«الكناوة».. موسيقى ورقصات وكلمات وحركات فلكلورية يشتهر بها المغرب، يُجمع كثيرون على تسميتها «موسيقى العبيد»، الذين جاؤوا من أفريقيا في عهود غابرة واستقروا في المملكة المغربية.
صنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، موسيقى «كناوة» المغربية ضمن قائمة «التراث الثقافي غير المادي للبشرية».
تم ذلك خلال الاجتماعات المنعقدة برسم الدورة الـ 14 للجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة للمنظمة الأممية، وهي الدورة التي تحتضنها العاصمة الكولومبية، بوغوتا، فما حكاية هذه الموسيقى، التي تحتضنها المغرب ويعشقها الكثيرون حول العالم؟
كناوة.. الأصول
عن أصل تسمية «كناوة»، يشير الباحث الفرنسي روني باسي في كتابه Les noms des metaux et des couleurs en Berbère إلى أن «أصلها أمازيغي وهو أكناو أو كناوية، وتعني أرض الرجل الأسود، وهي تسمية يطلقها خصوصا أهل الجزائر ومناطق جنوب ليبيا على أراضي أفريقيا».
رأي آخر يقول إن تسمية كناوة «تعود إلى مدينة دجيني، في المنطقة الجنوبية التي يطلق عليها الأوروبيون، خصوصًا البرتغاليين، اسم غينيا، والتي كانت تقع بجانب نهر النيجر في مالي حاليا»، وهو ما رجحه الباحث الحسن الوزاني، حيث يضيف في كتابه «وصف أفريقيا» إن دجيني أو جيني «اسمان لمسمى واحد وهو غينيا».
وقد جاءت مجموعات العبيد من أفريقيا إلى المملكة المغربية، واصطحبوا معهم تلك الدندنة، التي تطورت مع الوقت وباتت تعبّر عن معاناتهم في عالم الرقّ، والتي ستصير فيما بعد موسيقاهم الخاصة، غير أن الاختلاف ما يزال قائما حول أصل هؤلاء؛ هل جاؤوا من مالي أم من السودان أم من غينيا؟
طريقة.. وفنّ
وتحتضن مدن مراكش والصويرة والرباط ومكناس فن الكناوة، ولا يعدّ المغرب البلد المغاربي الوحيد الذي يعرف الكناوة، فالجزائر وتونس أيضا تعرفان هذا الفن.
تعتمد كناوة على موسيقى ذات إيقاعات قوية، كما باتت مزيجا من الإرث الفني الأفريقي والأمازيغي والعربي، ويعزف الكناويون موسيقاهم بآلات هي: القراقب النحاسية والكمبري والغانكا (الدربوكة) والبانجو الوتري.
وترتدي فرقة الكناوة أزياء ملونة وقبعات خاصة، وتؤدّي في تناسق رقصات تقليدية سريعة وحركات بهلوانية، وتردّد الفرقة، التي يقودها من يسمّى «المعلّم»، أذكارا وتسابيح وصلوات على النبي محمد وكلمات من التراث الشعبي أو قصصا وأساطير أو غزلا أو نصائح.