تحقيقات
أخر الأخبار

التعليم عن بُعد.. نظرة من قُرب

الاستشارية النفسية «منـى المـطــيــــــــــــري»:
التعليم عـن بُعد.. تحدِّيـاتٌ قــادمــــــــــــــة والتكيُّـف يُحوّلها إلى فـرص

 

من وجهة نظر نفسية لكن لها أبعاد اجتماعية واقتصادية وتعليمية أبعد، تصف لنا الاستشارية النفسية بمكتب الإنماء الاجتماعي “منى فجحان هلال المطيري” (وصفة) مركزة لإيجابيات وسلبيات أو كما تسميها “تحديات” التعليم عن بُعد.
التعليم عن بُعد.. واجبات مدرسية وواجبات أبوية وبينها تحديات

تبدأ قائلة:
التعليم عن بُعد في بداية أزمة كورونا كان بمثابة عملية استكمال الفصل الدراسي الأول، كما كان حلاً لتنشيط عملية التعليم وتثبيت معلومات تم شرحها في الفصل قبل تعليق الدراسة.. ومن وجهة نظري كان التعليم في حالة أزمة لفترة محدودة.. لذلك، فيمكن تلخيص سمات التعليم عن بُعد من الناحية الإيجابية بالنسبة للطلاب والمؤسسات التعليمية فيما يلي:

4 إيجابيات للتعليم عن بُعد وقت الأزمة.. وماذا بعد الأزمة؟!

• المرونة المتاحة في الوقت والمكان (بالنسبة لطلاب الجامعة).. ففي أي بلد يستطيع الطالب الاستماع للمحاضرة، وبإمكانه الانضمام إلى الكورس والبدء في التعلم.
• التعليم عن بُعد يوفر المال، بالنسبة للتعليم الجامعي.
• يقلل الوقت الذي يهدر في المواصلات وإيجاد مواقف للسيارات.
• يقلل مشاكل التنمر والعنف المدرسي، سواء بين الطلبة أو بين الطلبة والمدرسين أو من قبل المدرسين تجاه الطلبة.

6 تحديات كبيرة للتعليم عن بُعد للعام الدراسي الجديد!

التعليم عن بُعد.. تحديات كثيرة
أما في المرحلة الانتقالية وبداية العام الدراسي الجديد، فترى “منى المطيري” أن التعليم عن بُعد سيواجه الكثير من التحديات المتعلقة بالطلاب، سواء فيما يخص الأعداد الكثيرة وأسلوب متابعتهم، فيما يخص نوعيات المواد الدراسية، أو فيما يخص طريقة التحكم في شرح المواد، مع طرق وإمكانيات جذب انتباه الطلاب.

التعليم عن بعد بحاجة إلى دافعية عالية للتعلم ومهارات تنظيم الوقت والالتزام بالدراسة

ومن هذه التحديات:
• التشويش سيكون أعلى في حالة التعليم عن بعد، فالمدرس في الفصل يستطيع جذب انتباه الطالب وتوجيه تركيزه إلى الشرح بالتفاعل المباشر.
• المراقبة والتوجيه المباشر للطلاب يساعدان على اكتشاف نقاط الضعف عندهم وتحسينها وتقويتها.
• الحاجة إلى دافعية عالية للتعلم ومهارات تنظيم الوقت، والالتزام بوقت الدراسة.
• الحاجة إلى مهارات عالية في استخدام التكنولوجيا.
• التركيز على الجانب النظري بعيدًا عن الجانب العملي.
• إساءة استخدام التكنولوجيا.

الحلول للصعوبات والتحديات المتوقعة
لكن وجود تلك التحديات المرتبطة بتطبيق التعليم عن بعد، لا يمنع السيدة “منى المطيري” من تقديم الحلول العملية المقترحة لمواجهة مثل هذه التحديات.. ومنها:
• الحرص على تجهيز جهاز كمبيوتر، والتأكد من سلامة أجزاء الشاشة والسماعة، والتأكد من أنه يعمل على التواصل الجيد.
• التأكد من فاعلية الشبكة.
• التأكد من سلامة الإرسال والاستقبال.
• في حال صعوبة توفير أجهزة كافية لجميع أبناء الأسرة، فمن الممكن أن يتفق عدد لا يقل عن ثلاثة طلاب ولا يزيد عن خمسة طلاب في بيت أحدهم.
• تحديد غرفة أو مكان يسمح بتحقيق التباعد الجسدي بينهم، مع تقاسمهم شاشة واحدة بينهم.
• يفضل أن يكون الاتفاق بين أولياء أمور الطلاب، بحيث تكون متابعة الدرس من بين عائلة يكون ولي الأمر فيها متواجد، للتأكد من متابعتهم للدروس المشروحة، وبذلك نقضي على عامل العزلة التي قد يسببها التعليم الالكتروني.
• لتشجيع التفاعل بين الطلاب والمعلم، يفضل استخدام التعليم النظري الممزوج بالتجارب العملية.

دعم عملية التعليم.. من الواجبات إلى التفاعلات
وتقدم الاستشارية النفسية “منى المطيري” حلولاً أخرى على جانب مهم من الناحية العملية لدعم أو تدعيم العملية التعليمية.. ومنها:
• تحديد الواجبات الأسبوعية.
• تخصيص حصص دراسية للتفاعل المباشر بين الطلاب والمعلم، وإعطاء الطلاب فرصة للنقاش والمشاركة بعد الشرح للدرس، وبذلك يتم تقييم سير عملية التعليم.
• يفضل أن يشمل أسلوب التعليم أنشطة تفاعلية، تصور وترسل إلى الجميع في الفصل، لأنها تساهم في تثبيت المعلومات النظرية.
وتضيف:
أتوقع أن تكون الدروس مسجلة، حتى يعاد الاستماع إليها.. كما أفضل أن يشرف المدرس على التأكد من تواجد الطلاب بالوقت المناسب أمام الشاشة وقبل بداية الشرح وبعده، وذلك بهدف التأكد من فهم الطلاب للشرح، وكذا الإجابة عن استفساراتهم.

لنشجع الدافعية الذاتية للتعلُّم لدى أولادنا لأجل تكيّفهم النفسي مع تحديات التعليم عن بعد

تحديات.. تتحول إلى فرص
ثم نصل مع “منى المطيري” إلى ما سنواجهه جميعا من تحديات: آباء وأمهات.. طلاب أو معلمون أو أستاذة جامعيون، كما ترى هي، فجميعنا سيواجه تحديات معينة في المرحلة القادمة، ولابد من التكيف معها ومحاولة التغلب عليها كي تتحول إلى فرص للأفضل لنا جميعا.
ومن طرق التكيف النفسية مع هذه التحديات التي تقترحها:
– تشجيع الدافعية الذاتية للتعلم لدى أولادنا.
– بيان أن المسألة مؤقتة، وأنه يجب استغلالها بقضاء أوقاتنا بشكل صحيح.
– الاستفادة من البرامج التعليمية المقدمة.
– على أولياء الأمور استغلال الفرصة لأجل تشجيع صفات إيجابية ممكن أن تنبع من تجربة التعليم الالكتروني.. ومنها:

الاستقلالية والقدرة على الاعتماد على النفس لدى الطالب يزيدان من كفاءته العلمية والشخصية بشكل عام

• التنظيم والتوجيه الذاتي، أي أن الطالب يعتمد على نفسه في تحديد أوقات الدراسة وتنظيم جدوله اليومي، والاعتماد على نفسه في الاستماع الي الدروس والمتابعة والكتابة، اي يستخدم حواسه أكثر، ولا يعتمد على زميله او مدرسته في تدوين الملاحظات، كما أن تكرار الدرس الذي يستخدمه لتدوين الملاحظات يساعده على تثبيت المعلومات.
• تحسين قدراتهم في سن مبكرة على استخدام التكنولوجيا.
• الاستقلالية والقدرة على الاعتماد على النفس يزيدان من كفاءتهم العلمية والشخصية بشكل عام.

مقترحات تساهم في تسهيل عملية التعليم الالكتروني:
• الحرص على تنظيم أوقات النوم والاستيقاظ صباحا، أي الحرص على إعداد جدول نوم منتظم.
• السيطرة على أية مسببات للإزعاج والتشتت، ونقترح تخصيص مكان هادئ بتهوية كافية وإضاءة مريحة للعين، والجلوس على كراسي مريحة.
• تحديد وقت لحل الواجبات يوميا، مثلما كان الأمر في الفترة التي سبقت “كورونا”.
• عمل وسائل تعليمية فيها بعض القواعد الأساسية التي تخص بعض المواد مثل الرياضيات أو اللغة العربية.
• تخصيص وقت للحركة وعمل التمارين الرياضية، للتقليل من ألم الظهر والتقليل من مخاطر الجلوس لفترة طويلة على الكراسي.
• تخصيص حصص للرياضة البدنية بين الحصص الدراسية لمدة ١٥ دقيقة، وذلك بهدف تحريك الدورة الدموية والقضاء على الألم الناتج من طول فترة الجلوس.
• هناك تمارين للعين معينة، للتقليل من تعب وإجهاد العينين الناتج عن كثرة التحديق في الشاشة.. وبالتالي، يرجى الرجوع إلى طبيب عيون متخصص؛ لأن العيون تجف وتتعب من كثرة الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق