الأعراض الجانبية.. لـ «تسونامي» اسمه «AI» الذكاء الاصطناعي.. كيف يُغيّرنا من الخارج.. والداخل أيضاً!

ازدادت أهمية الذكاء الاصطناعي في عالمنا اليوم، إذ يمتلك القدرة على إحداث ثورة في العديد من القطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية، والمالية، والتعليم، وغيرها، وقد حسّن استخدام الذكاء الاصطناعي الكفاءة، وخفّض التكاليف، وزاد من الدقة في مختلف المجالات.
لكن هناك بعض الأعراض الجانبية السلبية لهذه الثورة الممتدة المستمرة بقوة متسارعة لا أحد يقوى على إيقافها.
الأعراض الجانبية (السلبية) للذكاء الاصطناعي
يتسارع تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى جزء أساسي من حياتنا اليومية، ورغم فوائده العديدة فإن اندماجه في مجتمعنا يطرح تحديات قد تؤثر على الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية والأسرية، حسب دراسة لموقع (هيلث اكشن ريسرش) الإنجليزي.
في التربية.. قد يؤثر على نمو الأطفال!
من التربية إلى الخصوصية، يُعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل الحياة داخل الأسرة حاليًا، مؤثرًا على العلاقات والصحة النفسية لأفرادها.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُشكل تحديات في التربية، إذ يُمكن للأجهزة والمحتوى المُدار بواسطة الذكاء الاصطناعي أن يؤثر على نمو الأطفال، وقد أظهرت الأبحاث أن الإفراط في استخدام الشاشات والتعرض للمحتوى المُدار بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر على النمو العاطفي والاجتماعي للأطفال! وقد يجد الآباء صعوبة في وضع الحدود، مما يُؤدي إلى زيادة التوتر والضغط الأسري، كما يمكن أن تسهم الحاجة المُستمرة لمراقبة استخدام التكنولوجيا في قلق الوالدين ومشاعرهم بالنقص، مما يؤثر على الصحة النفسية لكل من الوالدين والأطفال!
الأسرة.. فجوة بين أفراد البيت الواحد!
أيضًا هناك مخاوف من أن الأجيال المختلفة تتكيف مع الذكاء الاصطناعي بمستويات مُتفاوتة، مما يُخلق فجوة بين الأجيال وحواجز تواصل محتملة داخل الأسر، كما يمكن أن يُزعزع هذا الانقسام بين الأجيال تماسك الأسرة، مما يُؤدي إلى مشاعر العزلة والإحباط لدى كلا الجانبين، مما يؤثر على الصحة النفسية.
تشير بعض الأبحاث إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية والذكاء العاطفي لدى الأطفال!
المجتمع.. بلا ذكاء عاطفي!
لقد لعب الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في رقمنة المجتمع، حيث مكّننا من جمع ومعالجة وتحليل كميات كبيرة من البيانات بمعدل أسرع من أي وقت مضى، وقد أدى ذلك إلى إنشاء تقنيات جديدة وتحسين العمليات التجارية وزيادة الكفاءة في العديد من الصناعات، ولكن تشير أدلة أخرى إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية والذكاء العاطفي لدى الأطفال. يشير هذا إلى أن الإفراط في استخدام الشاشات؛ بسبب الذكاء الاصطناعي قد يعوق النمو الاجتماعي والعاطفي، مما قد يؤدي إلى آثار طويلة المدى على الصحة النفسية للأطفال.
لكن هذا لا يمنع من أن الذكاء الاصطناعي قد يعزز الشعور بالإدماج الاجتماعي من خلال خلق فرص للأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم من الفئات المهمشة، مثلا مساعدة الأشخاص الذين يعانون ضعف البصر أو السمع على التنقل في بيئتهم بسهولة أكبر، والتواصل مع الآخرين، والوصول إلى المعلومات بشكل أكثر فعالية.
روبوتات الدردشة «هارلي» بالذكاء الاصطناعي مصممة لدعم الأفراد المصابين بالتوحد!
هل نصبح أصدقاء مع الذكاء الاصطناعي؟!
يُعدّ تأثير الذكاء الاصطناعي على طريقة تفاعلنا مع بعضنا بعضا وزيادة أو تقليل الشعور بالوحدة مجالًا آخر مثيرًا للاهتمام.
وقد تناولت أعمال في التلفزيون والسينما مفهوما جديدا وهو “الصداقة” مع الذكاء الاصطناعي مثل مسلسلي Black Mirror وHer، في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في الكشف عن الوحدة وتقديم المساعدة من خلال روبوتات الدردشة، إلا أنه من غير المؤكد ما إذا كانت هذه التفاعلات قادرة على استبدال التواصل البشري الحقيقي، فمثلا يمكن أن تعمل “روبوتات الدردشة” القائمة على الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لتعزيز الشعور بالانتماء بشكل غير مباشر وتقليل مشاعر الوحدة.. فهل ستحل محل الدردشة البشرية تماماً؟! حيث لا يزال النقاش قائمًا حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على تخفيف الشعور بالوحدة حقًا أم أنه مجرد حل مؤقت؟!
كما قد تساعد “روبوتات الدردشة”، مثل هارلي، المصممة لدعم الأفراد المصابين بالتوحد، في ممارسة المهارات الاجتماعية (ستابل-هاريس، 2021).
ما الذكاء الاصطناعي (AI)؟
يشير الذكاء الاصطناعي إلى محاكاة الذكاء البشري في آلات مصممة للتفكير والعمل مثل البشر، يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على التعلم من التجارب، واتخاذ القرارات، وأداء المهام التي تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا.