بنات.. وأمطار.. وحكايات روايات الصيف.. دفء المشاعر.. وحرارة الأحداث!

روايات الصيف أو التي تدور أحداثها صيفًا لها مذاق خاص.. فهي تتميز بدفء المشاعر وحرارة الأحداث.. وكأنها تُعبر عن طبيعة الطقس الحار الذي تدور فيه! وقد اخترنا لكم بعضا من هذه الروايات الصادرة شرقًا وغرباً.. الحديثة والكلاسيكية!
في الصيف والخريف فقط – محمود عبدالغني
تتخذ رواية «في الصيف والخريف فقط» لكاتبها المغربي محمود عبدالغني، من «طنجة» مسرحا للأحداث، حيث بيوت وشوارع ومقاه ومطاعم وحانات، تتنوع أبطالها: وليام بوروز، محمد شكرى، بول بولز، محمد المرابط وتنيسى وليامز، صمويل بيكيت، جان جينيه وآخرين، تمتد الأحداث في الرواية بين 1953 و1973 حيث تاريخ وصول بوروغ إلى طنجة بالباخرة قادما من إيطاليا، وتاريخ 1973 الذي اجتمع فيه وليامز ببقية الأصدقاء المغاربة والغربيين، البطل الحقيقي في الرواية هو فصل الصيف والمكان «طنجة».
البنات والصيف – إحسان عبدالقدوس
تحكي رواية البنات والصيف لإحسان عبدالقدوس عن العلاقات العابرة والجموح والعواطف، وما يدور في خاطر البنات خلال فترة المصيف، فتضم مجموعة قصص قصيرة بها يدخل الكاتب عالم البنات والصيف من خلال الدخول في عالم شخصياتها: مايسة وديدي وناهد… والرجال: مدحت وسامي وماجد… والصيف والشاطئ أساسيان في نسج الأحداث وتطورها.
وقد حُوِّلَت الرواية إلى فيلم ثلاثي الأجزاء.. كل قصة لها جزؤها الخاص.. وقام ببطولة جزء منها عبدالحليم حافظ.
تدور الأحداث حول «محمد» الشاب الرومانسي والخجول الذي يحب جارته «ناهد» ويعرب عن رغبته في الزواج منها ويتفق مع أهلها على خطبتها في الإسكندرية، لكن ناهد تراه غير مناسب لها لخجله وكونه لا يستطيع التعبير عن حبه مثل بقية الشباب، ثم ترتبط بعلاقة حب وهمية مع «هشام» ذلك الشاب العابث، والذي يعرف نقطة ضعفها، وهي لهفتها للحب والكلام الناعم ليُسيطر على مشاعرها، ثم يحاول الاعتداء عليها، ولكن حبيبها يستطيع إنقاذها، فتحبه وتقتنع به.
قصة أخرى، حيث تدور أحداثها حول زوج وزوجته «محمد» اللذين يقضيان إجازة الصيف بالإسكندرية مع أولادهما ومعهما الخادمة «فتحية» والتي يرغبها الزوج بشدة، ولكنه يخشى الإقدام على أي فعل حفاظًا على سمعته وكرامته! فيصب جام غضبه عليها ويعاملها بقسوة، بل يتهمها بالسرقة حتى يتخلص منها! ولكنها تتبرأ في النهاية، وتتزوج من المكوجي الذي يحبها.
من مقاطع الرواية:
«وصاحت نبيلة: عبد الحليم حافظ.. يا اختي عليه.. تعرفي انه خاسس شويه.. وقالت ناهد وهي تهز كتفيها: ده بقى مغرور قوي.. شوفي ماشي يزحف برجليه ازاي.. وقالت سعاد: حرام عليكي.. ولا مغرور ولا حاجه.. هم البنات اللي مزهقينه في عيشته.. وقالت ناهد: أنا ما يعجبنيش.. صحيح يعجبني صوته إنما هو لأ.. وتتبعت بعينيها عبدالحليم حافظ وهو يسير بجوار صف الكبائن.. وانطلق خيالها.. هل يمكن أن يحبها عبد الحليم حافظ.. ويغني لها.. ويعرف الجميع أنه يحبها.. وتكتب المجلات عنه وعنها.. و.. ويتزوجها..».
أمطار صيفية – أحمد القرملاوي
هي رواية الروائي أحمد القرملاوي الحاصلة على جائزة الشيخ زايد فرع الكاتب الشاب، «أمطار صيفية»، وهي من أشهر وأنجح رواياته، وتُجسد هذه الرواية العلاقة بين الموسيقى والروح والصراع بين تسامي الروح ومتطلبات الحياة ونوازع الجسد، كما تبرز في الرواية معرفة دقيقة واسعة بالموسيقى ومقاماتها ودلالاتها، تجعل من المقامات الموسيقية كيانًا ملموسًا موازيًا للمقامات الصوفية – حسب وصف الناشر وموقع ويكيبيديا.
الناشر يقدمها بكلمات:
«هذه رواية رائعة في لغتها وتكوينها، عن الموسيقى بلغة تحاول وتنجح في أن تكون لها إيقاعات أسمى من الأرض، جديدة إذن في موضوعها.. هل للموسيقى مكان في هذا العالم؟ بمعنى هل للروح مكان فيه؟
الإجابة لا، لكن بعد أن تكون حصلت على متعة هائلة من القصص والصور الفنية والأحداث أيضًا، هذا الكتاب أحمد القرملاوي يغامر بخبرات جميلة ومعرفة عميقة بالفنون والآداب لتقديم شكل روائي مغاير وممتع.. للموسيقى أجنحة تستقر بها في أي مكان وزمان.
تدور أحداث الرواية في فلك العالم الصوفي، حيث العالم الخاص بالروح والموسيقى والابتهال، فتتصاعد نغماته إلى السماء تطرب وتشجى كأنها تبتهل إلى الله أن يستمع أنينها وشكواها، وتتضرع أن تخلص من هذا العالم بزيفه وصراعاته وماديته، وتطرح مناجاة خاصة للمسرات والأحزان، فتعود بنا في الزمان إلى عصر الشيخ عبادة الموصلي، لنتعرف فيها على بداية الطريقة الموصلية، كما أشار الكاتب في الرواية إلى الحد الفاصل بين المادة والروح، وبين الشر والخير، فكانت تلك الرواية من أفضل رواياته على الإطلاق.
أبطال الرواية يسعون إلى الاستحواذ على شيء مادي، «زياد» يسعى للحصول على المال، «رحمة» تسعى للحصول على يوسف، «زينة» تسعى للحصول على الوكالة لتنفيذ مشروعها، ما عدا «يوسف» الذي كان يسعى للحصول على شيء معنوي نقي روحي.