مادة سائلة ليس لها لون ولا رائحة ولا طعم المحامية مريم البحر: عقار الاغتصاب.. جديد كوارث المخدرات!

المحاماة ملاذ ومروءة وفن قبل أن تكون مهنة.. وليس المحامون كلهم محامين بالضرورة.. ليس عمل المحامي فقط معرفة القانون، فالكثير يعرف النصوص حتى من غير المحامين، لكن حقيقة المحامي تكمن في دراسة الوقائع دراسة قانونية والنظر إلى ما يمثل هذه الوقائع في نصوص القانون.. المحاماة فن الحجة والجدل والبرهان والإقناع.. وليس من عمل المحامين قلب الثوابت أو تضليل الحقائق؛ لأن المحامي قبل ذلك كله إنســان لا يكسب دعوى ويخسر نفسه.
معكم القانونية المحامية مريم فيصل البحر:
جريمة لا يُقدم عليها إلا من فقد عقله وقلبه!
ما زال لنا حديث مع المخدرات، والتي ترتبط دائما بالنهايات المؤلمة بكل حكاية لمدمني المخدرات، فهذه حادثة أعادت إلى الأذهان الحديث عن الجرائم التي ترتكب تحت تأثير مفعول المخدرات، ولعل من أبشع الجرائم التي هزت الرأي العام عندما استفاق أهل ضاحية اصباح السالمب على جريمة قتل بشعة أقدم خلالها مواطن على قتل والدته، وإصابة شقيقه طفل (10 سنوات) بجروح خطيرة نقل على أثرها إلى المستشفى بحالة حرجة.
الجريمة وقعت في الساعات الأولى من الصباح، القاتل شاب في العقد الثالث من عمره، من أرباب السوابق، وخرج قبل الجريمة بثلاثة أسابيع من السجن المركزي، ومسجل بحقه قضايا تعاطي مواد مخدرة وحيازتها، وفي صالة المنزل تشاجر مع والدته االمجني عليهاب لرفضها منحه مبلغا من المال كي يشتري جرعة مخدرة، أخذ يُهدد ويكسر محتويات المنزل وهي في رعب وهلع.
ما حال الأم التي عاشت لسنوات في مرار وقهر بسبب إدمان ابنها، ودخوله السجن، وفقدان الأمل في إصلاحه، والذي لم يستمع لتوسلاتها بأن يرجع عن طريق من بدايته لنهايته هلاك، حاولت معه مرارا وتكرارا، وأساء إليها أكثر وأكثر، وتحملت وحاولت إبعاده عن شقيقه الصغير، حتى لا يطوله ما طال الشقيق الأكبر، وكان جزاؤها في النهاية طعنة نافذة أدت إلى وفاتها بشكل فوري.
لم يكتف القاتل بما فعله من جريمة شنيعة لا يمكن أن يقدم عليها إلا من فقد عقله وقلبه، بل حاول طعن شقيقه الصغير؛ لأنه اتصل بوالده لإبلاغه بما حدث، واستنجاده به لإحضار الشرطة.
وبالفعل تصادف وصول دورية الأمن والأب معاً مع خروج الابن القاتل، وعند سؤال رجال الأمن المتهم عن الجاني وأين مكانه أشار إليهم بأنه موجود أعلى سطح البناية، إلا أن الأب أبلغ رجال الأمن بأن هذا هو الابن الذي طعن أمه ليتم توقيفه وإحالته إلى المباحث.
«كورونا» كانت سببًا في دخوله مستنقع المخدرات
المدمن بقنبلة موقوتةب تهدد الأسر والمجتمع، هذه القضية بدأت في فترة اكوروناب، هو شاب كان يعمل موظفاً في إحدى شركات البترول، راتبه عال، وهو ما زال في مقتبل شبابه، وكانت اكوروناب سببا في دخوله مستنقع المخدرات، ما حدث أن هذا الشاب تعرف على مجموعة من الشباب في فترة اكوروناب، والأماكن كلها مغلقة من كافيهات ونواد وغيرهما، وهؤلاء الشباب من متعاطي االحشيشب ومادة الميثامفيتامين أو الاميتافين وهي مادة مخدرة تعرف باسم االشبوب، وكان هؤلاء الشباب يتجمعون في إحدى الشقق لقضاء السهرات الخاصة والتعاطي، اندمج معهم هذا الشاب رغم أنه موظف، ولكن في تلك الفترة لم يكن دوامه يستدعي حضوره ولديه وقت فراغ.
وفي أحد الأيام التقى الشاب أصدقاءه، وتعاطوا المخدرات في شقة باستئجار يومي، وانتهت سهرتهم وأوصلوا إحدى الفتيات التي كانت معهم إلى منزلها، وفي طريق عودتهم رأوا أن هناك نقطة تفتيش أمنية، وهرب جميع من مع الشاب من السيارة قبل الوصول إلى نقطة التفتيش، ولكن الشاب قاد السيارة، ووصل إلى النقطة الأمنية، وهنا لاحظ رجل الشرطة أن الشاب بحالة غير طبيعية، فطلب إثباته وتبين أنه لا يحمل رخصة سوق، ففتشه احترازيا وتم العثور على المخدرات، وقُبِض عليه وعلى بقية المتهمين، وهذا الموقف لا يحسب حسابه الكثير ممن تنزلق أقدامهم في وحل المخدرات، فبعدما كان موظفاً يستعد لبدء مشواره الوظيفي تحول إلى مدمن مخدرات، ويُستقبل في السجون.
عقار GHB يسبب فقدان الوعي وفقدان الذاكرة القصيرة المدى
أطلقت وزارة الداخلية تحذيراً من كارثة جديدة من كوارث المخدرات، وهو عقار مادة مخدرة بدأ بعض المروجين والمدمنين بتداولها بينهم خلال الآونة الأخيرة باسم GHB أو GBL، وهو أحد أخطر المواد كونها مادة كيميائية عالية السمية. حيث يُنتج اكعقار طبيب ويستخدم بشكل مشروع في المستشفيات لقصد التخدير في العمليات الجراحية، وهذا العقار هو عبارة عن مادة سائلة ليس لها لون ولا رائحة ولا طعم، وقد تخلط مع أي سائل آخر، ولا يكتشف وجوده، وتعمل على بطء أو منع الرسائل بين الدماغ والجسم، تعتبر مادة محرمة دوليا ومحلياً بدولة الكويت تحت بند المؤثرات العقلية.
وتناول جرعات بسيطة من العقار بسبب فقدان الوعي فلا يشعر بما يدور حوله من أحداث رغم استجابته لأمور الآخرين، كما يحدث نوع من فقدان الذاكرة القصيرة المدى المعروف باسم فقدان الذاكرة التقدمي، وهذه الأعراض شجعت كثيرا من المعتدين الجنسيين على استخدامه لتخدير الضحايا وشل حركتهم، وهو ما أكسب العقار شهرته بلقب امخدر الاغتصابب، وعند دمج المخدر مع الكحول أو غيره، يمكن أن يكون العقار مميتا. وتكمن خطورة هذا العقار في أن تعاطي 2 مليغرام من المادة المشار إليها يكفي لقتل الشخص سريعا، وأي خطأ بسيط بحساب نسبتها عند تحضيرها يؤدي إلى الوفاة فورا.
وهناك الكثير من المجرمين يشترون المخدر عبر التراسل الإلكتروني مع أشخاص من دولة أوروبية وأحياناً ترسل له الشحنة في شكل طرد بريدي كسائل سجائر إلكترونية.