حياتنا أحلي
أخر الأخبار

دلال الجناعي: تسوقي.. تريضي.. وتواصلي.. لترفعي هرمون السعادة!

 

كل واحد منا يبحث عن السعادة في حياته، سواء كانت حياته الخاصة أو الزوجية، ورغم تعدد الطرق التي نعتمدها للوصول إلى ذلك، فإنها تبقى ناقصة وتحتاج إلى فهم أعمق للأمور، ولذلك التقت “أسرتي” المدربة وصاحبة شركة “انسجام” المهندسة دلال الجناعي التي تعرفنا على مفاهيم السعادة وحب الذات.

من خلال خبرتك.. ما الأخطاء التي تجعل المرأة تفقد نفسها؟ في المقابل كيف تشتري أو تسترجع نفسها من جديد؟

– نبدأ ببيولوجية المرأة، تعلمنا الأمور كثيرة عن كيفية تعامل المرأة مع نفسها على الوجه الأمثل، هناك الكثير من الهرمونات تتحكم في النساء بشكل كبير، مثل هرمون الاستروجين، هرمون التستستروين، هرمون البروجسترون الدوبامين وغيرها، ولكن لديها أيضا الهرمون السحري هو هرمون الأوكسيتوسين وهو هرمون السعادة والتواصل، وهذا يعني أن المرأة تظهر سعادتها عندنا تكون سعيدة بتواصلها مع حياتها والآخرين، عندما تشعر بأنها ليست وحيدة أو مكروهة.

هرمون التوتر ينطلق
كأنه سم، يسبب ربكة في هدوء المرأة

وعندما تكون المرأة في عملها يرتفع لديها هرمون التستستروين وهو هرمون الذكورة ويرتفع أيضا هرمون الكورتيزول وهو هرمون التوتر وبالتالي ينخفض هرمون الأوكسيتوسين، وهنا عندما يرتفع هرمون التوتر يدخل جسدنا كأنه سم، يسبب ربكة في هدوء المرأة وجهازها المناعي والجهاز الهضمي وهو خطر على المرأة، ولذلك أنصح كل مرأة عاملة أو واقعة تحت ضغوط أنها عندما تخرج من عملها أو تفصل نفسها عن الضغط، أن تُشعر نفسها بالتواصل مع الآخرين الذين يمنحونها الإحساس بالأمان، فكونها تلقى أحضان أبنائها أو زوجها وأفراد أسرتها فهذا يساعد المرأة على رفع هرمون الأوكسيتوسين مرة أخرى، كما ثبت أن عملية تسوق المرأة يرفع هذا الهرمون لديها أيضا، و تواجدها في ناد صحي للاسترخاء أو ممارسة نوع من الرياضة المفضلة لديها، أو تواجدها في نادي للقراءة، حيث إنه من المهم أن تتواصل مع الآخرين الذين تشعر بنفسها معهم.
المرأة لا بد أن تتذكر دائما أنها امرأة، وأن تتعامل مع نفسها في إطار الأنوثة وليست الذكورة، عليها أن تحافظ على التوازن في حياتها، وليس عليها أن تضع نفسها في ذيل قائمة الأولويات، ولا تنسى نفسها للمحافظة على هدوئها الداخلي.

ما مفتاح وصول المرأة للسعادة؟

– حين تعرف المرأة كيف تحب نفسها وتقدر ذاتها بالشكل الصحيح ستصل للسعادة، فحياتنا عبارة عن مجموعة من العلاقات، ولكي ننجح في كل علاقتنا الإنسانية، يجب أولاً أن نبني علاقة صحيحة ومتزنة وقوية مع ذواتنا، وبالتالي نستطيع تكوين علاقات ناجحة مع الآخرين.

كيف تحب المرأة نفسها من دون أنانية؟

– أن تبني ثقتها بنفسها وتتقبل ذاتها بكل ما فيها من مميزات وعيوب، فيكون حوارها مع ذاتها جميلا ولطيفا، وتؤمن بأنها جميلة قلبا وقالبا وأنها إنسانة مميزة تهتم بصحتها، وتحاول في الوقت ذاته أن تكون لها أولوية لنفسها في حياتها، فتخصص وقتا يوميا لنفسها لتهتم بذاتها وتنميها، وتعمل دوما على تطوير ذاتها للأفضل.

ما حاجتها في هذه الحالة لبناء علاقات مع الآخرين؟

– حين ننادي بأن تحب المرأة نفسها بشكل صحيح وتقدر ذاتها، فهذا لا يعني أنها في غنى عن الآخرين، لأن جزءاً من هذه السعادة والاتزان يكتمل بعلاقاتها الجيدة مع من حولها.

(حب الذات) مفهوم يخيف البعض لماذا؟

– هذا نتيجة لفهم خاطئ بني على موروثات ومعتقدات خاطئة، فلقد تعلمنا أن نربط بين الحب والتضحية والبذل والإيثار، وأن هذا هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه العلاقات، وهذا غير صحيح، فنحن مطالبون أولا بأن نعتني بأنفسنا ونحبها، ومن ثم سنعرف كيف نحب الآخرين لنكون علاقات متوازنة معهم.

ما حدود التضحية حتى لا يصل الشخص للاستغلال أو الندم؟

– لا بد أن يعرف الإنسان نفسه قيمه ومعتقداته وهدفه من كل علاقة، حتى يستطيع الشخص رسم حدود للتضحية، ففي بعض العلاقات حين تتفوق العاطفة والحب على العقل تتعدى التضحية الحدود، وتعطي فرصة للوصول للاستغلال. فحين يعرف الإنسان ذاته، سيعرف متى يضحي ولمن يضحي بالدرجة الصحيحة، وفي المقابل هناك بعض الأشخاص يضعون حدوداً مبالغاً فيها بشأن التضحية أيضاً، تؤثر في العلاقة وقد تفسدها تماماً، وهذا بسبب تألم أو جروح وتجارب سلبية تعرضوا لها في الماضي.

الشخص الذي يضحي وهو يضع في باله أنه سيحصل على الحب.. لديه خلل!

هل الحب يمكن أن يكون ثمنا للتضحية؟

– الحب الحقيقي لا يكون مشروطاً، فحين نضع الحب ثمناً للتضحية من دون أن يكون هناك تقدير حقيقي، لا يمكن أن يكون هذا حباً بل تظاهر بالحب، والشخص الذي يضحي وهو يضع في باله أنه سيحصل على الحب مقابل تضحيته، بالتأكيد لديه خلل في ثقته بنفسه وتقديره لذاته.
لا بد أن تتعرف المرأة إلى ذاتها، للوصول للتوازن في حياتها، والتضحية درجات وأنواع، كما يجب التمييز على مستوى الأشخاص الذين نقدم لهم التضحية، فحتى تكون العلاقة متوازنة يجب أن يكون طرفاها رابحين أو ما نطلق عليه win-win situations.

هل صحيح أن مواقع التواصل الاجتماعي علمتنا (هوس المقارنة)؟ وما الحل؟

– المقارنة موجودة عند الجنسين المرأة والرجل، ويدخل فيها الكثير من الأمور وهي نوعين من المقارنة، الأولى الأشخاص الذين يقارنون أنفسهم بمن أعلى منهم، خاصة أننا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي نرى صورا مختلفة ولكنها ناقصة، لا تعطينا الصورة الكاملة، ومشكلة هذا النوع من المقارنة أننا لا نعلم ماذا وراء الصورة التي نراها؟، لا نعلم ما هي حقيقة أو طبيعة حياة هذا الشخص الذي نراه أفضل منا؟، وهنا نشعر بالنقص وعدم الرضا، ونكون قد ظلمنا أنفسنا وظلمنا من حولنا أيضا، وفي الحقيقة كل منا له رحلته الخاصة به في حياته، لا بد أن نبتعد عن المثالية في الحياة لكي يرتفع لدينا قيمة الاستحقاق.
أما النوع الثاني من المقارنة فهو المقارنة للأسفل مثل أن نقول على الأقل أنا أفضل من فلانة التي ليس لديها كذا، وأحيانا نربط ذلك بقول الحمد لله، وفي الحقيقة إن حمدا لله وشكره على نعمه يجب ألا ترتبط بالمقارنة بأحد، قيمة الحمد والشكر لله هي أساسية في حياتنا ويجب ألا نربطها بسلوك مثل المقارنة.
هوس المقارنة نتعامل معه بالوعي، لا بد أن نكون حريصين مع أنفسنا حتى لا نسقط في فخ المقارنة، فإذا وجدنا أننا على حافة السقوط به فلا بد أن ندير أفكارنا ونقف أمام أي مجال للمقارنة بيننا وبين الآخرين.

من نصائحك للمرأة (تهاوشي صح).. كيف ذلك؟

لا أود أن تدخل المرأة في خلافات أو معارك مع الآخرين لأن ذلك يؤثر عليها، ولكن أحيانا يتطلب الأمر أن تواجه المرأة مثل هذا المواقف، وهنا لا أرضى أن تكون المرأة ضعيفة أو يؤكل حقها، ولا أرضى أن تكذب المرأة على نفسها بقولها أنا طيبة وبالتالي تتغاضى عن أذية الآخرين لها، لذلك من نصائحي للمرأة انه أثناء النقاش الحاد، لا يكون النقاش عاطفيا، أحيانا يتحول النقاش إلى الطريقة العاطفية التي يجعلها تنجرف بعواطفها ويضيع الموضوع وتنسى ما تريده، لذلك لا بد أن نضع حداً لأي خلاف بطريقة صحيحة، ولا تجعل عواطفها في موقف الخلافات تسيطر عليها ويضيع حقها.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق