزياء الراقية وذلك في العام 1987.

بعد عام من اطلاق الدار لتصميمات Houte Couture وافتتاح عشرات البوتيكات في فرنسا وأوروبا وأميركا قام بافتتاح خط جديد لتصميم الأزياء الجاهزة ready-to-wear الذي اعتمد فيه

لاكروا على التصميمات المستوحاة من المزج بين الثقافات المختلفة التي كان يهواها وكرس حياته لدراستها وربما كان هذا العشق هو السبب في خسائره المالية المتلاحقة،

حيث غاب عن ذهنه وعن تصميماته ما تحتاجه المرأة العاملة من ملابس عملية بسيطة.. كان الطابع الفلكلوري والتاريخي هو المسيطر على مجمل تصميماته وهو ما جعل أزياءه

مقصورة على الخاصة من السيدات الارستقراطيات الانيقات اللاتي يهوين هذا الطابع من التصميمات وهو ما حد من مبيعات الدار التي لم تكن تسعى للربح بقدر ما كانت تسعى للتفرد.

تميزت أزياء المصمم والفريق العامل معه بالتصميمات المعقدة والمتكلفة الغنية بالتفاصيل والتطريزات المحاكة بمنتهى الحرفية والدقة وربما يكون لاكروا هو أول من قدم التنانير المنفوخة

وكذلك الاكتاف العريضة بشكل مسرحي مثير اقتبسها من بعده العديد من المصممين ومن أبرزهم مارك جيكوبس أثناء عمله في دار لوبس فيتون للأزياء.

ولم يتوقف المصمم عند تصميم الأزياء فقط بل قام بتنويع إبداعاته، حيث افتتح في منتصف التسعينيات خطاً للمناشف، ومن ثم أطلق في العام 1996 خطاً للجينز وبعدها بثلاث سنوات

بدأ خطاً جديدا للعطور والأكسسوارات لحقه في 2001 بأول تشكيلة من أزياء الاطفال والرجال ومن ثم أطلق خطوطا موازية للملابس الداخلية ولربطات العنق الى أن وصل الى أن تعاون في 2007 مع مستحضرات تجميل Avon.

رفض أن يبكي على خسارته ولكنه استكمل مسيرته في عالم الأزياء حتى ولو في أتيليه صغير

 

خسائر لاكروا وبيع داره

وكما اسلفنا سابقا فبسبب تمسك المصمم لاكروا بتصميماته التي وصفت بالمعقدة فقد واجه خسائر مالية بلغت الملايين فمنذ بدأ داره لم يكسب منه، بل كانت الخسائر اكثر من

الارباح حتى بلغت ذروتها في عام 2005 اذ وصلت الى 200 مليون يورو وفي عام 2008 خسر 10 ملايين يورو.

وبسبب تراكم الخسائر اضطر المصمم في العام 2009 إلى أن يدفع بنفسه أجور جميع العارضات اللاتي عرضن تشكيلته لخريف وشتاء ذلك العام، وقال انه لا يريد أن يبكي على خسارته

ولكنه يريد أن يستكمل مسيرته في عالم الأزياء حتى ولو في أتيليه صغير، وكرر مرارا وتكرارا أن كل مايهمه حقًا هن النساء اللواتي يقمن بهذا العمل وانه لا يريد ان يتحول اسمه وعمله الى علامة

رخيصة كما هو الحال مع معظم دور الأزياء المنافسة.

كانت للاكروا نظرة غير اعتيادية في مستقبل عالم الموضة، حيث كان يعتبر انها في نهايتها فلم يعد هناك ما يمكن تقديمه فالتوجه الجديد يتحرك في اتجاه التصميمات الخالية من الإبداع.

واستمرت أزمات الدار المتلاحقة حتى تم عرضها للبيع وسبب فزعا في أوساط الموضة الباريسية التي اعتبرتها كارثة ثقافية لفرنسا، وعلى الرغم من تدخلات الحكومة غير المباشرة

لدعم مصمم عبقري رفض التنازل عن مبادئه مقابل الربح الا أنها فشلت، وكانت النهاية شراءها من قبل مجموعة Falic Fashion Group’s LVMH الاميركية فيما لا يزال المصمم مستمرا في عمله وبنفس الأسلوب الذي يهواه.

وفي السنوات الاخيرة دخل المصمم في خط جديد مواز لعمله الأساسي، حيث بدأ في عمل تصميمات داخلية لبعض الفنادق الكبري وأطلق تشكيلة من الأثاث والاكسسوارات الفخمة الغنية بالألوان والنقوشات.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق