أول عُمانية تقطع المسافة بين مسقط وظفار سيرًا على القدمين الرحالة سهيلة الكندي: الرحلات تساعدني في اكتشاف ذاتي وقدراتي

الرحالة العُمانية سهيلة الكندي هي أول سيدة عمانية تقطع مسافة 900 كم مشيًا على القدمين من مسقط إلى ظفار ساعية لتوجيه رسالة للمرأة بأن تسعى وراء حلمها. أسست سهيلة مبادرة درب للتوعية بأهمية البيئة وضرورة حمايتها، ثم دروب للرحلات لتنظيم رحلات نسائية جماعية آمنة.
تحدثنا إلى الرحالة سهيلة عن رحلاتها حول العالم ودروب للرحلات في الموضوع التالي:
بداية، هل هناك علاقة بين دراستكِ وعملكِ وبين المغامرة؟
- أنا متزوجة ولدي ابنة وابن، ومتقاعدة بعد عمل 25 سنة، تدرجت خلالها بمناصب عدة حتى وصلت إلى درجة مدير عام المناقصات والعقود بشركة بيئة، كذلك فأنا مهندسة مدنية وحاصلة على شهادة ماجستير في إدارة المشاريع، ولكن حاليًا أصبحت متفرغة لمشروعي الخاص كرحالة ومغامرة، وأمارس رياضة المغامرات بأنواعها مثل الهايك، وتسلق الجبال والمشي والسباحة والغوص.
ما الرسالة التي أردتِ توصيلها من قطع مسافة 900 كم بين مسقط وظفار سيرًا على القدمين؟
- رغبت في توجيه رسالة للمرأة تحديدا بأن تسعى وراء أحلامها وأهدافها مهما بدت صعبة، وأن العمر ليس بعائق، فإنه لا شيء مستحيل ما دامت الإرادة والإصرار والدافع موجودة.
ما مبادرة «درب بيئة» وما علاقتها بكونك أول عمانية تقطع مسافة من مسقط لظفار مشيًا على القدمين؟
- “درب بيئة” هي مبادرة تحدي مشي من محافظة مسقط إلى محافظة ظفار حملت خلالها رسالة بيئية لأبناء موطني، بأن “نصون عماننا الحبيبة”. أطلقت المبادرة في يوم المرأة العمانية، وبصوت المرأة لما لها من دور فعال في تنشئة الأجيال ونشر التوعية.
كيف أثرت فيك هذه التجربة وكونكِ أول عمانية تقدم عليها؟
- بالنسبة لي كانت رحلة استكشاف للذات في المقام الأول، حيث واجهت الكثير من التحديات البدنية والنفسية وبفضل الله أولًا، ودعم أسرتي والجميع من حولي، وبسبب الإصرار والمثابرة تمكنت من تحقيق الهدف. وأنا فخورة جًدا كوني نجحت في هذا التحدي، وكوني أول امرأة عمانية أقدم عليها.
ما الذي جذبك في مجال الاستكشاف والرحلات؟
- بدايتي مع المغامرات كانت بدافع الفضول وحبي للاستكشاف والمغامرة وتجربة أشياء جديدة، والآن أضيف لخبراتي وتجاربي في الحياة، واكتشاف ذاتي وقدراتي أكثر والتعرف على أماكن جديدة وأناس وشعوب جدد تضيف لي الكثير في رصيد معرفتي وخبراتي.
«دروب للرحلات» ينظم رحلات مخصصة للنساء بشكل آمن ومريح
ما القصة وراء تأسيس مشروعكِ «دروب للرحلات»؟
- أسست “دروب” بعد عودتي من رحلة المشي، إذ تلقيت مطالبات كثيرة من نساء أخريات تمنين أن يعشن تجربة مماثلة، فقمت بتنظيم رحلة مشي لجزء بسيط من المسار الذي مشيت فيه وهو ١٠٠كم مدة ٥ أيام، حيث شاركت في الرحلة ١٠ نساء، وكانت رحلة ناجحة والحمد لله. ومن بعدها تلقيت تشجيعا كبيرا لعمل مشروع تنظيم الرحلات مخصصة للنساء حيث تستطيع المرأة الخروج للرحلات ضمن مجموعة نساء على نحو آمن ومريح.
كم عدد البلدان التي سافرت إليها حتى الآن؟ وما هي؟
- سافرت إلى بلدان كثيرة يصعب علي عدها، معظم الدول الآسيوية، وأوروبا، وبلدان في أفريقيا وأستراليا وأميركا.
ما أصعب رحلة وأخطرها بالنسبة لكِ؟
- لا توجد أصعب رحلة، ولكن كل رحلة تكون فيها تحدياتها والمهم هو تجاوزها والتعلم منها. ومن أقوى التحديات بعد رحلة المشي كانت مغامرة في عمان وهي النزول إلى باطن الأرض داخل كهف (مسار الفتحة السابعة إلى كهف الطاهري) حيث يصل عمقها إلى أكثر من ١٢٠م. وفي هذه المغامرة قمت بالنزول إلى الكهف بالحبال؛ ومن ثم المشي داخل الكهف المظلم جدا مسافة نحو ١١كم والذي استغرق يومًا كاملًا كما نمنا داخل الكهف ليلًا، وأكملنا المسار في اليوم الثاني. وعلى الرغم من أنها كانت مغامرة مرهقة وصعبة، فإنها كانت مثيرة ومشحونة بالأدرينالين، واستطعت التغلب على الخوف، واكتشفت فيها قوتي وقدراتي البدنية والذهنية.
وما أقرب الأماكن لكِ في بلدكِ عمان؟
- الأماكن كلها في عمان جميلة ولها طبيعتها الخاصة وتضاريسها المختلفة كالأودية والجبال والصحراء والبحر والشواطئ الكثيرة، وما زلت لم اكتشفها جميعًا، ومن الصعب أن أحدد مكانا مفضلا أو قريبا إلي.
البعض يفضل في السفر التعرف على الشعوب والثقافات وآخرون يميلون إلى الأماكن أو الأطعمة، فما الذي تحبين استكشافه عند سفرك؟
- أحب استكشاف أشياء وأماكن جديدة والتعرف على أشخاص جدد والاطلاع على ثقافات جديدة، كذلك التعرف على الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم ومطبخهم الخاص، إلى جانب التمتع بمشاهدة المناظر الطبيعية والمواقع السياحية المهمة في العالم.
في كل رحلة اكتشف في نفسي قدرات وطاقات لم أتخيل أني أمتلكها
كيف غيرت تجارب السفر والاستكشاف من شخصيتكِ ورؤيتكِ للعالم؟
- توسعت مداركي للحياة، وعززت ثقتي واستكشاف نفسي أكثر، ففي كل رحلة أو سفر اكتشف في نفسي قدرات وطاقات ومواهب ما كنت أتخيل أني أمتلكها.
ما الذي تطمحين إليه في المستقبل لكِ ولدروب؟
- أطمح من خلال سفراتي ورحلاتي؛ لأن أبرز المرأة العربية بشكل عام والمرأة العمانية بشكل خاص لقدراتها وطاقتها وإلهامها وتشجيعها لتحقيق أحلامها مهما بدت صعبة أو مستحيلة، ومن خلال الرحلات الجماعية التي أنظمها في ادروبب أسعى لتشجيع المرأة على تجربة المغامرات والرحلات والسفر في بيئة تكون مقبولة ومرتاحة فيها، وأتطلع لأن أكون قادرة على إلهام أكبر شريحة ممكنة من النساء والفتيات.