أمتلك ورشة للتصميم والتنفيذ وأكثر ما أستخدمه الفضة المصممة نادية الشامسي: مجوهراتي مستوحاة من التراث العماني

شخصية هادئة.. تمتلك مواهب عديدة، وعقلية متفتحة.. عشقت عالم المجوهرات، ولم تكتف بالموهبة، بل سافرت إلى لندن لدراسة التصاميم على أساس علمي، افتتحت ورشة للتصميم والتنفيذ، وبدأت العمل بتشجيع من الأهل، وقعت في غرام التصاميم التراثية التي تُعبر عن الهوية العمانية، وشاركت في العديد من المعارض الدولية والمحلية، إنها المصممة العمانية نادية الشامسي التي كان لـ «أسرتي» هذا الحوار معها:
الجمل في تصاميمي التراثية يعني الصمود والاستمرارية
في البداية، حدثينا عن علامتك التجارية مزاين ولماذا اخترت هذا الاسم بالتحديد؟
- علامتي التجارية هي مزاين، واخترت هذا الاسم لأنه انعكاس لأسلوبي ورؤيتي للإكسسوارات التي أريد صنعها، والتي ترتكز على التراث العماني، واسم مزاين مرتبط بالتاريخ العربي عمومًا، والخليجي بشكل خاص، فمعناه هو المرأة الجميلة، كما أنه يعبر دائمًا عن الجمال، وفي عُمان توجد مسابقة خاصة تحمل اسم “مزاين” وتتنافس فيها الإبل لاختيار الأجمل بينها.
كيف كانت بدايتك في عالم تصميم المجوهرات؟
- بدأ حبي للفن منذ أن كنت طفلة، لكن التصميم بقي لدي حتى وقت سابق مجرد هواية، حيث لم تكن لدي أي خبرة أو خلفية في تصميم الحلي، لذلك عندما قررت في العام 2009 دخول عالم تصميم الإكسسوارات بشكل جدي، ولأنني أؤمن بأن التدريب هو استثمار، قررت حضور عدد من الدورات التدريبية وورش العمل داخل عمان وخارجها كان بعضها في مجال صياغة الفضة، وذلك بعد اختياري أحد الفائزين ببرنامج الدعم المباشر لمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة في دورته 2014 ومن خلال البرنامج حصلت على خدمات استشارية حثيثة، بالإضافة إلى منحة مالية دعمت تكاليف دراستي لتصميم المجوهرات في لندن، فضلًا عن بعض المصاريف التأسيسية للمشروع، وحصلت على شهادة الدبلوم بدرجة امتياز، وهذا مكنني من الانتقال من تصميم الحلي إلى تصميمها وصنعها باستخدام الفضة والأحجار الكريمة.
ماذا عن الخامات التي تستخدمينها؟
- عندما قررت دخول عالم تصميم الإكسسوارات، بدأت أستخدم الخرز، ولأنني كنت دائمًا أبحث عن الجديد والمميز، وبعد النجاح الكبير الذي لاقته تصاميمي، وتطلع زبائني إلى الجديد والأجمل، انتقلت إلى تصميم وصنع الحلي باستخدام الفضة والأحجار الكريمة، إلى جانب الذهب والفضة المطلية بالذهب، وذلك بعد حضوري عددا من الدورات التدريبية في مجال صياغة الفضة، وحصولي على درجة الدبلوم في التصميم من المملكة المتحدة، الذي مكنني من إدخال مواد وأساليب جديدة إلى مزاين.
حدثينا عن مجموعة «خيوط الصحراء».
- المجوهرات المنقوشة بنقش السدو وضعت له اسما وهو خيوط الصحراء، وهو يعني الحياة البدوية، ولذلك أدخلت الجمل ومعناه الاستمرارية والصمود وكأنها رحلة بدأت من القديم ومستمرة معنا إلى الوقت الحالي.
ماذا عن مجموعة وادي ضم؟
- يوجد هناك كولكشن سويته قبل 4 سنوات، وكان اسمه وادي ضم، ووادي ضم عبارة عن واد قديم موجود في سلطنة عُمان، وما يجذبني إليه أنه كان توجد به رسومات الجمل القديم الموجودة على الصخور، فأنا استوحيت من هذه الرسومات، وصممت كولكشن كاملا عنه.
تحصيل المواد الخام من أهم الصعوبات التي أواجهها في حياتي
متى تستغرق القطعة معك وقتا طويلا؟ وما السر في أن كل قطعة منها أربع قطع فقط؟
- كل تصميم يكون له قصة، صراحة معظمها التنفيذ يأخذ وقتا طويلا، وأكثر شيء عندما تكون فيها رسمة، وأحيانًا كثيرة تكون القطعة مختلفة في التنفيذ عن الرسم الذي أتخيله في عقلي وبالكيفية التي أريدها، لذا دائما أقوم بعمل أربع قطع مختلفة لا أكررها.
ما التحديات والعقبات التي واجهتك؟
- من أكثر الصعوبات التي تواجهني صراحة تحصيل المواد الخام، حيث إن هناك مواد من الصعب توافرها، إضافة إلى ارتفاع ثمنها، ورغم أنه كان هناك الكثير من الصعوبات التي اعترضت مزاين بدءًا من الإجراءات الحكومية المعقدة، لكنني كنت أؤمن دائما بأن النجاح لا يأتي بسهولة، كما أنني كنت أنظر لكل فشل على أنه كان يقربني خطوة من النجاح، ومع كثرة الصعوبات كنت دائمًا أفكر بإيجابية، طبعًا في البداية كان رأس المال هو أبرز التحديات التي واجهتني وتحايلت عليه ببدء مشروعي من المنزل، ثم شكل ارتباطي بالعمل في إحدى الوزارات التحدي الأبرز لي، إلا أنني ولله الحمد نظمت وقتي، واستطعت بنجاح الوصول بمزاين لهذه المرحلة. أما التحدي الأخير فهو تقليد ونسخ التصاميم، الأمر الذي دفعني للمزيد من الابتكار والإبداع في تصميم المجوهرات.
أين وجدت نادية الشامسي التشجيع؟
- في الحقيقة التشجيع في البداية كان موجودا فقط من الأهل، حيث كانت الفكرة صعبة لدى المجتمع بعض الشيء.