ناصر القصبي: «طاش العودة» كان يحمل مخاطر كبيرة لكن قبلنا التحدي

حقق المسلسل الكوميدي السعودي الأشهر “طاش ما طاش” بنسخته الـ 19 في رمضان الماضي بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات من إخراج محمد القفاص، وبطولة عبدالله السدحان وناصر القصبي ويوسف الجراح وحبيب الحبيب نجاحا كبيرا، وسمي “طاش العودة”، المسلسل شكل حالة جماهيرية رمضانية اجتمعت خلالها العائلات والأسر العربية، وليس الخليجية فقط من كافة الأعمار، وبالتالي كان لـ “طاش” الفضل في تكريس ظاهرة كوميدية درامية على مدى أكثر من عقدين، وباتت اليوم من أبرز معالم الكوميديا السعودية والخليجية والعربية.
في البداية يقول النجم ناصر القصبي حول نجاح “طاش العودة”: حين قررنا إعادة طاش وضعنا نصب أعيننا أن العودة تحمل معها مخاطر كبيرة لأن التجارب الدرامية والسينمائية حول العالم عموماً تشير إلى أن استعادة وتجديد أعمال قديمة ناجحة هو أمر بالغ الصعوبة ويحمل خطورة وتحديا كبيرا، وغالبا قد لا يأتي الجديد بحجم نجاح القديم، إذ إن القديم قد خلق حالة وجدانية لدى المشاهدين تراكمت وتبلورت مع الزمن في ذاكرتهم، الأمر الذي قد يجعل تقبل الجديد بدون مقارنات وأحكام مسبقة أو حتى جائرة أمراً صعباً، ولكننا من جانبنا قررنا خوض التجربة خارج تلك القاعدة فـ “طاش” حقق ما حققه من نجاح منقطع النظير ويصعب تكراره حتماً، ولكننا اعتبرنا عودتنا بمنزلة تحية للجمهور الذي أحب “طاش” وأحبنا وقبلنا التحدي، والحمد لله حقق العمل نجاحا كبيرا بشهادة النقاد والجماهير، وهذا ما أسعدنا حقيقة ونفض عنا غبار التعب والجهد الكبير الذي بذلناه في التصوير.
وحول الفرق بينه وبين أجزاء”طاش” السابقة، قال القصبي: بالتأكيد الجماهير لاحظت الفرق، فقد اختلف الزمن واختلفت معطيات اليوم عن الماضي، ففكرة الطروحات النقدية التي ضمنها العمل خلال سنواته الأولى وما تلاها على نحو عقدين من الزمن والمحتوى النقدي الكوميدي الذي اعتدنا توجيهه عبر الحلقات لأداء بعض الأجهزة الحكومية العاملة في قطاع تقديم الخدمات للمواطنين، كلها اختلفت وتغير أداؤها خلال العقد الأخير، كما تغيرت احتياجات الناس ومتطلباتها، لذا فقد وجب علينا إجراء تغييرات حقيقية أساسها هو استعادة العمل نفسه واسترجاع جوه العام وشخصياته البسيطة التي أحبها الناس بما يواكب التغيرات التي طرأت على المجتمع السعودي والخليجي عامة.
البساطة والعفوية
ويقول المخرج محمد القفاص: من واقع خبرتي وتجربتي أعترف أن المسلسل الكوميدي أصعب من نظيره الدرامي، لأنه في الدراما يمكن الاستعاضة عن بعض أدوات الإخراج أو بعض مثالب النص بالمبالغة الدرامية وحركة الكاميرا وأداء الممثلين والانفعالات أحياناً، كل تلك العناصر قد تساعد المخرج في إخفاء بعض العيوب، ولكن في الكوميديا السر يكمن في البساطة والعفوية التي يتقبلها الجمهور ويتفاعل معها، تلك العناصر تأتي مضاعفة مع عمل مثل “طاش”، فعندما يحاول المخرج تقديم استعراض إخراجي فإنه سيقع حتماً في المطب.
عملاقان من الزمن الجميل
وعبر القفاص عن سعادته لتعاونه مع الفنانين الكبيرين ناصر القصبي وعبدالله السدحان بقوله: مثلما كنت أطمح لأن يجمعني عمل مع القامة الكبيرة عبدالحسين عبدالرضا، ورغم أننا اجتمعنا أكثر من مرة لوضع الخطوط العريضة لمسلسل “أبو الملايين” الجزء الثاني، ولكن لم يمهلنا القدر، وأيضا مثلما كنت أتطلع لأن يرتبط اسمي مع سيدة الشاشة الخليجية الفنانة القديرة حياة الفهد، لكن حالت الظروف دون ذلك، كنت أتطلع أيضا لأن أقف مع العملاقين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، وتحقق لي ما أردت، فملاحظاتهما في محلها، وتعاملهما مع طاقم العمل بأسلوب راق، ويمكنني القول إنني التقيت بعملاقين من الزمن الجميل، وأتمنى أن تتكرر التجربة.