عن قصص إنسانية في روايتها «كنفاه» الكاتبة نجمة إدريس تفوز بجائزة ملتقى القصة القصيرة

أعلن ملتقى جائزة القصة القصيرة العربية عن فوز الكاتبة الكويتية د. نجمة إدريس بجائزة دورته السابعة عن مجموعتها القصصية “كنفاه”، وكانت المنافسة قد انحصرت في القائمة القصيرة للدورة السابعة من الجائزة بين خمسة أعمال هي: “الجراح تدل علينا” لزياد خداش من فلسطين، و”الإشارة الرابعة” لمحمد الراشدي من السعودية، و”روزنامة الأغبرة أيام الأمل” لعبدالرحمن عفيف من الدنمارك، و”حفيف صندل” لأحمد الخميسي من مصر، والفائزة “كنفاه” لنجمة إدريس من الكويت.
وتطرقت الكاتبة نجمة إدريس في مجموعة قصصية إلى فن يحوي بداخله معاني كثيرة، “كنفاه” والمقصود بها فن التطريز على النسيج المتضمن رسومًا ملونة، وهو عنوان إحدى قصص المجموعة القصصية الصادرة عن منشورات صوفيا.
تضم المجموعة عددًا من النصوص القصيرة المتماثلة في حجمها تقريباً، المتنوعة في شخوصها بصورة لافتة، حيث تتعرض بعض القصص لمفارقات القدر ودوره في الكشف عن خبائث النفوس التي لا تتمكن من فهم الحكمة من المعنى الحقيقي للحياة، كما في قصة “عواشة” مثلًا، وتتناول حكاية فتاة “خبلة”، أي غير متزنة عقليًا، تحظى بفرصة للزواج، لا تحظى بها أخريات أكثر جمالاً وأكمل عقلًا، ولكن ينقصهن فهم المعنى الحقيقي للجمال الباطني، لكن الكاتبة نجمة إدريس، وهي تحقن القصص بالسرد الذي يتكئ على الحكاية، تقدم جوانب فلسفية أو مفارقات إنسانية أو التفاتات غاية في الحساسية من خلال الحبكات، وبراعتها تكمن في ميل القصص إلى مساحة سردية مكثفة، لكنها تمنح المعنى المقصود فنياً وفكرياً بسخاء.
ثمة قصة تجعل من الأم التي تدفن همومها في غزل “الكنفاه” نموذجاً رمزياً لما قد ترثه الابنة من أمها، حتى لو بدت أنها ترفضه، وإلا تكرر مصيرها، بينما السلوكيات التي تتحرك باللاوعي تكشف عن أن إرث السلالة حتمي، حتى لو كان ميراثاً في التعاسة أو السلبية أو غير ذلك.
تتنوع مواضيع القصص عمومًا، فتراوح بين تناول علاقات الزوج بالزوجة وأثرها الممتد على الأبناء، أو الاكتئاب وما يترك من يأس ولا مبالاة واغتراب، كما في قصة “بطن الحوت” مثلا التي تتناول فكرة الوحدة في الزمن المعاصر، في زمن الفردية التي تبتلع شباب العصر الجديد، بعيداً من قيم قديمة كانت الأسرة أو العائلة هي قوامها.
أما قصة “فريج” فهي مقسمة إلى فصول عدة، وهي كلمة تعني الحي باللهجة العامية، وهي أطول قصص المجموعة، وتعود إلى زمن ما قبل النفط، فكانت الحارات ضيقة والبيوت متلاصقة، فيكاد الجيران يسمعون أنفاس بعضهم بعضاً، والحياة بسيطة ومتقشفة وبدائية، وفيها تركيز هائل على التراث المحلي من خلال إضاءة شكل الحياة في الفريج. يمكن اعتبارها قصة تربط بين عصرين أو بين جيلين، جيل عاش الحياة المتقشفة البدائية بكل قسوتها وصعوباتها وفطريتها، وأيضا بكل ما فيها من سيادة كما في سبل العلاجات الطبية الشعبية أو البدائية، وبين الجيل المعاصر الذي نشأ على الرفاهية ومظاهر الحداثة، ومع ذلك فهو يواجه أزمات اجتماعية عدة.