رحلة نجاح المليونيرة العصامية.. بدأت بـ 16 ألف دولار وتعدت المليار هدى قطان بدأت ببيع الرموش.. وانتهت بأهم إمبراطورية تجميل عربية!

الرموش الصناعية..
كانت بداية الإمبراطورية
لم يعد تأثير رائدة الأعمال الأميركية ذات الأصول العراقية هدى قطان البالغة من العمر 40 عامًا مقتصًرا على عالم التجميل الذي تبرع في صناعته فقط، بل أصبحت أيضًا حديث العالم بسبب موقفها الداعم للقضية الفلسطينية بشكل عام والمندد بشدة بالكيان الصهيوني بسبب المجازر التي يرتكبها في حق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
زاد من عدوانية المعارضين لقطان إعلانها التبرع بمبلغ مليون دولار لصالح الجمعيات الخيرية الداعمة للفلسطينيين
فهدى صاحبة إمبراطورية “هدى بيوتي” التي تغزو العالم بمنتجاتها التجميلية الاستثنائية، والتي تقدر قيمتها بما يزيد على مليار دولار، باتت تواجه حملات مقاطعة إسرائيلية ممنهجة لمنتجاتها بعد نشرها قصة على حسابها بمنصة إنستغرام الذي يتجاوز عدد متابعيها الـ 53 مليون متابع، قالت فيه إن إسرائيل تقتل الصحافيين عمداً في غزة، وذلك بعد الإعلان عن مقتل عدد كبير من الصحافيين أثناء تغطية أحداث الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال يوميًا.
وبسبب موقفها الصلب والمؤثر قام ما يزيد على 14 ألف شخص من الداعمين للاحتلال الصهيوني بالتوقيع على عريضة يطالبون فيها شركة سيفورا للتجميل بعدم التعامل مع منتجات هدى بيوتي وهددوا بمقاطعتها، إذا ما واصلت التعاون معها موجهين لقطان تهمة إرسال رسائل كراهية لليهود ومعاداة السامية من خلال ما تنشره عبر مواقعها الإلكترونية.
وهدد أحد المنددين بموقف قطان قائلا: “إنها ليست خائفة من خسارة أي شيء؟ حان الوقت لتخسر كل أعمالها وأموالها”، وذلك ردًا على منشور كانت قد نشرته وقالت فيه إنها لا تخشى أن تفقد كل أموالها، وكل ما وصلت إليه بسبب موقفها من الاعتداءات الهمجية، ومن حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش العدو ضد الفلسطينيين في غزة.
وزاد عدوانية المعارضين لقطان إعلانها التبرع بمبلغ مليون دولار لصالح الجمعيات الخيرية الداعمة للفلسطينيين.
وقالت قطان “إنها تلقت تهديدات بسبب آرائها” وأردفت أنها على استعداد للمخاطرة “بعملي بأكمله، وكل ما أملك من أجل ذلك وبحثًا عن الحقيقة والعدالة.. علينا أن نكون على استعداد للقيام بذلك لأننا إذا لم نضع كل شيء على المحك، فسوف نهان ونطمس”.
وقالت: “من المهم أن نقف دائمًا إلى جانب المضطهدين، وأن نستخدم منصتنا لتسليط الضوء على أي ظلم، لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونتظاهر بأن هذا لا يحدث”.
وأردفت “توقفوا عن معاملتنا كما لو كنا أغبياء.. لسنا أغبياء”.
ولكن من صاحبة إمبراطورية “هدى بيوتى” التي خاطرت بمستقبلها مقابل التمسك بمبادئها ومواقفها؟
لكي نتعرف على القطان تلك السيدة القوية الصلبة ذات المواقف الحاسمة علينا أولًا أن نعود بالزمن إلى الثاني من أكتوبر من عام 1983 حيث ولدت الفتاة لأبوين عراقيين، وذلك بولاية أوكلاهوما سيتي الأميركية، وعندما بلغت عامين من عمرها، انتقلت مع عائلتها إلى مدينة تينيسي، ثم إلى بوسطن.. وفي السادسة عشرة من عمرها التحقت هدى قطان بجامعة ميشيغان ذ ديربورن، حيث درست هناك إدارة الشؤون المالية.
وحسب المعلومات الواردة عنها كانت تعاني كثيرًا من ملامحها الشرق أوسطية المختلفة عن باقي زميلاتها، وكذلك من حب الشباب على بشرتها، وهو ما دفعها للاطلاع كثيرًا على أحدث منتجات التجميل والتعمق في هذا المجال البعيد عن دراستها.
تزوجت هدى من زميلها في الدراسة كريستوفر غونكالو، وفي عام 2006 انتقل الزوجان مع أسرتها للعيش في دبي، وهناك وضعت ابنتها الوحيدة نور.
من الفصل من العمل إلى رائدة أعمال عالمية
عملت هدى قطان في مجال إدارة الأموال بمدينة دبي لمدة عامين، ولكنها اضطرت إلى ترك العمل في 2008؛ بسبب الظروف الاقتصادية العالمية آنذاك، وهنا قررت العودة إلى أميركا وتحديدا لوس أنجيليس لتحقيق حلمها الأزلي الخاص بدراسة فنون المكياج والتجميل، وتخصصت في مجال استخدام مساحيق التجميل.
من «ريفلون» إلى «هدى بيوتي»
عادت إلى دبي مرة أخرى، وهناك عملت لدى شركة ريفلون الأميركية لمستحضرات التجميل لتكون بمنزلة المرحلة التحضيرية لمستقبلها المهني الجديد، حيث تعرفت هناك على خبايا العمل وكيفية تسويق المنتجات.
في أبريل من 2010 قررت الفتاة الطموح نزولًا على نصيحة شقيقتها منى إنشاء مدونتها الخاصة التي اختارت لها اسم “هدى بيوتى”، وذلك على منصة “وورد بريس”، حيث كانت تنشر عليها مقاطع تعليمية ونصائح تتعلق بالتجميل ومستحضراته وأفضل طرق تطبيقه، واستطاعت جذب عدد لا يستهان به من المتابعين.
الرموش الصناعية بداية الإمبراطورية
كانت هدى دائمة البحث عن رموش مناسبة لزبائنها، إلا أنها لم تكن تجد ما تريده بسبب نقص السوق من تلك الصناعة المهمة، فبدأت في عمل رموش خاصة بها نالت إعجاب الكثيرات من المتابعات لها ممن طلبن منها توفير رموش مماثلة لهن وهنا كانت بداية المشروع.
من 16 ألف دولار إلى ما يزيد
على المليار
قد لا يعرف الكثيرون أن إمبراطورية “هدى بيوتي” بدأت بسلفة قدرها 6 آلاف دولار طلبتها هدى من شقيقتها منى لتضيفها إلى العشرة آلاف دولار التي كانت قد ادخرتها خلال سنوات عملها لتبدأ في 2013 بتأسيس علامتها التجارية “هدي بيوتي” والتي كانت متخصصة آنذاك في صناعة الرموش الاصطناعية.
استطاعت هدى عن طريق علاقتها في مجال صناعة التجميل بعرض منتجاتها في متجر سيفورا الفرنسي بمدينة دبي، وهو ما لاقى نجاحًا كبيرًا ونسب مبيعات غير متوقعة.
لكن الشركة لم تتوقف عند هذا الحد، فما لبث أن انتقلت الشركة لخطوة أبعد من مجرد التخصص في صناعة الرموش، حيث رمت الشقيقتان هدى ومنى إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، فقد كانتا تطمحان إلى السيطرة على صناعة الجمال والريادة في هذا المجال، وذلك بالاستفادة من اللمسة العراقية العربية الشرق أوسطية لاكتساح الشرق الأوسط؛ ومن ثم العالم أجمع، وهو ما حدث بالفعل، فخلال سنوات معدودة تنوعت منتجات العلامة لتتضمن ما يزيد على 140 منتجًا من بينها حمرة الشفاه السائلة وأقلام التحديد الخاصة وكذلك ظلال العيون، وكريمات الأساس، والأظافر الصناعية والكونسيلر وغيرها من المستحضرات التي تجاوزت مبيعاتها السنوية الـ 200 مليون دولار.
وكانت القطان قد باعت 15% من أسهم الشركة عام 2017، لصالح شركة الأسهم الخاصة “تي إس جي كونسمر بارتنرز” الأميركية، وهي شركة معروفة بالاستثمار في المنتجات التجميلية.. وكانت هذه الصفقة بمنزلة حلم أصبح حقيقة بالنسبة لها، حيث إن هذه الشركة تتمتع بمحفظة استثمارية كبيرة.
والغريب أن محاولات شراء علامة “هدى بيوتي” كانت قد بدأت بعد عام واحد من إطلاقها، ففي 2014 عرض أحد المستثمرين شراء 60% من أسهم الشركة مقابل 1.5 مليون دولار فقط، ولكنها رفضت العرض لشعورها بأن الشركة تساوي أكثر من ذلك، وهو ما حدث بالفعل.
وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها علامة “هدى بيوتي” بسبب المنافسة الشديدة مع كبرى المؤسسات العالمية المتخصصة في هذا المجال، فإنها لا تزال مستمرة في نجاحاتها المتتالية ربما لأن إدارتها لا تزال موزعة بينها وبين أفراد الأسرة بمن فيهم شقيقتاها عليا ومنى وزوجها.
أبرز محطات النجاح في حياة
هدى قطان
٪ صنفتها مجلة “فوربس الشرق الأوسط” عام 2018 ضمن قائمة النساء الأكثر نفوذًا في الشرق الأوسط.
٪ يبلغ عدد متابعيها على منصة إنستغرام نحو 39 مليون متابع حتى عام 2019، وما يزيد على 3.5 ملايين متابع على اليوتيوب، وتربح 18 ألف دولار عن كل محتوى إعلاني تنشره على صفحتها حسب موقع “Hopper”.
٪ في عام 2017 صنفتها شبكة “سيرمو” العالمية الرائدة لوكالات العلاقات العامة المتخصصة في أسلوب الحياة والفخامة، ضمن قائمة أبرز 10 شخصيات مؤثرة في الجمال والأناقة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي العام نفسه أُدْرِج اسمها من قِبَل مجلة تايم، في قائمة الشخصيات الـ 25 الأكثر تأثيرًا على الإنترنت.
٪ اختارتها أيضا مجلة “فوربس الشرق الأوسط” من ضمن قائمة أكثر عشر سيدات عربيات تأثيرًا ومُتَابَعةً على شبكات التواصل الاجتماعي.. كما وضعتها المجلة نفسها في المرتبة الـ 37 بين أغنى نساء أميركا، ممن صنعن ثروتهن بأنفسهن، حيث تُقدر ثروتها الشخصية بأكثر من 500 مليون دولار.
٪ تمكنت منتجات هدى بيوتي إلى الوصول إلى العالمية، حيث حققت نجاحًا كبيرًا، وأصبح العديد من المشاهير زبائنها، ومنهم إيفا لانغوريا ونيكول ريتشي.
ويبقى السؤال المخيف: هل يقضي النفوذ الصهيوني على كل تلك النجاحات التي حققتها هدى قطان، أم ستنجو وتعبر أزمتها معهم؟