ليست مجرد رواية للروائية رضوى عاشور الاحتفال بالطبعة الـ (34) للرواية المهمة «ثلاثية غرناطة»

احتفلت الأوساط الثقافية مع دار الشروق للنشر بإصدار الطبعة رقم 34 لرواية اثلاثية غرناطةب للأديبة الكبيرة رضوى عاشور.. وهي ثلاثية روائية تتكون من ثلاث روايات وهي على التوالي: غرناطة، مريمة، الرحيل.
الرواية ليست مجرد رواية عادية أو مجرد رواية خيالية؛ لأنها اعتبرت من قبل المثقفين والنقاد والجمهور وثيقة أدبية تاريخية تؤرخ لواحدة من أهم الأحداث الفاصلة في تاريخ العرب أو حقبة الأندلس التي قال عنها الناقد الكبير على الراعي إنها تجعل حقائق التاريخ تنتفض أمامنا حارة دافقة، فقد قال عنها المفكر الكبير محمود أمين العالم إنها إضافة قيمة إلى الرواية العربية.ت
أما الكاتبة الكبيرة لطيفة الزيات، فقد وصفتها بأنها بالاحتفاء الكبير بجلال اللغة ورصانتها وإيقاعها وشاعريتها؛ ومن هنا هذا المعجم الواسع، ومتعدد المقاصد في السرد والوصف معًا.. وذكرت عنها الناقدة الكبيرة فريدة النقاش أنها رواية حين ينتهي المرء من قراءتها لا بد أن تعتريه قشعريرة في الروح.
الثلاثية تقدم عبر سلسلة من الأحداث التاريخية رحلة عبر الزمان والمكان مليئة بالمشاعر العميقة، وقد نجحت الروائية رضوى عاشور بلغتها الجميلة في تجسيد تلك المشاعر وإلهاب الخيال للقراء الكثيرين لهذه الثلاثية، كما أنها استطاعت بتعبيراتها الدقيقة وكلماتها الغنية أن تنقلنا إلى أجواء غرناطة القديمة الجميلة التي شهدت كما من الصراعات في ذلك الوقت أدت إلى سقوطها من بين أيدي العرب!
تدور أحداث الثلاثية في مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية في الأندلس، وتبدأ الأحداث تحديداً عام 1491، وهو العام نفسه الذي سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التي تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكي قشتالة وأراجون.
تلك الأحداث مصوغة في حكاية عائلة عاصرت أحداث السقوط على مدى عدة أجيال وما واكبها من أحداث ومشاعر متنوعة في ملحمة تاريخية متميزة، ولا تتكرر كثيرا في تاريخ العرب.
وتتشابك الأحداث في الرواية بهدوء شديد يهدف إلى تصوير حياة أهل غرناطة بعد توقيع معاهدة التنازل، فتنقلب الأمور رأسًا على عقب، وهنا يحاول أبو جعفر تعليم حفيدته سلمى اللغة العربية، رغم معرفته أن اللغة القشتالية قادمة لا محالة، ذلك بتصوير مبدع من الكاتبة التي تصور عجلة الزمن وكيف دارت الأيام، فانقلبت على أهل غرناطة، فأبو جعفر قد عرف الهجرة والنزوح وذاق طعمهما، وبات يشعر بمدى ثقل الحرية.
يذكر أن الجزء الأول من الثلاثية (غرناطة) كان قد فاز بجائزة أفضل كتاب لسنة 1994، من معرض القاهرة الدولي للكتاب.