كاتب من طراز خاص، مثير للجدل، تحول من الهندسة إلى الكتابة الروائية، كما انعكست دراسته على نوع الكتابة، فقدم كتاب «ريما والذكاء الاصطناعي» للاستفادة من هذه التقنية، عشق القراءة في أدب الرعب والخيال العلمي، وتطورت كتاباته في هذا المجال، حتى صارت رواياته تترجم وتباع في دول أميركا وبريطانيا، تعاون مع كبار فنانين الدراما، وقدم أعمالاً راقية تحترم عقلية المشاهد قدم دعوة من خلال أحد كتبه إلى القارئ العربي للعودة إلى الكتاب، وما زالت طموحاته تسعى للمزيد، إنه الكاتب الشاب م. محمد العنزي الذي استضافته مجلة «أسرتي» من خلال هذا الحوار، وإليكم التفاصيل:
من الهندسة إلى عالم الكتابة والإبداع الأدبي، كيف اتخذت قرارك في هذا الاتجاه؟
- أعشق القصص والروايات والأدب والدراما، وكانت لي محاولات فردية بيني وبين نفسي، وبين المقربين، وكانت لي بعض الأنشطة في المجالس الأدبية والفنية، وبدأت أشتغل في مجلات وصحف مختلفة، مما ساهم في تطوير وصقل موهبتي، وكانت صحيفة آفاق الجامعية من أهم الصحف التي ساهمت في تطويري، كما أنه خلال وجودي في الجامعة مارست الكتابة في أكثر من مجلة وأكثر من صحيفة، إلى أن جاءتني فكرة إصدار كتاب بعد التخرج، وكان هذا الكتاب هو بداية الطريق نحو الكتابة.
كانت بدايتك مع أدب الرعب «فوبيا» لماذا تحولت عن هذا الطريق؟
- كتاب “فوبيا” هو الكتاب الأول، وهو عبارة عن مجموعة قصصية من أدب الرعب والخيال العلمي، وقد اخترت هذا النوع من الأدب؛ لأنني كنت أهوى القراءة في هذا المجال، وهو ما جعلني أقرا وأتابع السلاسل والكتب المختلفة في الخيال والرعب، فكان أول مشروع أدبي في الكتابة في الخيال العلمي هو مجموعة قصصية من أدب الرعب، علماً بأن هذا النوع من الأدب يتميز بالذكاء في الكتابة، ويحاول فتح عوالم للقراء، يفاجئه، يرعبه، من خلال الورق، وهذا الأمر ليس بالسهل وبه تحدي. وهذا الكتاب تمت ترجمته بعد صدوره بسنوات قليلة إلى الإنجليزية، وهو يباع حالياً في أميركا وبريطانيا.
لم أتحول، ولكن كانت هناك مشاريع مختلفة في مجال الكتابة للطفل واليافعين، وأحببت التنوع في الكتابة وعدم التركيز على مجال واحد وهو أدب الرعب، فالكاتب يستطيع الكتابة بأي مجال سواء كان قصة أو رواية، سواء كتاب ورقي أو مسلسل تلفزيوني أو مسرح أو غيره.
شباب اليوم يعشقون أدب الرعب ويقبلون عليه
هل ترى أن مبيعات روايات أدب الرعب والخيال لها جمهور شبابي أكثر؟
- الروايات التي تعتمد على عنصر المفاجئة والخيال بلا شك هي التي تجذب الشباب أكثر، والشباب اليوم متابعون للأفلام والمسلسلات التي تعتمد على االرتمب السريع غالبا تكون جاذبة للشباب.
حتى في القراءة الروايات التي تعتمد على أحداث متسارعة ومفاجآت، انحرافات القصة ونهايات غير متوقعة، يمكن هذا السبب جعل إقبال الشباب على هذه الروايات أكثر، فهي تعتمد على الخيال والشباب اليوم يحبون هذا النوع من الأدب ويقبلون عليه، وهذا ما يزيد في نسبة مبيعات هذه الروايات.
«اقرأ وأنت تغرق»
حلم وطموح ودعوة بأن يكون الكتاب بيد القارئ أينما كان
«اقرأ، وأنت تغرق» لماذا سميت روايتك بهذا الاسم؟ وماذا يعني؟
- هذا الكتاب هو جزء من سلسلة قمت بإصدارها واسمها أقرأ أينما كنت، وهي حلم أو طموح بأن يكون الكتاب بيد القارئ أينما كان، والهدف منها هو تشجيع القارئ العربي على القراءة، في النزهة، في النادي، في المدرسة، في البيت في مختلف الأماكن، كما نرى كثيراً في الدول الأجنبية الشخص يمسك بيده الكتاب بديلاً عن التليفون أو الآيباد، وهذه هي فكرة الكتاب.
والكتاب هو العدد الأول من هذه السلسلة، “أقرأ وأنت تغرق”، من المعروف أن الشخص في حالة الغرق لا يهتم إلا بإنقاذ نفسه، لكن أردت أن أعطي اهتماماً بالقراءة، لأن الكتاب يحتوي على معلومات قصيرة ومفيدة وسريعة، وستكون كتب هذه السلسلة بهذه الطريقة التي تحتوي على المعلومات الغريبة والمفيدة والمضحكة، ويمكن أن تكون صفحة أو صفحتين داخل الكتاب تحتوي على موضوع كامل، كما يعتمد الكتاب على التسلية والصور، وينفع للقارئ الصغير والكبير.
أي إصداراتك الأدبية أقرب لقلبك؟
- جميع الكتب والأعمال التي قمت بتقديمها للقراء تعد قريبة إلى قلبي، وكل كتاب له قصة ومجهود مختلف في موضوعاته عن الكتاب الثاني، وصعب إني أميز ما هو الكتاب الأقرب لي.
هل الحالة النفسية للكاتب يمكن أن تؤثر في كتاباته؟
- بلا شك في أن الحالة النفسية لها تأثير في الكتابة، فالكاتب يعتمد على نفسيته وعلى مزاجه، كما يعتمد على صفاء ذهنه لكي يدخل في حالة الكتابة، كما تؤثر الحالة النفسية على أدائه والتزامه بالكتابة بحيث ينعكس الجو العام على الأحداث التي تتضمنها روايته.
كتابي «ريما والذكاء الاصطناعي» تجربة لاستخدام هذه التقنية في الكتابة
كيف جاءت فكرة أول كتاب عربي من تأليف الذكاء الاصطناعي «ريما والذكاء الاصطناعي»؟
- فكرة كتاب “ريما والذكاء الاصطناعي”، هذا الكتاب جاء كفكرة بعدما كثر الحديث عن موضوع الذكاء الاصطناعي، وبدأ في الانتشار من خلال تجارب وتطبيقات مختلفة، لاحظت أن هناك برنامجين واحد من Chatgpt يعني ممكن الكاتب يكتب قصة بأحداث سليمة وبناء سليم، وهناك برنامج آخر يمكن أن يقوم برسم رسومات من أفضل الفنانين، بالـ Style والطريقة التي نريدها، وكوني ناشرا أيضا رأيت في هذه التقنية فائدة وبها أستطيع إكمال عناصر القصة المصورة، فقط أحتاج إلى نص وأحتاج إلى صورة لتكوين هذا الكتاب، فقمت بإعداد هذا الكتاب لتحقيق هذا الهدف أن نوجه الناس نحو الذكاء الاصطناعي واعتماد هذه التقنية.
أحب الكتابة وسط الضجيج والنظر إلى البشر يلهمني بأفكار مختلفة
ما طقوسك عند الكتابة، ومن أين تفضل أن تبدأ؟
- هناك أوقات معينة أحب أن أكتب فيها، وأختار توقيتا في يومي للكتابة سواء عمل أدبي، أو عمل درامي دائماً أخصص وقتا من يومي لأكتب فيه، ومن الغريب أنني لا أحب الكتابة في هدوء، أحب أن أكتب في مكان به ناس، أحياناً النظر إلى البشر والمواقف، وهذه الأمور تلهمني بأفكار مختلفة كونها مرتبطة بالواقع.
وهل الكتابة من وجهة نظرك موهبة أم مهارة من الممكن أن يتعلمها ويكتسبها الإنسان من تكرار المحاولات؟
- جزء منها موهبة، لكن جزء كبير منها يعتمد على المهارة وممكن للشخص أن يتعلمها ويمارسها، بالتدريب والقراءة وهذا أمر مهم، الكاتب يكون قارئا جيدا، ويكون عنده حس جيد للبناء الدرامي للقصة أو الرواية.
كانت لك تجربة كتابة جمعتك بالكاتب بدر الجزاف، وهو مسلسل «القفص»، من أين ولدت الفكرة؟
- هناك تعاون بيني وبين بدر الجزاف في أكثر من عمل دويتو، كما عملت مع بدر الجزاف في كتابة مسلسل “القفص”، وهو أول عمل درامي كويتي يعرض على منصة نتفليكس، وتوجهنا لكتابة هذا العمل الفني، بسبب شكوى الناس من الأعمال الدرامية الاجتماعية وتكرار موضوعاتها، فرأينا أن نقدم فكرة اجتماعية نطرحها من زاوية مختلفة، والحمد لله نجحنا في هذا الموضوع أن نقدم موضوعا اجتماعيا بحتا، بطريقة بسيطة للجمهور ومختلفة عما يتم عرضه، فطرحنا موضوع الزواج وأخذناه من زاوية إصلاح ذات البين، والأسباب البسيطة والتافهة التي أدت الي الخلافات منذ البداية.
أكون سعيداً وعملي الذي كتبته يتحرك أمامي على الشاشة
هل يشعر الكاتب بالسعادة عندما تتحول روايته إلى مسلسل، أم أن ذلك يظلمها؟
- هذا السؤال مهم جداً، ولكن الأهم من سيصيغ السيناريو، أو يحول الكتاب إلى دراما، أي يحول الرواية من نص مكتوب إلى سيناريو، ومن سيكون المخرج لهذا العمل، ويضع رؤيته عليه، الرواية في ثوب المسلسل الدرامي، قد يكون ميزة ونجاحا للرواية، وقد يكون سقوطا للرواية إذا كان العمل التلفزيوني دون المستوى، بالنسبة لي لدي خبرة في كتابة الروايات الدرامية والسيناريوهات، وتحويل الرواية إلى عمل درامي وأكتبها بطريقتي، وأظن هذا يمثل سعادة لي أن العمل الذي كتبته يتحرك أمامي على الشاشة صوتا وصورة وبالأداء الذي كنت متخيلة، وهذا أيضا يجعل الجمهور سعيدا.