لم أتوقع أن تطول أزمة فيروس ∩كورونا∪ إلى هذا المدى!
ظننتها أسابيع قليلة، ولكنها إلى اليوم لم تنتهِ.. هذه الأزمة أثَّرت على حياة كثيرٍ من الناس، ليس المرضى فقط، ولكنها مسَّت البلد كله داخله وخارجه.
فيروس غير مرئي يهدد ملايين بل مليارات البشر، لم يفرق بين الناس: كبار السن والشباب، الأقوياء والضعفاء.
لم يفرق بين الملوك والأمراء والرؤساء وبين العامة والفقراء والبسطاء.
فيروس غير مرئي غيَّر سلوك ونمط حياة البشر.. من العمل إلى اللاعمل، من اللهو إلى اللالهو، من الديوانيات إلى اللاديوانيات، من الحفلات إلى اللاحفلات، من المطاعم والمولات إلى اللامطاعم واللامولات، من الضوضاء والإزعاج إلى الهدوء والسكون، وأحيانًا يكون السكون مخيفًا.
فسبحان مغيِّر الأحوال.
نصبِّر أنفسنا؛ لأننا مؤمنون بأن الله سيفرجها قريبًا.. إنها فترة وباء وأزمة تمر بها البلاد لأول مرة، ولكننا نحمد الله أننا في أمن وأمان في ظلّ حكامنا وحكومتنا وقياداتنا.
أيّام عصيبة وستمضي! قلقْنا فيها
وحزنّا.. وتوتّرنا؛ لأن حياتنا لم تعد مثل حياتنا السابقة، وحريتنا ليست كحريتنا السابقة، حتى تقاليد عزائنا لم تعد كما كانت منذ شهرين.
أزمة.. تعلَّمنا منها الكثير، وعرفنا أننا كنا في نعمة إلى درجة الرفاهية.
ولو قارنا هذه الأزمة نحن ∠ الكويتيين ∠ بدرس في منهج حياتنا، فسوف تكون هي الأصعب بعد العدوان العراقي الغاشم.
أيام عصيبة ستمضي وسيكون لكل شيء في حياتنا طعم ولذة وإحساس جميل: أول إشراقة شمس رغم أنها الشمس نفسها.. وأول يوم دوام .. وأول يوم مدرسة.. وأول يوم تجمع أسري!
سيكون لكل شيء في حياتنا معنى ذو قيمة.
أيّام صعبة ستمضي بإذن الله، وتصبح تجربة تعلَّمنا منها الكثير، أهمها المحافظة على النعم التي أنعمها الله علينا في هذا البلد وهي عديدة لا تحصى.. أيّام عصيبة ستمضي، وستصبح حكاوي تُحكى لأحفادنا.
في اكلمة محبةب:
االلهم بلِّغنا رمضان.. وأعنّا على صيامه وقيامهب