تحقيقات

80 – ٪90 من الزوجات في الدول النامية يتعرضن له

 

80 – ٪90 من الزوجات في الدول النامية يتعرضن له

وراء العنف النفسي ضد الزوجة

رجلٌ متخلِّف حضاريًّا

 

إهانة الزوجة بالكلمات أخطر من الضرب باللكمات

لم تتصور «نجود» أبدا أنها ستواجه هذا الموقف الخطير، حيث فوجئت أن زوجها «حمود» يكيل لها السباب والشتائم والكلام البذيء اذا ما تأخرت في إعداد العشاء له عقب عودته، وغضبت عند أهلها وتركت شقتها وصالحها زوجها مبديًا الندم والتعهد بعدم إهانتها لفظيا مرة أخرى. لكن عاد مرة أخرى وسبها بأفظع الألفاظ عندما خرجت من دون إذنه لتزور صديقتها بالمستشفى، فطلبت «نجود» الطلاق، فرفض الزوج، فرفعت قضية خلع ضد زوجها الذي يحط من كرامتها ويهين نفسيتها ويقلل من شأنها أمام عائلته أو الأغراب، لكن عندما توجهت لرفع قضية عنف ضد الزوج سألها القاضي هل لديك تقرير شرطة لإثبات الإصابات؟ فقالت له نجود: للأسف لا، فالعنف النفسي والايذاء اللفظي بالكلمات أقسى من العنف الجسدي باللكمات، فجروح الجسد تبرأ بعد فترة، لكن جروح اللسان والكرامة لا تبرأ مهما طال الزمن، وللأسف فإن العنف النفسي ضد المرأة جريمة بلا بصمات وإهانة وتحطيم للمعنويات بلا أدلة ملموسة أو محسوسة.

 

لمياء.. والتهديد بالطلاق

تقول لمياء (32 سنة) إنها متزوجة منذ 5 سنوات وكلما حدثت مشادة بينها وبين زوجها مراد فإنه يهددها بالطلاق بما يضعف ثقتها بنفسها وكثيرا ما يهجر فراشها وتعاني نفسيا من تهميش حاجتها النفسية والعاطفية.

 

نورة والتهديد بالزواج من امرأة أخرى

أما مأساة نورة (40 سنة) فإن زوجها رجل الأعمال الذي زادت ثروته بصورة ضخمة مؤخرا، فإنه يهددها بالزواج من امرأة أخرى مما يشعرها بانعدام الثقة بنفسها ومؤخرا عين سكرتيرة شقراء رشيقة شابة بمكتبه مما أوغر صدرها، وتقول نورة إن الضرب بالسكين أو الخنجر أهون على نفسيتها من التهديد بالزواج من امرأة أخرى مما يذل كرامة الأنوثة ويضعضع ثقتها بنفسها ويزلزل أركان استقرارها النفسي.

إحصائيات العنف النفسي

80 – 90٪ من الزوجات يتعرضن للعنف الزوجي والنفسي

أصبح العنف النفسي ضد الزوجات كالوباء المنتشر في البيوت العربية وتجمع النساء على العنف المعنوي والإذلال وإهدار الكرامة النسائية والحط من قيمة الزوجة بالسباب واللطم واللكمات والضرب بالأرجل أو التهديد بالقتل أو الضرب بالعصا، حيث قالت الاحصائيات إن أكثر من 80 – 90٪ من النساء الأوروبيات والأميركيات يتعرضن بشكل ما من العنف النفسي أو إساءة العِشرة أو سوء المعاملة بصفة يومية، سواء اتخذ هذا الاعتداء النفسي بالسباب والشتائم والصراخ أو مناداتها بأسماء تحط من كرامتها أو تكليفها بخدمة والديه وهي مرغمة أو زيارة شقيقته بعدما هزأتها، أو أن يطلب منها الاعتذار للزوجة الاولى وهي مرغمة، أو تهديدها بالطلاق والزواج عليها أو تركها معلقة لا زوجة أو مطلقة، أو مطالبتها بإنجاب المزيد من الأطفال، أو حرمانها من زيارة أهلها أو منع صديقاتها من زيارتها، كل هذا يصيب الزوجات بالقلق والاحباط والاكتئاب النفسي والكوابيس ولا يقل خطورة عن الاغتصاب على الرغم من شرعية العلاقة فيما لو طلب اللقاء الزوجي دون رغبتها أو بالرغم من إرادتها.

ويعرِّف الطبيب النفسي الاميركي لينور ووكر العنف النفسي المنزلي ضد الزوجات بأنه نوع من القهر النفسي وإيذاء الزوج لمشاعر الزوجة إما بالكلمات أو الألفاظ بالسباب والشتيمة للحط من قيمتها والتصغير من شأنها والحط من كرامتها وإذلالها وإفقادها ثقتها بنفسها.

 

أو عنف المشاعر

ذلك بالبرود العاطفي وعدم الاستماع لمشاكلها أو التجاوب مع انفعالاتها والصمت عند حديثها أو إشاحة وجهه عنها أو التكشير بوجهها أو التحديق بعيون شرسة فيها لتخويفها.

 

أو العنف الالكتروني

ذلك بالتجسس على حسابها على شبكة الإنترنت أو مراقبة محادثاتها أو تركيب أجهزة حساسة لتسجيل مكالماتها أو التنصت على مكالماتها الهاتفية أو الدخول لصفحتها على الفيسبوك دون علمها أو التنكر بحساب مجهول للدخول معها في علاقات على الانترنت لاختبارها أو إرسال ڤيروسات لتدمير ملفاتها ومحو ذاكرة حاسوبها.

 

العنف المعنوي

وذلك بتهبيط روحها المعنوية وتنشيط عزيمتها والحط من قيمة نجاحها حسدا من نبوغها وتفوقها.

 

العنف العاطفي

ويشمل شتى أنواع الضغوط النفسية وأساليب التعذيب النفسي بالتهديد بالطلاق أو التهديد بالزواج الثاني أو مغازلة صديقات زوجته أو التحرش اللفظي على الانترنت أو عبر الرسائل الالكترونية.

أو إثارة غيرة الزوجة بإطراء جمال النساء بالشارع أو النجمات على شاشة التلفزيون أو مقارنة سمنتها برشاقة العارضات النحيفات.

 

العنف الزوجي

ذلك بهجر الزوجة بالفراش والخيانة الزوجية، سواء الخيانة اللفظية بالمحادثات الالكترونية أو الخيانة الهاتفية أو الخيانة الفكرية أو الخيانة الجسدية المحرمة.

إساءة العِشرة وسوء المعاملة

ذلك بتحقير الزوجة ومناداتها بغير اسمها أو بأسماء الحيوانات، وكل ما يسيء لشخصيتها، وأنماط العنف المعنوي من تصغير وتحقير وتضئيل لثقتها بنفسها ومعاملتها معاملة السيد للعبد، أو الزوج للجارية، وعدم السماح لها بالتعبير عن رأيها، ومنعها من ممارسة أمور مشروعة.

 

دواعي العنف النفسي ودوافعه

  • الزوج المضطرب نفسيًا المصاب بالشيزوفرانيا

يقول علماء النفس إن أكثر دوافع العنف الزوجي من الرجال هو الضغوط النفسية التي يقع تحتها الزوج، حيث ينقل الرغبة بالانتقام من مديره بالعمل ويعوضها بالقسوة على زوجته بسبب الخوف من فقدان العمل أو بأسلوب الإزاحة أو التحول لمشاعر القسوة والكراهية وتصريفها على زوجته بالسباب أو الكلام البذيء أو العنف بالمعاملة أو إساءة العشرة.

  • فقدان الثقة بالنفس والرغبة في التحكم والسيطرة على زوجته

وقد يعزى بعض علماء النفس الاجتماعي لجوء الزوج للعنف النفسي أو اللفظي أو المعنوي لإذلال المرأة وإهانة كرامتها بسبب غيرته من نجاحها أو بسبب أنها بمنصب وظيفي أعلى منه أو أكثر براعة وذكاء منه وأكبر مكانة علمية.

  • العنف والضغط والإذلال لتحقيق أهدافه

وقد يلجأ بعض الأزواج لأسلوب العنف الزوجي والنفسي أو الإذلال المعنوي كي تفقد الزوجة الثقة بنفسها وقدراتها ويلجأ للتهديد بالزواج من أخرى أو طلاقها حتى يؤثر في نفسية زوجته ويحطمها لإثبات قوته وسلطته وقوامته.

  • الرجل الأناني والمصاب بالسادية

كذلك الرجل الشرس مع زوجته قد يكون ساديا مصابا بحب العنف والأنانية والنرجسية المفرطة.

 

 

كتب: الدكتور حسني الفار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق