لماذا لا يستطيع البعض التوقف عن الحديث عن أنفسهم؟! كيف تتعامل مع الثرثارين برقي.. حسم.. وتعاطف

لماذا لا يستطيع بعض الناس التوقف عن الحديث عن أنفسهم؟ سؤال طرحته دراسة علمية جديدة في مجلة «سيكولوجي توداي»، وأجابت عنه بتوضيحات شاملة تساعدنا على التعامل مع الثرثارين في حياتنا، لكن بأسلوب متعاطف معهم أيضًا.
التركيز على الذات فقط!
يشير التركيز على الذات في المحادثات إلى قيام الأفراد باستمرار بتحويل الحديث للتركيز على أنفسهم. وعلى الرغم من أن هذا السلوك يبدو أنانيًا وغير حساس فإن المقال المنشور يشير إلى أن الأشخاص الذين يركزون على أنفسهم غالبًا ما يعانون من الاكتئاب.
كما أن هذا التركيز على الذات قد يعكس شعورًا بالرفض لدى هؤلاء الثرثارين، مما يؤدي بدوره إلى المزيد من الاكتئاب. ومع ذلك، فإن المقال يؤكد أنه من الممكن كسر هذه الحلقة المفرغة بالتفهم والتواصل الإيجابي.
التركيز على الذات وعدم الإصغاء للآخرين!
يقوم الثرثارون أو كثيرو الكلام عن أنفسهم بتحويل المحاثات الى أنفسهم ومشاكلهم هم، وليس الطرف الآخر!
تقدم كاتبة المقال الأكاديمية في جامعة ميسوري أماندا روز مثالا لذلك من خلال محادثة دارت بينها وبين امرأة أخرى، فتقول:
إليكم محادثة دارت بيني وبين صديقة بعد مشاركة تشخيص إصابتي بسرطان الثدي (مع تغيير تفاصيل كافية لحماية السرية)، لنفترض أن اسم الصديقة شارون:
أنا: لديّ بعض الأخبار السيئة… تم تشخيص إصابتي بسرطان الثدي.
يقوم الثرثارون أو كثيرو الكلام عن أنفسهم بتحويل المحادثات إلى أنفسهم ومشاكلهم الخاصة، دون الالتفات إلى الطرف الآخر ومشاعره أو احتياجاته.
تقدم كاتبة المقال الأكاديمية في جامعة ميسوري، أماندا روز، مثالًا لذلك من خلال محادثة دارت بينها وبين امرأة أخرى.
تقول أماندا: “إليكم محادثة دارت بيني وبين صديقة بعد أن شاركتها تشخيص إصابتي بسرطان الثدي (مع تغيير بعض التفاصيل لحماية الخصوصية). لنفترض أن اسم الصديقة شارون”:
شارون: يا إلهي!
أنا: اكتشفنا الأمر مبكرًا، لذا سأكون بخير، لكن العلاج سيكون..
شارون (تقاطع): حسنًا، لقد مر وقت طويل منذ أن أجريت تصويرًا بالأشعة السينية للثدي، وكانت جدتي مصابة بسرطان الثدي.
أنا: نعم، حسنًا، علاجي..
شارون (تقاطع): يجب أن أحدد موعدًا لزيارة طبيبي.
أنا: (في حالة صمت)!
كما تتخيل، لم أجد هذه المحادثة مُرضية، أنا الآن بصحة جيدة تمامًا، لكن هذه الصداقة لم تصمد!
وضع صعب.. في المحادثة مع شخص ثرثار عن نفسه
تصف أماندا الأمر بأنه وضع صعب لكلٍّ من الشخص الذي يُركز على ذاته في حواراته، وأصدقائه وعائلته.
ضع الحدود لهم.. مع التعاطف
تؤكد أماندا أن الشعور بالفهم والدعم من الاحتياجات الإنسانية الأساسية التي تُلبّى من خلال العلاقات.. ولكن هذه الاحتياجات لا تُلبّى إذا لم تكن مستويات الدعم المعتدلة كافية للأشخاص الذين يركزون كثيرًا على ذواتهم في الحديث. لذلك، فإن التعاطف معهم مطلوب، مع ضرورة وضع حدود في الوقت ذاته.
إن التعاطف مع الذات ومع الآخرين أمر صعب، لكنه بالغ الأهمية. تذكر أن حتى الخطوات الصغيرة تُعد تقدمًا في الاتجاه الصحيح نحو كسر هذه الحلقة المفرغة التي تظهر أثناء المحادثة مع شخص يكثر الحديث عن نفسه.
احذروا رفض الشركاء المتحدثين عن أنفسهم كثيرًا!
ترى أماندا أن بعض الأزواج أو الزوجات يعانون من الحاجة المتزايدة للتعبير عن أنفسهم من خلال التركيز على ذواتهم فقط أثناء الحوار مع الشريك. ولهؤلاء، لا ينبغي إيصال شعور بالرفض لهم، بل يجب تقديم القبول والاستماع المتعاطف.
مع الأسف، قد يكون رفض شريك الحياة، أو أحد أفراد الأسرة، أو صديق مقرب، مرهقًا لشخص يعاني بالفعل من الاكتئاب، ويتحدث كثيرًا عن نفسه، مما يؤدي إلى تفاقم أعراضه النفسية.. لذلك، يبقى التعاطف والتفهم أمرًا ضروريًا، خاصة مع الحفاظ على وضع حدود صحية للطرف الآخر.
نصائح للمتحدثين عن أنفسهم كثيرًا
إذا كنت تعتقد أنك قد تُركز على نفسك في المحادثات، فجرب الخطوات التالية:
• انتبه لمدى تركيزك على مشاكلك عند التحدث مع الآخرين، وقارن ذلك بمدى حديثك عن أمور أخرى ومدى مساهمة الطرف الآخر في المحادثة. ستساعدك هذه الملاحظات على تحديد ما إذا كنت تسيطر على المحادثة بشكل مفرط.
• راقب الانتقالات بين حديثك وحديث الطرف الآخر، وانتبِه لما إذا كنت تطرح أسئلة تتيح للطرف الآخر فرصة التعبير، أو تترك له مساحة لمشاركة أفكاره ومشاعره. كذلك، راقب ما إذا كنت تقاطع الآخرين، خصوصًا بإعادة الحديث إليك.
• جرّب أساليب جديدة للتواصل، مثل طرح المزيد من الأسئلة لإعطاء الآخرين فرصة للتوسع في موضوعاتهم.
• خصص وقتًا محددًا للتحدث عن مشاكلك وطلب الدعم. من المرجح أن يتقبل أصدقاؤك وأفراد عائلتك ذلك، خاصةً إذا أوضحت لهم أنك تحاول الحد من التطرق إلى مشاكلك في جميع المحادثات.
• فكّر في طلب المساعدة من متخصص إذا كنت تواجه صعوبة كبيرة في تركيزك على مشاكلك. قد تحتاج إلى دعم للتخلص من سيطرة هذه الأفكار على ذهنك.