تحقيقات

غدير الشيرازي: أستلهم الدمى من براءة الأطفال الرّضع

عشقت تفاصيل صناعة دمى الأطفال

بأنامل مبدعة تحاكي غدير الشيرازي في الدمى التي تصنعها الأطفال حديثي الولادة رغبة منها في نشر البهجة. وغدير شابة مبدعة كويتية عشقت تفاصيل صناعة دمى الأطفال، جذبتها الدقة والفن الذي يقترب إنتاجه من الواقع. وقادها هذا العشق لتصميم دمى الأطفال شبه الحقيقية، فلفتت إليها ليس أنظار مجتمعها فحسب بل العالم.

نتعرف على غدير عن كثب، وندخل إلى عالمها في هذا الحوار:

 

تعرفت على صناعة الدمي في بريطانيا وجذبتني إليها الواقعية الشديدة

 

بداية غدير كيف تعرفتِ على صناعة الدمى شبه الحقيقية للأطفال؟

تعلمت هذه الهواية خارج الكويت، في بريطانيا بالتحديد، ثم جئت وطبقتها بالكويت. وتعرفت على الهواية عندما كنت في الثانوية فحين كنت في بريطانيا ألتقيت بسيدة تمتلك هواية صناعة الدمى شبه الحقيقية وحصلت على دورة خاصة معها لمدة 4أيام. أما عن دراستي فكانت بعيدة تمامًا عن مجال التصميم وصناعة الدمى، ولكنني كنت أهوى الرسم من الأساس والصناعات اليدوية. وبدأت على الانستغرام منذ 6 سنوات في صناعة الدمى وتقديم الطلبات للزبائن.

 

ما الذي جعلكِ تتجهين لهذا النوع الدقيق من تصميم الدمى شبه الحقيقية؟

جذبتني إليها واقعية إنتاجها الشديدة، فكان لدي فضول لمعرفة كيفية تصنيعها والدقة التي تبدأ من الصفر من حيث النحت والألوان ودراسة تفاصيل كرات الدم البيضاء والحمراء الخاصة بالطفل المولود فأحببت كل شيء فيها.

 

أستخدم مادتي السيليكون والفاينيل في تصنيع الدمى

 

ما المواد التي تستخدم في صناعتكِ للدمى؟

هناك نوعان من الدمى التي أصنعها، هناك دمى تكون الطبقة الداخلية لها مكونة من الطين ثم تستخدم مادة الفاينيل في تغطيتها من الخارج وتطبع بعد نحت الدمية، وهناك نوع آخر يستخدم فيه السيليكون ويتميز بالطراوة وسهولة حركة الدمية.

 

على أي أساس تختارين المادة المستخدمة في صناعة كل دمية؟

أختار المادة المستخدمة سواءً الفاينيل أو السيليكون حسب الطلب. والفارق بينهما أن السيليكون يتميز بالطراوة ولكن سعرها وتكلفتها أعلى، كما يعطي السيليكون واقعية أكثر في الحركة لهذا يستخدم أكثر في الدمى الموجهة للمشاهد السينمائية.

 

مرحلة زراعة شعر الدمية أطول مراحل التصنيع

 

ما الوقت المستغرق في صناعة الدمية؟

يختلف الوقت المستغرق في صناعة كل دمية حسب حجمها، فالدمية التي تكون حجمها من 19- 23 بوصة تستغرق مني شهرين وقد تقل هذه المدة. ومرحلة زراعة شعر الدمية أطول مراحل التصنيع، حيث أزرع كل شعرة وحدها وقد تصل المدة هذه المرحلة لـ3 أيام إذا عملت باستمرار. أما الدمى التي يكون شعرها رسما ثلاثي الأبعاد فقد تستغرق يومين فقط.

أتطلع لاستخدام الدمى في تصوير المسلسلات والإسعافات الأولية

 

ما أهم الاستخدامات لتلك الدمى؟

الدمية تكون بديلة الطفل الحقيقي في المسلسلات والأفلام، فبدلًا من الاستعانة بطفل حديث الولادة وإرهاقه يفضل استخدم تلك الدمى شبه الحقيقية فلا مشكلة إذًا عندها من إعادة المشاهد أو التصوير لوقت طويل أو تصوير المشاهد الخطرة فهي لا تتعب عكس الطفل الحقيقي. وتستخدم كذلك في التدريبات الطبية والإسعافات الأولية. ولأن تلك الدمى ذات وزن ثقيل يشبه وزن الأطفال حديثي الولادة، تستخدم أيضًا في تدريب الفتيات على الأمومة والتعامل مع الأطفال وحمل الطفل وإرضاعه. وكذلك من الممكن استخدامها في عرض أزياء الأطفال بشكل دمى أطفال مقاربة للحقيقة.

 

وهل تصلك طلبات لأغراض أخرى؟

تصلني كثير من الطلبات لصناعة دمى للأشخاص وهم صغار، سواء من الأشخاص أنفسهم يرغبون في صناعة دمية تشبه شكلهم وهم أطفال أو بعض الأهل الذين يرسلون صور لأبنائهم لتحويلها لدمى تحمل ملامحهم وهم صغار.

 

أيقتصر تصنيعك للدمى على الكويت فقط؟

تصلني كثير من الطلبات من الكويت والخليج، وكذلك تأتيني طلبات من دول العالم المختلفة، آخرها على سبيل المثال كان لدي طلب من شخص في الصين.

 

دميتي الخاصة «بيبي لانا» سافرت معي 25 دولة

 

ما أكثر الدمى قربًا لكِ شخصيًا؟

بالطبع دميتي الشخصية وهي «بيبي لانا» وتسافر معي دائمًا في بلدان مختلفة. حتى الآن سافرت معي إلى 25 دولة وأتطلع لأن تذهب معي لدول أكثر. أصورها في كل دولة آخرها كانت في سريلانكا. وهدفي من رحلاتي بدميتي «لانا» قراءة ردود الفعل في وجوه الآخرين حين يرونها، وتفاعلهم مع الدمية. وكثيرون في النظرة الأولى يظنون أنها طفل حقيقي وعندما يقتربون ويلمسونها يصدمون لكونها دمية.

 

ما أغرب المواقف التي تعرضتِ لها بسبب الدمى التي تصنعينها؟

لم يكن موقفًا شخصيًا في الحقيقة بل كانت إحدى الزبائن التي أخذت دميتها معها في السيارة وتركتها بالداخل، وعندما عادت لسيارتها وجدت أن الشرطة كسرت زجاج النافذة لأنهم تلقوا بلاغًا بوجود طفل في السيارة يحتاج إلى إنقاذ، كان موقفًا غريبًا.

 

حصلتِ على المركز الثالث في معرض دبي لصاحبات الأعمال الرائدة، ما أثر تلك الجائزة في عملك وعليكِ شخصيًا؟

مثلت في هذه المسابقة الكويت, وكنت عندها في بداية عملي وأعطاني الفوز في هذه المسابقة طاقة أكبر للعمل والإنتاج، وكانت الجائزة بعثة لإكمال الدراسة في مجال إدارة الأعمال.

 

يحتاج الفنان لصناعة الدمى حبه للتفاصيل والدقة وللأشغال اليدوية

 

ما الذي يحتاج اليه الفنان كي يتجه لصناعة الدمى شبه الحقيقية للأطفال؟

يجب أن يكون الشخص محبًا لصناعة الدمى لأن ذلك يساعده على التعلم كثيرًا، وكذلك حبه للتفاصيل والتلوين والدقة حتى يخرج بنتيجة ممتازة وواقعية للدمية ويكون محبًا للأشغال اليدوية.

 

أهدف لمساعدة المجتمع من صناعة الدمى

 

هل واجهتِ استهجانًا من قبل البعض لصناعتكِ هذا النوع من الدمى؟

نعم قابلت بعض الأشخاص الذين رفضوا للفكرة، وكانوا يرسلون لي رسائل غريبة. والبعض كان يعتبرها «حراما» من الناحية الشرعية، ولكنني أرى أن الأعمال بالنيات فأنا أهدف لمساعدة المجتمع من صناعة الدمى واستخدامها في مجالات مفيدة.

 

ما التحديات التي واجهتكِ في مجالكِ؟

لم أواجه تحديات، والحمدلله، ولكن الصعوبة فقط في كون المواد المستخدمة لصناعة الدمى كلها من الخارج ولذا انتظر وقتًا طويلًا قبل وصولها وأشعر بأن وقتًا يضيع قبل البدء في صناعة دمية جديدة حتى تصل المواد المصنعة من الخارج. ولكنني أتغلب على ذلك بطلب كميات كبيرة من المواد. وعلى العكس فبلدي شجعتني حيث التحقت بدورات وحصلت على تكريمات وكذلك أتلقى كثيرًا من الدعم من قبل الأشخاص زبائن ومتابعين.

 

من أكثر الداعمين لكِ في عملكِ بتصميم الدمى؟

أمي رحمها الله كانت أكبر وأول الداعمين لي في هذا المجال وبعدها أهلي وأًصدقائي. قد تفيد الدمى في العلاج والدعم النفسي

 

هل هناك من رسالة ترغبين في توصيلها من خلال صناعتكِ لهذا النوع من الدمى؟

الرسالة استلهمها من موقفين تعرضت لهما عند صناعتي للدمى، الأول كان أن فتاة صغيرة فقدت أباها وطلبت أمها دمية لها لتدخل إلى قلبها السرور وتتخطى وفاة أبيها حيث كانت طفلة وحيدة وحالتها النفسية سيئة للغاية ولا تتحدث مع أحد. صنعت لها دمية لولد وأسمتها على اسم والدها المتوفى، من بعدها تحسن حال الطفلة وأصبحت تتحدث مع الآخرين، واتصلت الأم تتصل بي لتشكرني قائلة «أنا أدعو لكِ لأنكِ ساعدتني في استعادة ابنتي».

والموقف الثاني هو أن بنتًا كانت متعلقة بشدة بجهاز الآيباد الخاص بها، وتعامل اخوتها بصورة سيئة حين يتحدثون معها فطلبت أمها دمية، واتجهت للعب بالدمية بدلًا من الاستمرار على اللعب بالأجهزة الإلكترونية.

فالدمى قد تستخدم في العلاج والدعم النفسي لمن يواجه ضغطا أو أزمة ما.

فأنا شخصيًا حين أبدأ في صناعة الدمية أشعر بأنني أخرج عن العالم وأسعد كثيرًا حين أنتهي من عمل دمية ولا أفكر في الأحداث اليومية.

 

ما الذي تتطلعين إليه في المستقبل؟

أتمنى تغطية كل شركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني حتى تتوقف عن استخدام الأطفال حديثي الولادة لأن أماكن التصوير ليست مكانهم الحقيقي، فالطفل مكانه حضن الأم وليس الاستخدام في تصوير المشاهد.

 

كلمة أخيرة.

على من يود الدخول في مجال تصميم الدمى شبه الحقيقية أن يكون فنانًا، فلا توجد قوانين لدخول مجال صناعة الدمى، ولكن لأن نتيجة العمل مرتبط بالأطفال فلابد أن يكون صاحبها محبًا للعمل حتى يخرج عمله مليئًا بالحب.

 

أطراف صناعية للأطفال.. لمنع التنمّر

أعلنتِ عن مشروع خيري لتصنيع الأطراف الصناعية.. أخبرينا عن تفاصيله أكثر؟

أطلقت المشروع لحبي للأعمال الخيرية ولينتفع غيري من هوايتي، والأطراف الصناعية تكون للأطفال فقط من سن ٩ شهور إلى ٧ سنوات ومخصصة  لمن ليست لديهم المقدرة المالية.

وهل ستكون هذه الأطراف دائمة؟

لا.. بل ستكون هذه الأطراف الصناعية تجميلة فقط ومؤقتة.

وما الهدف من المشروع؟

الهدف من المشروع منع التنمّر الذي يتعرض الطفل له من طرف الأطفال الذين بعمره، وكي يستطيع الطفل أن يكمل يومه بشكل طبيعي ويعود سعيدًا لبيته.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق