أيقونات عصر الموضة الذهبي.. من أين؟ وإلى أين؟ عارضات الأمس أمهات اليوم
لم يمر على عالم الموضة والأزياء أجمل من عارضات حقبتي الثمانينيات التسعينيات من القرن الماضي عارضات غيرن من شكل الموضة واهتمام العالم بها من خلالهن، ومن خلال متابعة أخبارهن ومحاولة تقليدهن، عارضات وضعن مقاييس جديدة للجمال والقوام وطريقة العرض، ففي ذلك الوقت لم تكن منصات عروض الأزياء لتتسع إلا للشقراوات ذوات البشرة البيضاء والشعر الفاتح والعيون الملونة، وهو ما تغير تماما في تلك الحقبة وحتى الآن، وذلك بدخول وجوه جديدة على المجال بمقاييس مختلفة، فها هي نعومي كامبل ذات البشرة والعينين الداكنتين، وسيندي كروفورد ببشرتها الحنطية وعينيها البنيتين، وياسمين جوري ذات الجمال الباكستاني الجذاب.
تلك المقاييس الجديدة هي التي لا تزال سارية حتى الآن، وتتبعها كل دور الأزياء العالمية أثناء اختيارها للعارضات الجديدات.
ولكن يبقى السؤال: أين هن الآن، وماذا فعلت الأيام بهن بعد تقاعدهن عن العمل بحكم السن؟ والإجابة سنوافيكم بها من خلال عرض موجز لمشوار حياة أهم عارضات الزمن الجميل منذ بدأن حتى الآن:
ليندا إيفانجيليستا.. جمال شوهته تقنيات التجميل
ليندا إيفانجيليستا الكندية صاحبة عيون القطة والوجنتين المرتفعتين والشفتين الممتلئتين هي واحدة من أجمل عارضات الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، إن لم تكن الأجمل إطلاقا والأعلى أجرا، فهي صاحبة المقولة الشهيرة “أنا لا أستيقظ من نومي بأقل من 10 آلاف دولار أميركي في اليوم الواحد”.
ولدت العارضة في كندا عام 1963، واكتشفت موهبتها خلال فترة المراهقة أثناء مشاركتها في مسابقة للجمال، الأمر الذي انتقلت على أثره إلى نيويورك وهي في الـ 19 من عمرها من أجل العمل عارضة أزياء، وتصبح من أهم الوجوه اللامعة في هذا المجال، بل كانت الملهمة للمبدع الراحل كارل لاغرفيلد، وصارت من أشهر الوجوه في التسعينيات، حيث احتلت صورها أغلفة أكثر من 700 مجلة عالمية من أبرزها مجلة “فوج”.
وشاركت إيفانجيليستا في عروض أزياء العديد من العلامات التجارية الشهيرة مثل فيرساتشي، وفالنتينو، ورالف لورين، وشانيل، وجورجيو أرماني؛ ولم تتوقف عند هذا الحد، بل قدمت حملات دعائية لدور أزياء معروفة منها دولتشي آند جابانا، وكلوي، وإيف سان.
فجأة اختفت العارضة وهي في عز مجدها وشهرتها لتظهر مرة أخرى قبل عدة سنوات عبر موقعها على الإنستجرام بشكل مختلف تماما لتحكي أسباب عزلتها الاختيارية وابتعادها عن الأضواء، وقالت إنها تعرضت لتشوه لا يمكن إصلاحه في وجهها وجسمها بسبب إجرائها عملية غير جراحية بغية التخلص من بعض الدهون المتراكمة هنا وهناك عبر تقنية CoolSculpting of Zeltiq.
ولكن ما حدث كان العكس تماما، حيث حدثت مضاعفات نادرة زادت من أعداد وحجم تلك الخلايا الدهنية بشكل مريع، بدلا من أن تشفطها وتسبّبت في حدوث تشوّهات دائمة فشلت العمليات الجراحية التصحيحية والمؤلمة في إزالتها.
بسبب هذا المنشور المحزن حدث تعاطف كبير مع العارضة سواء من زميلاتها أو دور الأزياء التي سبق أن عملت معهم، وبالقطع مع المتابعين لها، بل وتم اختيارها لتشارك في عرض أزياء دار فندي للأزياء ولتكون وجههم الإعلاني لبعض منتجاتهم.
وصحيح أنها عادت إلى الساحة من جديد، ولكن تركيزها الحالي أصبح موجهاً لمناهضة عمليات التجميل التي تشوه الجمال، ولا سيما تلك التقنية التي دمرت جمالها وشوهتها دون أدنى ذنب.
Cindy Crawford.. تغير مقاييس الجمال
استطاعت عارضة الأزياء الأميركية اسيندي كروفوردب التي ولدت في 20 فبراير من 1966 أن تغير بملامحها السمراء وشامتها التي تعلو شفتيها مفهوم الفتاة الأميركية الجذابة، فبعد أن كانت معايير الجمال تقتصر على الحسناوات الشقراوات، تحول الأمر إلى الفتاة السمراء الجذابة ذات العينين العسليتين والبشرة الحنطية.
كانت كروفورد من أهم وأبرز عارضات حقبة الثمانينيات والتسعينيات، حيث تصدرت صورها العديد من أغلفة مجلات الموضة الراقية، فهي من عارضات الأزياء اللائي سرن على أكبر منصات العروض لدور الأزياء الشهيرة ومنها شانيل، وفيرساتشي، وكريستيان ديور، وفالنتينو وهيرمس وغيرها من الدور العالمية.
لم تتوقف موهبة كروفورد عند حد عروض الأزياء، بل تعددت وتنوعت فأدت دور البطولة النسائية في فيلم العبة عادلةب، وقدمت برنامج اأوف ستايلب الذي كان يبث على قناة اإم تي فيب الأميركية.
توقفت سيندي عن العمل في مجال عروض الأزياء في عام 2000 لرعاية أسرتها ودعم ابنتها اكايا جاربرب ذات الـ 19 عاما التي تستكمل مشوار والدتها المهني بدخولها في عالم الأزياء سواء عارضة أو مصممة.
وإلى جانب دورها أما وزوجة، إلا أنها تمتلك الآن خطاً لتصميم الأثاث، وتظهر من آن لآخر في بعض عروض الأزياء، أو على صفحات المجلات.
ناعومي كامبل تُحقق حلم الأمومة بعد تجاوز الخمسين
أما ناعومي كامبل (53 عاما) البريطانية ذات الأصول الأفريقية، فهي أول عارضة أزياء سمراء اللون تنشر صورها على غلاف مجلة فوج الفرنسية في ثمانينيات القرن الماضي. بدأت “كامبل” مسيرتها في مجال عروض الأزياء وهي في الـ 16 من عمرها، وحققت نجاحًا كبيرًا في فترة قصيرة، وتحولت إلى إحدى أهم أيقونات الموضة والجمال في وقت كانت الساحة مقتصرة على الشقراوات فقط.
قدمت كامبل العديد من عروض أزياء أهم العلامات التجارية العالمية منها إيف سان لوران وفيرساتشي، وعز الدين عليُة، وبرادا، وكانت علاقاتها مع مصممي الأزياء البارزين قوية لدرجة دفعت المصمم الفرنسي الراحل إيف سان لوران للتهديد بسحب إعلاناته من مجلة فوج الفرنسية في حال رفضت وضع صورة كامبل على غلافها، وقد كان لتكون بداية التغيير الحقيقي في نهج المجلة تجاه العارضات من ذوات البشرة الداكنة.
لم تتوقف موهبة “كامبل” عند حد عروض الأزياء العالمية فقط، بل إن لديها العديد من المواهب الأخرى التي أهلتها لتكون فنانة شاملة حيث عملت مصممة عطور، وأنتجت ما يقارب 16 عطرا، ودخلت مجال التمثيل، وشاركت في عدة أفلام ومسلسلات لاقت جميعا نجاح كبيرا، أما الجديد فعلا، فكان اقتحامها لعالم الأدباء، حيث شاركت الكاتبة كارولين أوشر في كتابة رواية تحت اسم “Swan”.
كل تلك النشاطات لم تله كامبل عن المشاركة في الأعمال الخيرية والدفاع عن حقوق الإنسان.
أما عن حياتها الأسرية، فقد تزوجت كامبل مرات عديدة آخرها في 2018، وأنجبت ابنتها البكر في 2021 وهي في الحادية والخمسين من العمر، فيما أعلنت شهر يوليو من 2023 عن إنجاب طفلها الثاني، وقالت في منشور لها عبر موقعها في الإنستجرام: “لا يفوت الأوان أبداً لكي تصبحي أماً.”
كيت موس وابنتها ذاك الشبل من هذا الأسد
كيت موس عارضة بريطانية اشتهرت بقوامها النحيل وملامحها الجميلة التي أهلتها في حقبة التسعينيات لتكون من أكثر نساء العالم جاذبية، هذه العارضة ذات الـ 51 عاما لقبت ابالسوبر موديل المضادةب كونها ظهرت بمقاييس مخالفة لمقاييس أشهر عارضات تلك الحقبة، وعلى الأخص كامبل وكروفورد، ففي الوقت الذي كانت المقاييس تميل إلى القوام الممتلئ نسبيا ظهرت كيت بقوامها النحيل، وحظيت بنفس شهرة زميلاتها، وشاركت في أهم عروض الأزياء العالمية منها دولتشي آند جابانا وديور وشانيل وأرمني وجون جاليانو ومارك جيكوبس وغيرهم.
ولدت اموسب في مدينة لندن، واكتشفت موهبتها عام 1988 وهي في الرابعة عشرة من عمرها، ولكن مسيرتها الحقيقية لم تبدأ إلا في عام 1990 من خلال عروض الأزياء، حيث بدأت بمجموعة من الصور باللونين الأبيض والأسود، وذلك لصالح المجلة البريطانية The Face، وكانت تحت عنوان اThe 3d Summer of Loveب.
في الثامنة عشرة من عمرها أصبحت الوجه الإعلاني الحصري لعلامة كالفين كلاين الأميركية المشهورة بجينزاتها الزرقاء، كما شاركت أيضا في إعلاناتهم الخاصة بعطر Obsession وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها موس في تلك الحقبة الزمنية، إلا أنها لاقت العديد من الانتقادات والسخرية من نحافتها المفرطة ووصفوها ابالمريضةب.
في يناير من عام 1993 ظهرت العارضة لأول مرة على غلاف مجلة افوج البريطانيةب، وخلال شهرين ظهرت مرة أخرى على غلاف المجلة نفسها، وهو ما يعد أمراً استثنائياً بالنسبة لهم.
أيضا شاركت موس في العديد من أغاني ألبومات فرقة الروك الإنجليزية اأويسسب ومنها اDon’t Go Awayب، اFade Awayب، وألبوم اBe Here Nowب.
ولم تتوقف العارضة الطموحة عند هذا الحد، بل عملت في التمثيل، وشاركت في عدة أفلام كوميدية وتراجيدية، وابتعدت قليلا عن ساحات الموضة، إلا أنه تم القبض عليها بسبب إدمانها للكوكايين؛ ومن ثم إيداعها في مركز للعلاج خرجت منه لاحقا لتعاود نشاطها في عروض الأزياء التي انهالت عليها بشكل لا يمكن وصفه.
في أثناء ذلك قدمت موس العديد من التصميمات الخاصة بها بالتعاون مع بعض دور الأزياء العالمية، واستمرت في رحلة الصعود إلى أن أنجبت ابنتها اليليب وأشرفت على تربيتها بنفسها إلى أن أصبحت في العشرين من عمرها، لتتحول موس العارضة إلى مرشدة ومديرة لأعمال ابنتها التي دخلت هي الأخرى في عالم الموضة، بل والمثير في الأمر هو استعانة علامة كالفين كلاين بها لتستكمل الحملة الإعلانية التي سبق أن قدمتها والدتها لصالح الشركة في أوائل التسعينيات، وهو ما يرسخ المثل القائل اهذا الشبل من ذاك الأسدب.
Claudia Schiffer.. من جميلة جميلات العارضات لأم لثلاثة أبناء
كلوديا شيفر الألمانية جميلة جميلات عارضات أزياء الحقبة الزمنية سالفة الذكر وواحدة من أجمل نساء العالم إطلاقا، نالت شهرتها العالمية من خلال ظهورها المكثف على منصات عروض الأزياء العالمية، خصوصا أنها كانت تمثل الجمال الأوروبي بعينيها الزرقاوين وشعرها الأشقر الطويل المنسدل على ظهرها وقامتها الطويلة التي تعدت الـ 177 سم، وقد بلغ جمالها الحد الذي جعل كل دور الأزياء تتهافت عليها، وتعمل ما في وسعها فقط لتنال رضاها، ومن شدة جمالها شيد لها متحف Crevin الفرنسي تمثالاً من الشمع ليكون جمالها محط أنظار العالم أجمع.
كانت شيفر على علاقة مع أمير موناكو ألبرت، كما جمعتها أيضا علاقة وطيدة بالساحر العالمي دايفيد كوبرفيلد، إلا أنها في عام 2002 تزوجت من المنتج السينمائي البريطاني Matthew Vaughn، وأنجبت منه ثلاثة أولاد كرّست جزءاً كبيراً من حياتها في تربيتهم.
لم تترك شيفر العمل بشكل نهائي، حيث عملت لفترة في تصميم الأزياء، وشاركت في بعض الأفلام، ولكنها لم تُكمل مشوارها فيهما، ومؤخرا ألّفت كتاباً عن فن صناعة عارضات الأزياء.
باربي شيفر دميتين بمناسبة عيدها الـ 50
وبمناسبة عيد ميلاد شيفر الخمسين الذي أقيم في أغسطس من عام 2022 أطلقت شركة باربي لتصنيع عرائس الباربي دمية شقراء شبيهة بالعارضة، وهي ترتدي فستانها الأول من تصميم افيرساتشيب سبق أن ارتدته كلوديا عام 1994 والثاني لبالمان، وكانت قد عرضته للدار 2016.
تعاونت أيقونة الموضة شيفر أيضا مع علامة وبالمناسبة نفسها FRAME التجارية، وصممت لها زوجين من سراويل الجينز الذي يمثل أسلوب حياتها العصرية التي اعتادت أن تعيشها خارج أوقات العمل عارضة للأزياء.