البوليميا.. فوضى الشراهة في الأكل.. ونظام علاجي
إن الإنسان العادي هو من يتناول غذاءه اليومي بتعقل واتقان بحيث يتناول ما يحتاج اليه الجسم من عناصر غذائية كاملة لكي يستطيع مزاولة نشاطه وأعماله وفي نفس الوقت يقاوم الإصابة بأمراض سوء التغذية ويعمل جهازه المناعي بقوة ونشاط، ولكن بعض الأفراد يعانون من الشراهة في تناول الأكل.
البوليميا Bulimia
هو اضطراب في عادات الأكل يميل فيها الفرد إلى تناول الطعام بإفراط وبشراهة، ويقصد بالشراهة تناول كميات كبيرة من الطعام في زمن قصير على الرغم من الشعور بالشبع وعدم الحاجة لتناول الطعام ثم يتبعه بعملية التفريغ أو التطهير.
التفريغ أو التطهير
هو محاولة التخلص من الغذاء المتناول بكميات كبيرة إما عن طريق التقيؤ الذاتي أو عن طريق تناول المسهلات أو الحقن الشرجية.
هل هذا المرض وراثي؟
فعلا تختلف حدة هذا المرض عند الشخص، فعندما يكون له قريب من الدرجة الأولى يعاني من الشراهة في الأكل أي مصاب بهذه الحالة تكون نسبة العامل الوراثي من 30 – 70٪.
ما أسباب البوليميا؟
– الضغوط النفسية تؤدي إلى الأكل القهري.
– الاضطرابات العاطفية.
– ضعف الثقة بالنفس.
– حب المحافظة على الوزن والتمتع بالرشاقة.
– الإصابة بالسمنة والرغبة في التخلص منها بأي طريقة.
– وجود اضطراب هرموني وخصوصا تعطل هرمون السيرتونين.
– فرط نشاط الغدة الدرقية.
– مرض السكري.
– تأثير بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب وتناول الكورتيزون لعلاج بعض الحالات المرضية وهذه الأدوية تعمل على إدخال سكر الدم إلى الخلايا مما يجعل نسبته تقل في الدم وبالتالي يرسل المخ إشارات الإحساس بالجوع.
– في حالة وجود تكيس في المبايض عند بعض النساء يؤدي إلى وجود شهية مضطربة خصوصا مع الحلويات والكربوهيدرات عموما وكذلك الدهون.
– عوامل وراثية تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض.
– وجود نقص في مستوى الحامض الأميني تربتوفان في الدماغ يعتبر أحد الأسباب، وذلك لأن نقص التربتوفان يؤدي إلى نقص تصنيع هرمون السيرتونين (هرمون السعادة) وبالتالي يصاب الإنسان باكتئاب أو حزن يؤدي إلى النهم في الأكل.
– أحياناً اتباع أنظمة غذائية قاسية لفترة طويلة يؤدي إلى حدوث العكس وتناول الطعام بنهم أو العزوف عن الأكل.
– النظر إلى عارضات الأزياء أو قراءة مجلات الموضة أحد الأسباب.
العلامات أو الأعراض التي تدل على الإصابة بالبوليميا
– أن يكون الإنسان خائفا باستمرار من زيادة الوزن.
– تناول الطعام بكميات كبيرة وأكثر من المألوف والتخلص منها بالقيء.
– القلق الدائم حول المظهر الخارجي ولذلك لا يريد أن يحتفظ بالأكل في معدته.
– انشغال التفكير دائماً بالطعام.
– إجبار النفْس على التقيؤ.
– استخدام الملينات ومدرات البول والحقن الشرجية بعد تناول الطعام دون الحاجة إليها.
– الإفراط في استخدام الأعشاب الملينة.
– قد يحدث نتيجة الإفراط في تناول الأكل والتخلص منه تعرق اليدين والقدمين.
تحديد درجة الشراهة
تحدد درجة الشراهة في تناول الأكل وفقاً لعدد مرات إفراغ المعدة خلال اليوم أو الأسبوع.
ما أضرار ومضاعفات البوليميا؟
– قد يُصاب الإنسان بالجفاف.
– حدوث مشكلات في الجهاز الهضمي وألم في المعدة.
– يؤدي إلى القلق الدائم والإصابة بالاكتئاب.
– نقص المغذيات في جسم الإنسان ولذلك يحدث نقص في الفيتامينات والأملاح المعدنية التي يحتاج اليها جسم الإنسان وبالتالي تتدهور صحة الإنسان ويصاب بأمراض كثيرة.
– حدوث أنيميا والشعور بالغثيان والدوخة والبرودة.
– حدوث مشاكل في القلب وعدم انتظام النبض.
– التفكير في الانتحار أحياناً.
نظام علاجي
- شرب كميات كبيرة من الماء لكي تعطي إشارة إلى المخ بالشبع.
- شحن النفس بالطاقة الايجابية.
- البعد عن أنظمة الغذاء التي تستخدم للتخسيس وتكون غير صحية، وقاسية لأن انعكاساتها تكون ضارة.
- تجنب الحديث عن الوزن وعن الرشاقة.
- يجب علاج الاكتئاب عند متخصص.
- يجب البعد عن القلق والتخلص منه.
- الثقافة الغذائية ومعرفة ضرر هذا المرض على الصحة والتفكير والذاكرة.
- يجب أن يحصل الفرد على عدد من ساعات نوم كافية لأن ذلك يعمل على استعادة التوازن الهرموني.
- طريقة تناول الطعام وإعادة النظر في قائمة الطعام، فيجب البدء عند الأكل بتناول الشوربة ثم السلطة ثم الطبق الرئيسي.
- من المهم أن يتلذذ أو يتمتع الفرد بالأكل والأكل ببطء والمضغ الجيد لكي تعطي فرصة للمخ بإرسال إشارة بالشبع.
- يجب تناول إفطار جيد لتجنب الجوع طوال اليوم، ولذلك لا بد من الوعي والإدراك فيما يخص الطعام والأكل والتعامل مع الأسباب قبل أن يتفاقم الأمر وتصاب بالشراهة في الأكل.
