مع دخول فصل الصيف.. وتغيّر المناخ د. أسماء حجازي: Sunblock.. مفتاح التعامل الذكي مع البشرة

صحيح أن التعرّض لأشعة الشمس مفيد لصحة الجلد وإنتاج فيتامين د، ولكن التعرّض المفرط لها يسبب الضرر، لا سيما أن فترة الصيف تتميز بارتفاع شديد في درجة الحرارة، «أسرتي» التقت د. أسماء حجازي اختصاصية الجلدية والتجميل والليزر للتعرف على الأضرار التي تصيب البشرة وكيفية الوقاية منها، وإليكم التفاصيل:
عقبات واقعية في
تجديد واقي الشمس..
وحلول ذكية
كيف نحمي بشرتنا من أشعة الشمس في فصل الصيف؟
- دعونا أولاً نوضح نقطة مهمة: الشمس هي أكبر عامل يؤثر على الجلد، ولها تأثير مباشر على ثلاثة جوانب أساسية: التجاعيد والتصبغات وزيادة حساسية البشرة.
”الوقاية خير من العلاج” وفعلاً، هذا ينطبق تمامًا على بشرتنا، لأن الوقاية دائماً هي خط الدفاع الأول وأسهل، وأرخص، وأضمن، لذلك، الوقاية من الشمس ليس مسألة جمالية، لكن أيضا صحية للحفاظ على شباب البشرة، ومن الأفضل أن نتجنب التعرض لأشعة الشمس، وتحديدًا فيما بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، حيث تكون أشعة الشمس أقوى ما يمكن في هذه الساعات، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية (UV) في أعلى تركيز لها، وهذا يمثل خطرا على الجلد.
فلو نظرنا إلى شخص متواجد تحت أشعة الشمس لفترات طويلة يوميا، مثل من يعملون في الزراعة، فسنلاحظ ظهور التجاعيد والحفر والتصبغات وحساسية البشرة، وهذا كله نتيجة مباشرة للتعرض المزمن للشمس، أشعة الشمس لا تؤذي فقط الجلد، لكنها أيضا تسرّع عملية شيخوخة وهرم البشرة، وتجعل الإنسان يظهر أكبر من عمره.
عندما تأتي لي إحدى المراجعات تشتكي من بشرتها، أول سؤال أسأله:
”هل تستخدمين واقي الشمس؟” وغالبًا الرد يكون: “آه والله يا دكتورة، باستخدمه!”، لكن لما أسأل:”بتجدديه؟” الإجابة غالبًا: “لا.”
وهنا نفهم الخطأ الكبير الذي يقع فيه الكثيرون “لأن الناس تظن أنهم عندما يضعون sunblock الصبح مرة واحدة – على الساعة 7 أو 8 صباحا - وفوقه مكياج، بذلك يكونون خلصوا وخرجوا”، لكن الحقيقة غير ذلك تمامًا.
Sunblock لا بد أن يتجدد كل ساعتين ما دام الشخص معرضا للضوء، حتى لو لم يكن في الشمس المباشرة، لأن الذي يحدث هو أن sunblock يفقد فاعليته، وخصوصًا مع العرق، أو لمس الوجه، أو حتى بسبب المكياج الذي يقلل طبقة الحماية الفعلية، لذلك دائما أقول لمراجعي “استخدام واقي الشمس ليس مرة واحدة وخلاص”، و”اعرفي كيف تحمين بشرتك، وتتعاملين بذكاء مع روتينك اليومي” وهناك Sunblock يحتوي على لون (Tinted يعطي حماية ومظهرا ولأن الوقاية من الشمس ليست رفاهية، فقد بدأت الشركات تقدّم لنا حلولا تناسب نمط حياتنا، وأوجد بدائل عملية وفاعلة في تجديد استخدام Sunblock في حالة وضع المكياج:
• (Sunscreen Spray) يوضع فوق المكياج خفيف، شفاف، وسهل الاستخدام طول اليوم
• (Sunscreen Powder) مثل البودرة العادية، لكن بها عامل حماية من الشمس (SPF)، بها فرشاة تعطي لمسة جمالية، وفي نفس الوقت تحمي البشرة.
• (Cushion Sunscreen) مثل الفاونديشن المضغوط، لكن يحتوي على عامل حماية من الشمس (SPF)، لمسات سريعة فوق المكياج، يعطيك حماية دون تغيير شيء، تكون بألوان مختلفة تناسب كل درجات البشرة.
ويمكنك الآن اختيار الـ Sunblock المناسب لبشرتك:
• البشرة الحساسة: اختاري نوع “كريمي” ويفضل فيزيائي (mineral sunscreen).
• البشرة الدهنية: الأفضل استخدام Dry Touch أو Gel أو Fluid لأنه خفيف، يمتص بسرعة، ولا يسبب انسدادا للمسام.
أما من يريدون Sunblock للحماية من الشمس، وأيضا به فائدة علاجية للبشرة، يختارون “Sunblock Anti-Aging”.
السؤال الذي يتبادر للأذهان:
لماذا الآن نحتاج للعناية أكثر بالبشرة ولم يكن ذلك يطرح من قبل؟
- «الأوزون تغيّر.. والدنيا تغيّرت» تآكل طبقة الأوزون سمحت للأشعة فوق البنفسجية الضارة بالمرور بشكل أكبر للأرض، وهذا يعني أن التعرض البسيط للشمس يؤدي إلى تضرر البشرة، التغيرات المناخية + تآكل الأوزون + نمط الحياة العصري تكنولوجي = بيئة مختلفة تمامًا عن فترات زمنية سابقة، وبشرة تحتاج لوعي وحماية أكثر.
نود الحديث أولا عن أسباب ظهور حساسية البشرة لدينا هنا في الكويت.
- الأمر المهم في ظهور حساسية البشرة هنا في الكويت بالتحديد، أن لدينا ثلاثة عوامل رئيسية تضاعف تأثير الشمس، وتزيد تحسس البشرة واحمرارها:
• الحرارة الشديدة: درجات الحرارة العالية تجعل الجلد في حالة تهيج مستمر، وتضعف الحاجز الطبيعي الذي يحمي البشرة.
• جفاف الجو: قلة الرطوبة تجعل الجلد يفقد الترطيب الطبيعي، وهو ما يجعل البشرة مُعرضة للتشققات والتهيّج.
وعندما يتزامن هذا مع التعرّض المباشر لأشعة الشمس، على الأخص في وقت الذروة، يكون الخطر مضاعفا، وبالتالي تظهر علامات الشيخوخة بشكل أسرع على البشرة.
المياه التي نستخدمها في حياتنا اليومية تسهم في المشكلة، لأنها غالبًا تحتوي على نسبة أملاح عالية، وهذا يؤدي إلى جفاف شديد جدًا للبشرة.
وهناك عامل إضافي مهم وهو نوعية •المياه التي نستخدمها يوميًا. المياه في الكويت تحتوي على نسبة أملاح عالية، وهذا يؤدي إلى جفاف شديد جدًا في البشرة، ويضعف قدرتها على الاحتفاظ بالترطيب، خاصة عند استخدامها بشكل متكرر في الغسيل أو الاستحمام. وبسبب كل هذه العوامل مجتمعة، نلاحظ أن نسبة الأشخاص المصابين بالوردية “الاحمرار المزمن للبشرة” هنا في الكويت عالية جدًا.
حدثينا أكثر دكتورة عن الوردية.
- هناك بعض الأشخاص، تتهيج بشرتهم بسرعة، أو يحدث لهم احمرار شديد غالبًا يتأثرون من التعرّض للشمس، والجفاف، ونوعية المياه، وهنا لا نطلق عليه أنه “تحسس من الشمس”، لكن في حالات كثيرة يكون مرتبطا بمرض جلدي اسمه “الوردية”.
الوردية هي نوع من الأمراض الجلدية المزمنة، التي يحدث فيها التهاب في الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة في طبقات الجلد. والشخص المصاب يتعرض لأي مؤثر خارجي، وهنا تبدأ الأوعية الدموية تتمدد وتتفتح بشكل مفرط، وهو ما يؤدي إلى احمرار شديد في الوجه، ويظهر غالبًا على الخدين والأنف والجبهة.
الوردية ليست دائمًا مرتبطة بالتعرض المباشر لأشعة الشمس، لكن أيضا الحرارة نفسها، حتى لو الشخص في الظل، أو لا يتعرض للشمس بشكل مباشر، ممكن تسبب نوبة من الاحمرار الشديد، فهناك الكثيرون يشتكون: “نحن لا نتعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر، رغم ذلك بشرتنا تتهيج وبها احمرار”، وهذا فعلاً حقيقي، لأن الأشخاص المصابين بالوردية بشرتهم تتأثر: بالتعرض المباشر للشمس، خصوصًا في أوقات الذروة، والحرارة العالية سواء من الجو، أو من الطبخ أو الأبخرة. والأكلات الحارة أو السخنة جدًا، والضغط العصبي والتوتر النفسي، ومنتجات العناية بالبشرة التي تحتوي على عطور وكحول، والمياه المالحة أو الغنية بالمعادن، كل هذا يحفز الأوعية الدموية في البشرة إنها تتوسّع بسرعة، وهذا الذي يظهر على شكل احمرار شديد في الجلد.
لا يوجد شيء اسمه
«أنا عالجت الوردية وخفت تمامًا»
هل هناك علاجات لتحسين الوردية؟
- لا يوجد شيء اسمه “أنا عالجت الوردية وخفت تمامًا”، الحقيقة ان الوردية مرض جلدي مزمن، مثله مثل مرض السكري، أي أنه مرض لا يختفي تمامًا، لكنه يذهب ويعود، حسب المحفزات وطريقة العناية بالبشرة، فالهدف ليس الشفاء التام، لكن الهدف أن نصل لمرحلة التحكم الكامل به، وهذا ممكن جدًا، ومفتاح السيطرة على الوردية هو تجنّب المحفزات التي تجعلها تظهر أو تزيد، والاستمرارية، سواء في استخدام المنتجات، أو في زيارة الطبيب حسب الحالة، لتجنب حدوث الانتكاسة، ممكن جدًا الشخص يعيش براحة، ويحافظ على بشرته بدون نوبات حادة.
ولأن البشرة المصابة بالوردية حساسة جدًا، لا بد أن نلتزم بروتين وقائي ثابت، ومن أهم النصائح:
• استخدام واقي الشمس (Sunscreen): مناسب للبشرة الحساسة، ويجب تجديده كل ساعتين، حتى أثناء طهي الطعام، لا بد أن نضع واقي شمس فيزيائيا، لأنه يكوّن طبقة حماية فعلية على الجلد، كذلك قبل الخروج للشواطئ أو الأماكن المشمسة لا بد من ترطيب البشرة جيدا جدًا قبل الخروج؛ لأن ترطيب البشرة بانتظام يساعد على تقوية الجلد ومنع الجفاف، ولا بد أن نختار مرطبات طبية خفيفة ومخصصة للبشرة الحساسة، خالية من العطور والكحول. وأيضا وضع واقي الشمس وارتداء قبعة أو غطاء للرأس، ونظارات شمس.
• جلسات علاجية أو منتجات موضعية تساعد على: إعادة بناء حاجز البشرة الطبيعي وتهدئة الالتهاب وتحسين مرونة الجلد وتقليل التحسس.
التصبغات ليست مجرد بقعة.. هي رسالة من الجلد
ماذا عن التصبغات؟ وكيف نتعامل معها؟
- أولا لا بد أن أسأل نفسي “ليه لما أنا مشيت في الشمس وجهي صبغ؟”، “وغيري مشي في نفس الشمس، ولم يحدث له شيء؟” الفرق لا يكمن في الشمس الفرق في الشخص نفسه، أو بمعنى أدق في جينات الشخص نفسه، الجينات تحتوي على طبيعة بشرتك ومدى حساسيتها وكمية الميلانين التي تفرزها وسرعة الالتهاب، وحتى رد فعلها تجاه الشمس، الحرارة، أو الضغط النفسي.
معنى ذلك أنني لا بد أن أسأل: لماذا حدث تصبغ في البشرة؟ هل حاجز البشرة لدي قوي؟ هل عندي تحسس مزمن مثل الوردية؟ هل بشرتي تفرز ميلانين زيادة لأقل سبب؟ العلاج الفاعل ليس فقط في “إزالة التصبغ” ولكن أقول “لا بد أن نفهم السبب… قبل علاج الأثر”، أي من المهم فهم سبب حدوث التصبغات ومعالجته من جذوره، التصبغات ليست دائما بسبب أمر واحد واضح، لكن هي نتاج تراكمات.
التصبغات، لا تحدث بسبب التعرض لأشعة الشمس أو إجراء تجميلي حدث نتيجته تصبغ للبشرة، لكن الحقيقة الأعمق؟ الموضوع ليس مجرد تعرّض واحد، السبب تراكمات، كل هذا يكوّن مع الوقت بيئة مثالية لظهور التصبغات.. “يعني لو اتعرضت للشمس من غير وقاية، حتى لو مرة واحدة، أو عملت إجراء في العيادة من غير ما يكون فيه روتين ترميم بعده، أو عملت جلسة تقشير أو ليزر وحصل تصبغ”، هل يكون هذا السبب الحقيقي للتصبغ، لا، لأن ذلك نصف الحقيقة، لأن الحقيقة الأعمق أن هناك “قابلية جينية” لظهور التصبغات، الجلد لديه استعداد إنه يصبغ بسرعة لأي محفز خارجي لذلك لا بد أن نرجع إلى الأساس: الوقاية أولاً وأبداً وخطة ذكية للتعامل مع البشرة.
عند سؤال أي أحد لديه تصبغات:
”هل التصبغ عندك في مكان واحد؟” غالبًا الإجابة تكون: “لا، ليس فقط الوجه بل في أكثر من مكان في الجسم”، التصبغ لا يحدث فجأة، التصبغ هو نتيجة لتاريخ طويل من التعرض، من غير وقاية، من غير وعي، ومن غير روتين داعم يحمي الجلد. التصبغ ليس “بقعة”، لكنه “رسالة من الجلد”.
الجلد لديه ذاكرة..
لكن لديه مرونة أيضًا
هل يمكن أن يحدث تصبغ رغم الوقاية؟
- أحياناً التصبغات تحدث رغم كل محاولاتنا للوقاية، وهذا طبيعي! ماذا لو حدث تصبغ… أولا لا ألجأ إلى الحلول السريعة القوية، ولكن نبدأ من الأساس: أعمل على تحسين حاجز البشرة وأرطّب باستمرار وأستعمل المنتجات المناسبة، وأهيئ البشرة للعلاج التدريجي.
الجلد لديه ذاكرة… لكن لديه مرونة أيضا، الجلد “فاكر” إنه صبّغ، لكن لو ساعدته… ممكن “ينسى” السلوك الخطأ، ويتعلّم يعمل بشكل طبيعي مرة أخرى، عندما نغذّي الخلايا وندعمها، تبدأ الخلايا تتنشّط، تعمل بشكل صحيح، وتستيقظ من جديد، التصبغات هي إشارة من الجلد إنه محتاج إلى “إعادة ضبط”.
لماذا بالتحديد مضادات الأكسدة؟
- لأن مضادات الأكسدة تعمل مثل الحارس الشخصي لأجسامنا لحماية الخلايا، لأننا كل يوم نواجه عوامل مؤذية – شمس، تلوث، أكل، توتر…مضادات الأكسدة بتشتغل كأنها “فلتر أو حاجز صد للملوثات التي تدخل أجسامنا” تهدي الالتهاب، تمنع الأكسدة، وتحمي الخلايا إنها تضعف أو تتكسر.
علاجات العيادة..
ليست سحراً كارتونياً!
حدثينا عن علاجات العيادة بين الحقيقة والتصور الخاطئ.
- هناك الكثيرون عندما نبدأ معهم في علاج للتصبغات أو التجاعيد داخل العيادة، يكون لديهم تصور”أنا عندي تصبغ؟ إذن أعمل تقشيراً.. يطلع الجلد ويتقشر.. وفجأة تظهر البشرة البيضاء اللامعة سريعا كأننا في أفلام الكارتون!، حيث يكون لديهم توقعات عالية من جلسات التقشير، وكأنها عصا سحرية، بمعنى”نقشر الطبقة التي بها التصبغات… وخلاص”! ولكن الحقيقة العلاج داخل العيادة ليس سحرا لحظيا!، هو خطة مدروسة، تعتمد على: نوع بشرتك وشدة الحالة واستجابة جسمك والتزامك بالروتين بعد الجلسات.
حيث إنني لا أستطيع التعامل مع التصبغات كلها بنفس الطريقة، ولا أستخدم تقشيراً قوياً على بشرة بها التهابات أو وردية أو حاجز بشرة ضعيف، لأنه سيضر الجلد أكثر مما يفيده، العلاج الحقيقي هو: “بناء الجلد من داخل، وليس فقط إزالة طبقة من الخارج”.
كيف نستطيع علاج التصبغات في العيادة؟
- نستطيع أن نعيد ذاكرة الجلد وعلاج التصبغات عن طريق: جلسات البلازما (PRP): التي بتساعد على تجديد الخلايا وتحفيز الكولاجين، وأجهزة التحفيز مثل المايكرونيدلينغ + RF: وإبر النضارة (Mesotherapy) ومضادات أكسدة.