بعد الحروب والغزو.. كيف ننتصر في معاركنا النفسية؟ تحرير الـقـلـب بعد تحرير الأرض.. في 6 ينابيع للشفـاء

صدمة الحرب هي الضيق النفسي والمعاناة العاطفية التي يعانيها الأفراد نتيجة التعرض لأحداث صادمة خلال أوقات الحرب، مثل كونهم ضحايا للعنف، أو التسبب في إيذاء الآخرين، أو فقدان أحبائهم بسبب الصراع، فكيف نشفى من صدمات الحروب.. نفسيا؟
تُعرف المشاعر المرتبطة بعنف الحروب والصراعات المسلحة باسم «صدمة الحرب».. فتؤدي إلى عواقب طويلة الأمد على الصحة العقلية والرفاهية النفسية للشخص!
تجربة مؤلمة.. وعواقب طويلة الأمد!
تعتبر أي تجربة مؤلمة ناجمة عن صراع عسكري صدمة حرب، ويمكن أن تؤدي جميع صدمات الحرب إلى اضطرابات في الصحة العقلية مثل كرب ما بعد الصدمة، حيث تُعرف المشاعر والظروف المرتبطة بعنف الحروب والصراعات المسلحة أو الغزو باسم “صدمة الحرب” ويمكن أن تؤدي إلى عواقب طويلة الأمد على الصحة العقلية والرفاهية النفسية للشخص، حسب تعريف دراسة كتبتها سارة فيلدينج في موقع شارلي هيلث، وحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية عام 2019، يعاني 22% من الأشخاص الذين يعيشون في مناطق الصراع من اضطراب الصحة العقلية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق أو الاكتئاب.. بالنسبة لـ9% من الناس، تكون الحالة متوسطة إلى شديدة.. فيما يلي بعض الحالات الصحية العقلية التي تنبع عادةً من صدمة دافئة:
إذن، ما صدمة الحرب؟
ببساطة، إنها عبارة شاملة تغطي أي حدث صادم يتعرض له الشخص أثناء الاستعداد للحرب أو العيش فيها أو الخدمة فيها، يشعر الكبار والأطفال على حد سواء بتأثير الحرب.
مثل أي تجربة مؤلمة دائمة يمكن أن تتخذ صدمة الحرب أشكالاً عديدة سواء للجنود أو المدنيين
ما الذي يُسبب صدمة الحرب؟
مثل أي تجربة مؤلمة دائمة، يمكن أن تتخذ صدمة الحرب أشكالاً عديدة سواء للجنود أو المدنيين، وفقًا لهانسن والدكتور جيم جاكسون، خبير الصدمات وأستاذ الطب في مركز فاندربيلت الطبي، فإن أسباب صدمة الحرب تشمل:
- مشاهدة الحرب بالعين، تجربة قتالية مباشرة، رؤية أشخاص مصابين أو مشوهين أو مقتولين.
- إلحاق الألم أو قتل شخص آخر، إعطاء أوامر تؤدي إلى ألم أو وفاة أشخاص آخرين.
تقول كيفا هاربر، وهي عاملة اجتماعية سريرية مرخصة وأستاذة مشاركة متخصصة في علاج الصدمات: “قد تحدث هذه الصدمات أثناء التدريب أو أثناء النشر”، يمكن لمجموعة من العوامل تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من صدمة حرب ومدى تأثيرها عليه.
كرب ما بعد الصدمة.. بين الخدر في المشاعر.. والغضب
اضطراب ما بعد الصدمة هو اضطراب نفسي ينبع من المرور أو حتى التعرف على حدث صادم واحد أو أكثر، وتشمل بعض أعراضه: خدر عاطفي، صعوبات في الإدراك والذاكرة، الانفصال، انخفاض أو انعدام المتعة للأشياء التي استمتعنا بها سابقًا، ألم جسدي مثل الصداع، النسيان، الغضب، التشتت في التركيز، الاكتئاب، والقلق العام.
كيف نشفى من صدمات الحروب؟
لعلاج صدمة الحرب أو كرب ما بعد الصدمة أساليب أو مدارس علاجية متعددة، منها: يمكن العلاج المعرفي للصدمة (CPT)، والعلاج بالتعرض المطول (PE)، وإزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR) العلاج المعرفي السلوكي (CBT)، وغيرها من العلاجات التي تساعد بالفعل في تخفيف الكثير من أعراض الصدمة أو كرب ما بعد الصدمة.
6 ينابيع للشفاء من صدمات الحروب
تقترح هذه المنابع للشفاء الستة المعالجة النفسية والكاتبة مع الجمعية الأميركية للعلاج النفسي APA الدكتورة ثيما اسز بريانت، حيث تقول: يمر جميعنا بأيام نشعر فيها وكأننا بالكاد ننجو من جراح الصدمة الجماعية، لكن هناك شفاء، من خلال:
النبع الأول: مواجهة الحقيقة
يجب أن نواجه حقيقة جراحنا للشفاء، لن ينقذنا الإنكار، بل الاعتراف بالحقيقة والتعامل معها بالعلاج أولى خطوات الشفاء.
النبع الثاني: تحرير قلبك!
يجب أن نرفض التنشئة الاجتماعية التي علمتنا الانفصال عن أنفسنا، والتي علمتنا أن مجتمعاتنا لا تستحق دموعنا، وأننا لا نبرر غضبنا، وأننا لا نستطيع تحمل رفاهية الاكتئاب حتى مع حملنا ثقل اليأس.
النبع الثالث: التداوي الجماعي
الحقيقة هي أننا نتداوى معًا، يعلمنا القمع والحرب المنافسة، وضيق الأفق، وعدم الثقة، والفردية، والهدف من الحصول على السلطة على الآخرين، لذلك نحتاج إلى تلاوة لغة الحب للوطن والأرض والناس.
النبع الرابع: رعاية الذات
إن القهر يعلمنا أن مقاييس جدارتنا تكمن في عملنا وإنجازنا، بينما نحتاج في صدمات الحروب إلى أن نرعى ذواتنا، ونقدرها ونعمل على شفائها.. فاضحك بصوت عالٍ، احلم، اكتب يومياتك، تخيل، فأنت كافٍ.
النبع الخامس: الإبداع
نحن نتحول، بل نتغير، بل نشفى في أي عملية إبداع أو صنع الفن، فاستفد من الفوائد الصحية النفسية للفن، قلل من توترك، أعد الاتصال بروحك، اكتب، ارسم.. اعزف.. لوّن.. صمّم.
النبع السادس: التمسك بثقافتنا
إن القمع يحاول محو الثقافة واللغة والتقاليد والقوة والمصدر والجذور، ولكي نحرر أنفسنا، يتعين علينا استعادة حكمتنا الثقافية، فالثقافة ثروة، فاستعد روحانيتك وحكمتك الثقافية، وتأمل جمالك، وتأمل في انعكاس أحلام أسلافك.