أخبار فنيةفن

وداعاً «آمال فهمي» ملكة الكلام وأول من قدمت فوازير رمضان

تتنافس جميع الفضائيات لجذب ملايين المشاهدين في الوطن العربي خلال شهر رمضان المبارك، وتدخل الإذاعة حلبة المنافسة بقدراتها المحدودة نسبيا، وأمام سطوة الصورة وإبهارها يفقد الوطن العربي واحدة من الإعلاميات في الوطن العربي هي الإذاعية الشهيرة «آمال فهمي» عن عمر يناهز 92 عاما.

«آمال فهمي» صاحبة البرنامج الإذاعي الأشهر على الإطلاق «على الناصية»، كما تعتبر الإعلامية الراحلة أول من أدخل الفوازير الرمضانية في الإذاعة العربية مع بيرم التونسى ثم صلاح جاهين لتصبح فيما بعد أيقونة رمضانية وانتشرت ليس في الإذاعات فقط بل الفضائيات، ونجحت في أن تجعل الجماهير تلتف حول الإذاعة رغم منافسة الفضائيات الشديدة، فكانت صاحبة فكرة برنامج «الشعب يسأل.. والرئيس يجيب» في رمضان.

وعن هذا البرنامج قالت آمال فهمى:

شهر رمضان شهر منافسة إعلامية، وفيه تحاول كل الإذاعات والقنوات أن تجذب المستمع وتستحوذ عليه، ففكرت في أن نكون حلقة تواصل بين الشعب والرئيس، وبخاصة في هذا الشهر المبارك، وعندما قدمت الفكرة كنت متكتمة الخبر حتى لا تستولي عليها أي إذاعة أو أي قناة فضائية.

وأكدت أنها كانت من ضمن شروطي أن يذاع البرنامج حصرياً على إذاعة البرنامج العام عقب أذان المغرب مباشرة، والناس بتفطر، وحرصت على ألا يسبق الحلقات أي إعلانات احتراماً لشخص الرئيس.

ولم يكن برنامجها «على الناصية» مجرد لقاءات خفيفة «تيك اواى» على طريقة كثير من البرامج الإذاعية والتلفزيونية لكنه كان مختلفا يغوص في أعماق العالم العربي ويتصدى لقضاياه باحترافية وإثارة وتشويق جعل الناس تنتظره ظهيرة كل جمعه، فكانت من أهم من ساهم في دعم الأعمال الخيرية على مستوى مصر والوطن العربي، وتنسيقها مع حالات متعددة ليعالجها الدكتور مجدي يعقوب..

كما عرضت الإذاعية الكبيرة آمال فهمى مختلف القضايا، فمثلا قامت بالتسجيل في الجزائر- أثناء الاحتلال الفرنسي – مع أحد الجنود في وسط ميدان الحرب والتقت من خلال «على الناصية» الكثير من الشخصيات المهمة منهم رائد الفضاء الروسى (جاجارين) وقامت من خلاله بالنزول في أحد الاحتفالات بعيد البحرية في غواصة من القوات البحرية إلى عمق 800 قدم تحت سطح الماء والتقت عمال المناجم بالحمراوين على عمق 200 متر تحت سطح الأرض،

وجعلت من هذا البرنامج مساحة لجمع التبرعات لمستشفيات القلب والأورام.

وقد ظهرت «آمال فهمي» ببرنامجها «على الناصية» في فيلم «حكاية حب» لعبدالحليم حافظ، حيث استضافته في الشارع كشاب موهوب لتفتح له آفاق المستقبل.

وكانت أول سيدة ترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964 ثم وكيلاً لوزارة الإعلام فمستشارًا لوزير الإعلام، كما تولت منصب مستشار الإذاعة في فترة الثمانينيات، إلا أنها طوال هذه السنوات، وعلى الرغم من مسؤولياتها العديدة، فإنها لم تتخل عن تقديم برنامج على الناصية.

حازت آمال فهمي جائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة، وأصبحت بذلك أول شخص يحصل عليها بالإذاعة والتلفزيون، وحولت تحقيقاتها الصحافية إلى تحقيقات إذاعية، ولاقى ذلك إعجاب جماهير ومُستمعي الإذاعة، كما حصلت على لقب «ملكة الكلام» في الوطن العربي.

الجدير بالذكر أن آمال فهمي وُلدت عام 1926 وحصلت على ليسانس الآداب من قسم اللغة العربية جامعة القاهرة، وعُينت بالإذاعة عام 1951.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق