حصل على تسع براءات اختراع أحمد القناعي: السيارات.. كانت بوابتي لعالم الاختراعات

المخترع أحمد القناعي يؤمن بأنه لا شيء مستحيل، ولا يلتفت إلى الوراء أبدًا، ولما يزيد على عقدين من الزمن عمل في مجال التدريب بشركة نفط الكويت، تسع براءات اختراع في رصيده، ويطمح إلى زيادتها، لكن حلمه الأكبر هو أن تفيد اختراعاته الناس، وتصل إلى الأسواق والجمهور.. التقيناه في الحوار التالي:
أنشأت ورشتي الخاصة
في خلفية بيت أبي لتصليح سيارات البيت
في البداية، هل كان لنشأتك وطفولتك دورٌ في حبك للاختراع؟
- منذ طفولتي في بيت أبي كنت ألعب بالدراجة مع رفاقي بـ”الفريج”، وكانت هوايتي تصليح الدراجات، فاكتسبت بهذا عدة مهارات، وعندما كبرت بعض الشيء تطور توجهي لتصليح الدراجات النارية، وبعدها تطورت مهاراتي لأتجه إلى تصليح السيارات، حتى أنشأت ورشتي الخاصة في خلفية بيت أبي لتصليح سيارات البيت، بل أصبحت ميكانيكياً محترفاً، ولدي حتى الآن ما يصل إلى 35 عامًا في تصليح السيارات خاصة الألمانية منها، رغبتي في التصليح والاستكشاف هي ما قادني إلى عالم الاختراعات.
ومتى دخلت إلى عالم الاختراع للمرة الأولى؟
- المرة الأولى التي دخلت بها لعالم الاختراعات كانت في 2010 حين ذهبت مع أخي لمعرض الاختراعات الذي كان يقيمه النادي العلمي، وأعجبتني الكثير من الأفكار والاختراعات المعروضة، وحثني أخي الأصغر على صنع اختراعي الخاص، وكانت هذه نقطة البداية لاختراعاتي.
وهل تتذكر أول اختراع لك؟
- في بدايتي قدمت أول 4 اختراعات، لكنها لم تقبل، وذلك لكونها لا تقدم أفكارًا جديدة، في هذا الوقت كانت تنقصني الخبرة والمعرفة للبحث الصحيح، ولكن تعلمت في مركز صباح الأحمد للموهبة طريقة البحث، منذ ذلك الحين أصبحت اختراعاتي تحظى بالقبول حتى تخطى عددها تسعة اختراعات.
حصلت على تسع براءات اختراع.. في أي مجالات كانت هذه الاختراعات؟
- منذ اختراعي الأول في مجال القطاع النفطي كان بين كل اختراع أحصل فيه على براءة اختراع والآخر نحو 6 أشهر، فيما عدا الاختراع الأخير تأخر بعض الشيء، ولدي اختراعات في مجالات الطيران واثنان في مجال السيارات العادية والسفاري، واختراع السخان المنزلي والمراوح المولدة للطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى اختراع في مجال السلاح.
حدثنا عن اختراعك الذي حصلت به على المركز الأول في معرض الاختراعات العالمي.
- حصلت على المركز الأول في المعرض العالمي للاختراعات في 2017 عن اختراع السخان المنزلي، فكرة الاختراع حل مشكلة الماء الحار من الصنبور في أشهر الصيف، ابتكرت إضافة جديدة للسخان المنزلي، الاختراع له فائدتان هما استبدال المياه الحارة الموجودة في الصيف بتبريد المياه لدرجة حرارة 30، وفي الشتاء يخرج من السخان هواء حار لتدفئة دورة المياه، وهذا الاختراع نفذت نموذجاً أولياً له في منزلي، ويعمل لدي منذ نحو 8 سنوات، ومع الأسف عرضت هذا الاختراع على ثلاثة مصانع، ولكنها لم تكن متعاونة.
هل لك أن تحدثنا عن اختراعاتك في مجال السيارات؟
- فكرة اختراعي للسيارات تشبه الصندوق الأسود للطائرة، إذ يستهدف الاختراع الاحتفاظ بكل قراءات المحرك وناقل الحركة في السيارات والعجلات وتركيب حساس على عجلة القيادة تجعل السائق ملزماً بعد سرعة 120 أن يُمسكه بكلتا يديه، وإذا أمسك به بيد واحدة فقط لن يتمكن من الاستمرار في زيادة سرعة السيارة، وتحديد سرعة الـ 120 فالأعلى؛ لأن الإنسان مع زيادة سرعة السيارة ترتفع ضربات قلبه ويصبح متوترًا، مما يقلل نسبة التركيز لديه، لذلك وجب عليه إمساك المقود بكلتا اليدين، كذلك يفيد هذا الاختراع في حالات الحوادث، لا قدر الله، إذ يمكن مراجعة القراءات الخاصة بضربات القلب للشخص لمعرفة إذا ما وقفت قبل الحادث أو بعده، وبالتالي يساعد على معرفة الأسباب الدقيقة للوفاة في الحوادث، وكذلك الوقت الدقيق للحادثة، بالإضافة إلى تخزين جميع قراءات المحرك والعجلات وناقل الحركة في الكمبيوتر المختص بذلك، وحاليًا أعمل على التواصل مع عدد من مصانع السيارات لتنفيذه.
اخترعت طلقة بداخلها بارود وفتيل متفجر يمكنها أن تزيد نسبة إصابة العدو في حروب المدن
وبالنسبة لك ما أقرب الاختراعات إلى قلبك من بين اختراعاتك التسعة؟
- أفضل وأقرب اختراع لقلبي هو اختراع مرتبط بالأسلحة، لكنه شديد الخطورة أيضًا، فكرة الاختراع أن سلاح الإم 16 المستخدم في معظم الجيوش تكون بداخله طلقة عند تصويبها على الأفراد في غرفة في حرب المدن على سبيل المثال أثناء اختبائهم وراء الحوائط، فالطلقات قد تصيب الحوائط التي يتحصن بها الشخص دون إصابته، وبالتالي قد تنفد الذخيرة دون التخلص من الهدف المطلوب.
في اختراعي تكون بداخل الطلقة نفسها بالسلاح بارود وفتيل متفجر وزناد، فبعد إطلاقها تذهب إلى الغرفة التي يختبئ بها العدو، ثم تصطدم الطلقة في الحائط، وترتد مرة أخرى بشكل عشوائي داخل الغرفة، وبالتالي احتمال إصابة الهدف تكون أعلى بكثير، فلك أن تتخيل خروج 20 إلى 30 طلقة من السلاح واصطدامها جميعًا بالحائط وارتدادها جميعًا بشكل عشوائي، هنا تكون احتمالية إصابة من في الغرفة عالية جدًا.
ما آخر جائزة حصلت عليها؟
- في عام 2024 حصلت على المركز الثاني في المعرض العالمي للاختراعات عن اختراع المراوح التي تُولد الطاقة الكهربائية، وهو من الاختراعات التي تعمل لدي في المنزل.
اختراع السخان المنزلي يبرد المياه في الصيف الحار.. ويعمل على تدفئة المياه في الشتاء
وما أبرز المصاعب التي تواجهك في تصميم وتنفيذ الاختراعات؟
- أبرز المصاعب في تنفيذ الاختراعات هو عدم وجود الإمكانات، فمع الأسف لدينا هنا في الكويت الإمكانات محدودة للغاية حتى الأفكار البسيطة يصعب تنفيذها، السخان المنزلي على سبيل المثال نفذته كاملًا بنفسي، لكنه نموذج أولي لاستعمال شخصي لي فقط، ولكن في حالة تنفيذه لكي يُطرح للجمهور يجب أن تكون هناك مصانع تقوم بهذه المهمة.
المصانع مع الأسف تتخوف من المخاطرة والتكلفة الخاصة بالاختراعات، ورغم ذلك فإن اختراعا مثل السخان الكهربائي لاقى إقبالًا كبيرًا من الزائرين في معرض الاختراعات.
«أسرتي» في كل مكان
داليا شافعي