لزواج يدوم مستقرًا د.شذا الفايز: «سنع المـرأة» ليس في «فخامتها».. بل في حديثها وتصرفاتها مع زوجها

لزواج يدوم مستقرًا.. لا بد أن نضع الخطة ونقوم بالتخطيط، الأمر ليس بالهين، وبناء أسرة يحتاج إلى وعي، يحتاج إلى «السنع» وهي كلمة توارثناها من أجدادنا، ولكنها كلمة تكتظ بالقيم التي إن حافظنا عليها حفظت أركان الحياة الأسرية مستقرة. «أسرتي» التقت د. شذا محمد الفايز استشاري سلوكي اجتماعي، عضو هيئة التدريب بـ«التطبيقي»، مدرب موارد بشرية، رئيس مركز ريزلت للاستشارات، تكشف لنا أسرار «السنع» وإليكم التفاصيل:
الزوجة التي تُحب وتُقدر وتحترم ذاتها هي
أسعد زوجة في الدنيا
في البداية، حدثينا عن الأزواج الذين يعيشون حياتهم الزوجية بمفهوم «زواج مشي حالك» وبعضهم يرونها «زواج العمر»؟
- “زواج مشي حالك” مصطلح يمكننا أن نُطلق عليه بأنه يُعبر عن رضا الزوج والزوجة ببعضهما بعضا وبحياتهما، حتى وإن كانا لا يجدان لها طعمًا ولا رائحة ولا لونًا، وتفتقد هذه الحياة أبسط القواعد لإقامة أسرة سعيدة ومتماسكة يلفها الود والطمأنينة وتسودها المحبة، فهي بعيدة كل البعد عن هذا، ولكنهما مع الأسف يعيشان مع بعضهما بعضا تحت سقف واحد، ويكون الانفصال والطلاق صعبا، وذلك نظرًا لوجود الأبناء مثلًا أو لطول فترة الزواج وأسباب أخرى كثيرة.
عندما نتحدث عن زواج العمر، وهو يبدأ من رغبة الشاب أو الفتاة في الزواج وتكوين أسرة مستقرة والحياة الأسرية لها ملامح لمستقبلها، بُنيت هذه الحياة على أسس تكافؤ الزوجين في المستوى التعليمي والثقافي والمادي، وفي الحالة الاجتماعية لا شك في أن له دورًا كبيرًا في خلق جو من التفاهم بين الزوجين، مما يعمل على استمرار الزواج على المحبة والتعاون، وكل سبل الراحة والأمان لكلا الزوجين، والزوجة التي تحب وتقدر وتحترم ذاتها هي الزوجة التي تستطيع بناء أسرة قوية متماسكة.
ما زلنا نرى الأهل يقولون «زوجوه عشان يعقل» هل هذا يجدي نفعًا؟
- عندما يرغب الشاب الذي يعاني مشكلات اجتماعية أو أخلاقية أو نفسية في الزواج بهدف إصلاح أو تعديل حاله للأفضل، ربما يكون قد اتخذ خطوات فعلية جدية في إصلاح حاله وحياته، ولذلك يحتاج إلى زوجة ترافقه في مشوار الاستقرار، ولكن إذا كان الشاب لديه اعوجاج أخلاقي لم يستطع الأهل تقويمه وإصلاحه، فهل ترى زواجه من أجل تعديل حاله أو تعديل سلوكياته للأفضل يجدي نفعًا؟! مع الأسف لا، لأننا سننشئ أسرة جديدة في المجتمع، وهذه الأسرة بها الكثير من التفكك الذي ينتج عنه في النهاية إنجاب أولاد منحرفين أخلاقيا نتيجة سلوكياتهم غير المرغوب فيها مجتمعيا كالسرقة والكذب والإدمان وغيرها من المشاكل التي يعانيها المجتمع.
حدثينا عن مفهوم «السنع» في الحياة الزوجية من وجهة نظرك.
- “سنع المرأة” كلمة يعتقد البعض أنها مقتصرة على “كشخة” و”فخامتها” في المنزل والضيافة والتجهيز للاستقبالات والعزايم، ولكن “السنع” لها مفاهيم كثيرة ومتعددة ما بين سنع المرأة في حديثها وسنع المرأة في تصرفاتها وردود أفعالها، وسنع المرأة في نظراتها واستقبالها لزوجها وتناقشها معه في مشاكل الأسرة وحوارهما معا، “السنع” بأن تقابل الزوجة زوجها بابتسامة تدخل إلى قلبه دون استئذان، أو تقول له كلاما إيجابيا يرفع معنوياته، هكذا تكون الحياة الاجتماعية الهادئة والحياة الزوجية المستقرة، هناك بعض المشكلات التي تحدث داخل الأسرة تجعل الزوجة تنفعل، لا أقول لها لا تنفعلي، ولكن الانفعال يجب ألا يكون بالصوت العالي، فمثلا المرأة العالية الصوت في البيت، تجعل بيتها غير مستقر لأن الطمأنينة تطوف بالبيت التي يوجد به هدوء الأم، ولا بد من إيجاد طريقة جيدة لحل المشكلات وعلاجها.
الزوج لا بد أن يتحلى بـ«السنع» أيضًا
كيف تكون المرأة «سنعة» وإن لم تجد تشجيعًا من الزوج؟
- أولًا الزوج لا بد أن يتحلى بالسنع أيضًا لأن السنع أي سنّع الشيء، بمعنى أصلحه وجعله في أفضل صورة، فالمرأة التي تبادل زوجها الاحترام وتقدم كل ما في وسعها لتربية أولادها، وتكون واجهة مشرفة لهم أمام المجتمع، لكن في المقابل ترى الزوج أحيانًا لا يشجعها بعد كل هذا، وفي هذه الحالة تجد المرأة أمامها مسارين، المسار الأول هو أن تكمل ولا تبالي لأنها تعلم زوجها وتدرك تصرفاته، أما المسار الثاني فهو أن تتراجع عن “السنع” وتمتنع عن دورها الزواجي والأسري الجيد، وبالتالي سينفلت البيت ويتفكك، لذلك أنصح كل امرأة لا ترى تشجيعا من زوجها “لا تتراجعي عن (السنع) من أجل حياة مستقرة داخل بيتك”.
ما النصيحة التي تقدمينها لأي فتاة مقبلة على الزواج ولم تجد من يعلمها «السنع»؟
- عندما تكون الفتاة المقبلة على الزواج قد تربت في بيئة غير صالحة اجتماعيا، أو في أسرة مفككة بها كثير من المشاكل، أو تكون من أسرة مطلقة تعيش مع زوج أبيها أو زوج أمها، فما عاشت في بيئة سوية علمتها كيفية “السنع” في بيت زوجها، فيجب ألا تستسلم للظروف، ولا بد أن تتعامل وتتعلم، فلا تكوني ضحية كلمات مثل “ما أدري، لا أريد، لا أعرف ولا أستطيع”، فإذا أردت أن تكوني زوجة صالحة ناجحة في بيتك فلا تقصري تجاه زوجك، وليس التقصير في النواحي الاجتماعية والنظافة وغيرها فقط، ولكن التقصير في الواجبات تجاه زوجك، فمعظم الخيانة الزوجية في الوقت الحالي يرجع إلى تقصير أحدهما في واجبات الآخر، إضافة إلى أن من “السنع” داخل البيت أن تكوني جاذبة بكلامك وبابتسامتك.
لا توجد قاعدة واحدة في التعامل مع الأزواج
ما «الفخ الملغوم» الذي تقع فيه الزوجة عندما تود حل مشكلة زوجها؟
- الفخ الأول والأهم لا تأخذي نصيحة صديقتك، وتذهبي لتطبقيها حرفيا، لأنه ببساطة لا توجد قاعدة واحدة في التعامل مع كل الأزواج، كل زوج يختلف عن الآخر، لا تأخذي نصيحة من صديقاتك تطبيقها على زوجك باعتبار أن الذي أعطاك النصيحة قام بتطبيقها، فقد تنفع تلك النصيحة مع زوج، ولا تنفع مع آخر، لأن الشخصيات والأفكار والنفسيات مختلفة وكل حالة لها خصوصيتها، لذلك أقول اقرئي أفكار زوجك واحترمي مشاعره وخصوصياته تكوني أسعد الناس.