«حكايات من الكويت»… الاسم واحد والكتب ثلاثة… صدرت كلها في أزمنة مختلفة من كتاب مختلفين في الجنسية والتوجهات.. لكنهم اجتمعوا على حب الكويت.. بل على قص حكاياتها سواء وقت محنة الغزو أو ما بعدها.. كما اجتمعت على حكايات للإنسان والمكان والزمان.
«حكايات من الكويت»
(Narrating Kuwait- a collection of Kuwaiti short stories)..
رحلة في تفاصيل الحياة اليومية لأكثر من جيل في مجموعة قصصية تعرّف القارئ على المجتمع الكويتي عن كثب
في المجموعة القصصية «حكايات من الكويت» تحتل العائلة المقام
الأول في الحياة اليومية مع شبكة من العلاقات الأسرية الحميمة بحكايات الخطبة والزواج.. لقاء الماضي والحاضر
«حكايات من الكويت»
(Narrating Kuwait- a collection of Kuwaiti short stories) – ترجمة ليلى المالح، محمد فرغل
صدر هذا الكتاب أو المجموعة القصصية عن لجنة التأليف والتعريب والنشر التابعة لمجلس النشر العلمي في جامعة الكويت باللغة الإنجليزية من ترجمة كل من د. ليلى المالح، د. محمد فرغل من قسم اللغة الإنجليزية وآدابها في كلية الآداب في جامعة الكويت.
لقد جاء في ملخص الكتاب: اعشرون حكاية من الكويت. إنها رحلة في تفاصيل الحياة اليومية لأكثر من جيل، تستشرف أهم أحداثها، وتستنهض آمالها وتتمثل همومها ومخاوفها وتأججاتها.. في هذه المجموعة القصصية، يتعرف القارئ على المجتمع الكويتي عن كثب، حيث تحتل العائلة المقام الأول في الصيرورة اليومية، وحيث تنسج العلاقات الأسرية شبكة حميمة من الرؤى والأحداث، وحيث تنسج العلاقات الأسرية شبكة حميمة من الحكايات: حكايات الخطبة والزواج، تحاور الماضي والحاضر. كما تعرض المجموعة هموم وطن يغتصب وقلوب تنزف حزنا ودما.. وهذا ينطبق تماماً على إصدار مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت، المعنونب.
تم اختيار عشرين قصة قصيرة لأهم الكتاب الكويتيين، ومعيار الاختيار رصد هذه الحكايات العشرين ليس التوق إلى الحرية فحسب، بل التوق إلى علاقات أفضل. كما ترصد جيلا من الشباب المقبل على الحياة بدأ يرتدي الزي المغاير العصري، على الرغم من اعتراض الجيل الأكبر سنا، وبالتالي يشتد صراع الأجيال داخل العائلة الكويتية، ويشتعل التوتر بين الماضي والحاضر بكل ما يحملانه من قيم وتداعيات-على حد تعبير جريدة القبس وقت صدوره.
إذن هي عشرون حكاية من الكويت في رحلة في عالم لم يزل منغلقاً على العديد من القراء الغربيين أو الناطقين بالإنجليزية ممن لم يتسن لهم الولوج إليه؛ لأن ما ترجم من الأدب الكويتي الذي يعكس الروح الكويتية إلى لغة أجنبية لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. فصار هذا الكتاب رحلة في تفاصيل الحياة اليومية الكويتية عبر أكثر من جيل.
ما يميز هذا الكتاب، أو هذه المجموعة القصصية غياب وصف الطبيعة بشكل عـام، والالتفات بدلا عن ذلك إلى الفضاء الداخلي للبيت الكويتي.. فالمكان له أهمية كبيرة فيها. كما يكتب عنه الروائي والكاتب طالب الرفاعي في جريدة الجريدة بأنك قد لا تسمع صوت الريح، أو وقع حبات المطر، غير أنك ستسمع دون شك أصوات أفراد العائلة تترامى أصداؤها في أرجاء البيت المختلفة، منبئة بدفء العلاقات الإنسانية الحميمة. ولا يوحي الانكفاء إلى الداخل واللملمة العائلية، وتشرنق الأقــارب والأصحاب غياب لمسة تهكم أو همسة سخرية، فالتهكم يطول الوقار الاجتماعي المزيف والنفاق السياسي والسقوط الأخلاقي والحرمان.
تعكس هذه المجموعة القصصية طيفاً واسعاً من نبض الحياة في الكويت خلال العقود الثلاثة الماضية، مما يجعلها مصدراً ثرياً للتعرف على قضايا وهموم هذه الرقعة من العالم، سواء للقارئ المحلي أو الأجنبي. وعلى الرغم من النقد اللاذع أحياناً، فإن ما يجمع هذه القصص دائماً هو محبة هذا الوطن – الكويت.
يذكر أن الكتاب يحوي ترجمة لعشرين قصة قصيرة كويتية بأهم الأقلام الكويتية من أمثال فهد الدويري، إسماعيل فهد إسماعيل، سليمان الشطي، عبد العزيز السريع، سليمان الخليفي، ليلى العثمان، وليد الرجيب، فاطمة يوسف العلي، فوزية الشويش وغيرهم، مع مقدمة بقلم الدكتور بروس سي ميري ولوحات لفنانين تشكيليين كويتيين، بتوافق جميل بين الفن القصصي والفن التشكيلي. في حين أن القصص، ومن خلال مختلف المدارس الأسلوبية، قد سلطات الضوء على أهم قضايا المجتمع الكويتي بهمومه وآماله وأحلام شبابه وأخيراً بمحبته التي تشكل السمة الجامعة لقصص المجموعة.
«حكايات من الكويت» - عبد الله النوري
حكايات واقعية ليست هي بأساطير وإن كانت عند البعض ممن لم يدركوا زمنها تشبه الأساطير
هذا الكتاب يحكي عن أجداد وآباء الكويت القديمة.. لذلك يقدمه الكاتب عبد الله النوري بالقول: هذه حكايات عن أهل بلدنا (الكويت) حكايات واقعية ليست هي بأساطير، وإن كانت عند البعض ممن لم يدركوا زمنها تشبه الأساطير، حكايات عايشت بعضها، وسمعت بعضها ممن عايشها أو وقعت له، أو حدثت لأحد من أصوله أو فروع عائلته، أو كان رواها عن أحدهم.
ثم يقدم كتابه قائلاً:
فإليكم أيها المواطنون الكرام، هذه الحكايات عن الآباء والأجداد، أرجو أن تكون فيها العبرة والدرس، وأن تكون فيها الأسوة الخيرة لمن أحب فعل الخير.
من حكايات المجموعة.. حمدي الذي رفض مغادرة الكويت وقت الغزو.. فتحوّل منزله إلى مأوى كبير للطيور والحيوانات.. أمانة عنده!
«حكايات من الكويت» – محمد المنسي قنديل
هذا الكتاب كتبه الكاتب الصحافي المصري الذي عمل وعاش في الكويت، وأحبها فكتب عنها كتابه هذا الذي نشرته مجلة العربي في إصدار خاص هدية للعدد 221.. وهو مجموعة قصصية بحكم أنه كاتب قصصي أو روائي أيضاً.. وقد عبرت عن هذه القصص أو الحكايات رسوم صباح كلا.
مما كتبه الكاتب عن الكويت أيام الغزو والاحتلال حكاية رواها له رجل عايشها بنفسه، وهو زميل له في مجلة العربي اسمه حمدي أبوزيد، ويعمل مديرًا ماليًا للمجلة:
اكان حمدي واحدًا من الذين رفضوا مغادرة الكويت وقت الغزو، لقد فضَّل أن يعيش مع رفاقه وأصدقائه، رغم أن الظروف كانت بالغة الخطورة، كان الطعام شحيحًا، وجنود الغزو يقتلون ويقبضون على الناس لمجرد الشبهة، ومع ذلك فضل البقاء، وفي ذات يوم فوجئ حمدي بمن يطرق على باب بيته، كان القادم أحد الأصدقاء، يحمل في يده قفصًا مليئًا بعصافير الجنة الزاهية الألوان، قال: أنا مسافر اليوم، لم تعد الكويت آمنة علي ولا على أولادي، ولكني لا أستطيع أن آخذ هذه الطيور معي، ولا أستطيع أن أتركها تموت جوعًا.. لذلك جئت بها إليك لتقوم برعايتها.. دُهش حمدي من هذا الطلب، لم يكن قد اقتنى طيورًا أو حيوانات من قبل، ولكنه لم يستطع أن يرفض استضافة هذه الطيور المستأنسة، فهو يعرف أنها لو تركت، أو حتى أطلق سراحها فسوف تموت، لذلك أخذ القفص وودَّع صديقه، ووضع الطيور في أحد الأركان، وانتظر أن تغني، فلم تغن، كان الزمن صعبًا على الجميع…! ولا يدري حمدي كيف انتشر الخبر، فبعد أيام قليلة فوجئ بزائر آخر يحمل قفصًا فيه ببغاء ملون، يرجو منه أن يقبله حتى لا يموت بسبب رحيله، وفي يوم آخر جاء قفص فيه مجموعة طيور الكناري الصفراء، ثم جاءت سلحفاة ظهرها مطلي بالألوان، وقطة فارسية بيضاء وأطرافها سوداء، وكلب صغير ذو فراء كثيف، ظل جالسًا في أحد الأركان خائفًا من القطة. تحوّل بيت أبوزيد إلى حديقة حيوانات صغيرة، وكانت المشكلة التي تواجه حمدي كل صباح.. كيف يطعم كل هذه المخلوقات البريئة وهو لا يجد طعامًا لنفسه؟ كانت نقوده قد نفدت منذ زمن، واختفت الأطعمة من الأسواق والمحلات، وبدأت الطيور التي كان صوتها خافتًا تصدر أصواتًا عالية، وتتحرك في عصبية لتعبر عن جوعهاب.