غنتها نجاة بالدموع بسبب غيرتها من شادية اساكن قصادي وبحبهب.. فرح ابن الجيران.. ينهي قصة الحب!
فجأة استمعت نجاة عبر الإذاعة إلى أغنية “مين قالك تسكن في حارتنا تشغلنا وتقل راحتنا” التي تغنت بها الدلوعة شادية، وتساءلت كيف نجحت شادية في غناء هذا اللون الشعبي، فشعرت بالغيرة الشديدة، وعندما سألت قالوا لها الأغنية “مكسرة الدنيا”، فقررت أن تغني مثلها، فكانت أغنية “ساكن قصادي وبحبه”، لكن كيف نجحت نجاة في هذا اللون، وما قصة إنتاج هذه الأغنية؟
نجاة وحسين السيد
نجاة اتصلت بالشاعر الغنائي صديقها حسين السيد. وقالت له: عايزة حاجة زي غنوة شادية فرد حسين ضاحكا:
”إيه يا نوجة بدأنا نغير والا إيه؟ أنت صوتك بعيد عن اللون الشعبي خالص” فردت نجاة بعفوية: “ماليش دعوة اتصرف عايزة أغنية الناس تشوفها وهي بتسمعها”، وأُعجب الشاعر حسين السيد بالتعبير فقال لها: “خلاص يا نوجة أعطيني فرصة كام يوم وأرد عليكي”.
وبعد أسبوع فوجئت باتصال من حسين وبدأ بسؤال: إيه حكايتك مع ابن الجيران اللي كان ساكن قصادك؟ وتلعثمت نجاة وشعرت بدهشة ممتزجة بخجل: “إيه ده مين قالك على الحكاية دي؟”، فرد ضاحكًا: “أنت دلوقت يعني فيه حكاية بجد” لتجيب بحرج: “إيه حكايتك يا حسين أنت بتوِهني في الكلام فين الأغنية؟”، ليرد: “يا عبيطة ما هي دي الأغنية ساكن قصادي وبحبه وأتمنى أقابله.. فكرت أصارحه.. لكن أبدا مقدرشي أقوله”، وصرخت نجاة بجنون: حبيب قلبي مش هينفع أسمعها في التليفون ساعة، وأكون عندك اعمل حسابي على العشاء.
في بيت الشاعر
نظرت نجاة لحسين السيد ودمعة حائرة تجاهد حتى لا تسقط من المقل، وحسين يستحثها على إكمال كلمات الأغنية: “كملي يا نوجة”، فلم تستطع خنقها العبرة واستكمل هو: “رحت الفرح بالليل ورسمت في عنيا الفرحة.. ساعة ما كان بيشيل بإيديه وبعنيه الطرحة”، هنا قررت الدمعة الهرب خارج العين، وتبعتها دموع أكثر وسألها حسين: مالك يا نوجة نكمل؟ فأجابت بصوت مبحوح ومجروح: “حلوة قوي وبعنيه الطرحة صورة تعبيرية هايلة منك”، فطلب منها استكمال القراءة، ففعلت بصوتها المبحوح: “شربت شرباتهم وأنا قاعدة بصّالهم.. لحد ما قاموا ومشيت مشيت أوصلهم.. حتى الأمل مابقاش حقي أفكر فيه.. بعد الليلة دي خلاص بقى غيري أولى بيه”.
عبد الوهاب يتصدى لتلحينها
لم تستطع نجاة النطق، فالتقط حسين الورقة واستكمل: حتى انتهى من الأغنية.. ساكن في قلبي وساكن قصادي وبحبه، فانهمرت دموع نجاة على خدها، وترك حسين السيد نجاة تبكي براحتها حتى هدأت ومسحت دموعها، ثم قالت لحسين: هات التليفون فرد: هاتكلمي مين؟ فقالت نجاة: الأستاذ.. هايتجنن لما يسمعها، قال: قصدك عبد الوهاب؟
فأجابت بلهفة: وهو فيه غيره يخرج الأغنية دي فرد مداعبًا: قصدك يلحن مش يخرج قالت: أنت فاهمني وعملت اللي نفسي فيه دي مش أغنية دي فيلم الناس تشوفه وهي بتسمعني، رد عليها: برافو عليك بس دي مسؤولية يا نوجة عايزة منك تخليهم يشوفوا بصوتك اللي مش شايفينه بعنيهم، فأجابت بلهفة: طيب فين التليفون؟ غمز بعينه مبتسمًا: مش محتاجة تكلميه الأغنية عنده وبيلحنها لك، مفاجأة مش كده؟
لم تتمالك نفسها وقفزت كطفلة: بتتكلم جد؟ أجاب مبتسمًا: أرسلتها له امبارح وعجبته جدًا، ومن غير ما أقوله الأغنية كاتبها لمين قال لي الأغنية دي مرسومة على نجاة.
وغنت نجاة الأغنية في عام 1963 بحب وإحساس لتحقق نجاحا ساحقًا فاق التوقعات كلها، وكتب عنها النقاد: أغنية نعشقها عشق يفوق الخيال، تكاد تكون الأغنية الوحيدة التي تراها وأنت تسمعها بداية مبهجة ونهاية موجعة، وفي الوسط دموع وآلام.. والختام ساكن في قلبي وساكن قصادي وبحبه.