مرض مناعي مراوغ.. لا يمكن تجاهله د. وفاء الحشاش: «السيلياك» لا يقتصر على عمر معين ويرتبط بالاكتئاب
قد يستغرب البعض اسم المرض الذي نتناوله اليوم وهو مرض حساسية القمح، المرض النادر الصعب التشخيص واسمه العلمي celiac disease كان لـ «أسرتي» لقاء مع د. وفاء الحشاش استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد عن كيفية التعامل مع مرض السيلياك، خاصة أن أعراض هذا المرض لا تظهر فجأة وإنما تتدرج، وقد لا تكون واضحة في البداية بشكل ملحوظ، أو قد يتم أحياناً ربط أعراضه بأمراض أخرى.
نحو 120 ألف مريض «سيلياك» في الكويت
لماذا تهتم د.وفاء الحشاش بمرض السيلياك بشكل كبير؟
- مرض “السيلياك” ينتشر في منطقة الخليج بشكل أكبر من أوروبا، مبينة أن نسب الإصابة في الخليج بحسب دراسة قامت بها المملكة العربية السعودية تصل لنحو 3%، بينما تتراوح في أوروبا نسب الإصابة ما بين 1 و1.5%.. كما أن عدد المصابين بدول الخليج بهذا المرض نحو مليون و700 ألف من تعداد السكان البالغ 57.3 مليون نسمة بحسب تقديرات 2021، وبذلك يكون عدد المصابين بالكويت بهذا المرض نحو 120 ألفا، مشيرة إلى أن عدد الإصابات للحالات غير المصحوبة بالأعراض هي 1:7. وهذا الارتفاع في الإصابات بهذا الشكل مؤشر خطير يجب الانتباه إليه ومعرفة طريقة تشخيصه وعلاجه.
لماذا أطلقت لقب «المرض المراوغ» على السيلياك؟
- مرض السيلياك مرض لا يمكن تجاهله أو التقليل من شأنه، فهو مرض مناعي ذاتي ومراوغ بسبب الحساسية من الجلوتين الغذائي الموجود في القمح والشعير وحبوب الجاودر، مما يؤدي إلى التهاب ومهاجمة الزغابات المعوية الموجودة في الأمعاء الدقيقة المسؤولة عن امتصاص المواد الغذائية من الطعام، وعندما تتدهور هذه الزغابات، فإن المواد الغذائية لن يتم امتصاصها بالقدر الكافي للجسم.
من المتعارف عليه أن مرض السيلياك شائع عند الأطفال، فهل يمكن أن يصيب الكبار؟
- مرض السيلياك على الرغم من أنه بالفعل يصيب الأطفال في الأغلب، إلا أنه لا يقتصر على عمر معين، بل إن الأكثر شيوعاً هو الإصابة به من عمر 10 إلى 40 عاما.
هناك مجموعات
عالية الخطورة للإصابة منها الأقارب ذوو الدرجة الأولى للمريض
هل هناك أشخاص معرضون لظهور هذا المرض لديهم أكثر من غيرهم؟
- هناك مجموعات عالية الخطورة للإصابة بالمرض، منها الأقارب ذوو الدرجة الأولى والثانية للمريض المصاب، وهي 9% للأشقاء، و8% للذرية، و3% للآباء، كذلك فهناك أشخاص معرضون للإصابة بهذا المرض منهم مرضى السكري من النوع الأول، والتهاب الغدة المناعي الذاتي، ومتلازمة الداون.
كيف يعرف الشخص أنه مريض سيلياك؟
- بعض الحالات البسيطة لا تظهر أي أعراض عليهم، لكن التشخيص يثبت الإصابة بالسيلياك. وقد تظهر الأعراض عند بعضهم بعد تناول الجلوتين لأول مرة، كما تظهر عند آخرين بعد تناوله لأكثر من مرة.
كما يمكن أن تكون الأعراض التي يعاني منها المريض مشابهة لأعراض ترافق أمراضا أخرى، مثل: القولون العصبي، وفقر الدم، والعدوى الطفيلية، والاضطرابات الجلدية، واضطرابات الجهاز العصبي.
من بين أعراض مرض
حساسية القمح:
- الإسهال، وهو أكثر الأعراض شيوعاً.
- مشكلات في الجهاز الهضمي، مثل: الغثيان، تقلصات المعدة، القيء، الانتفاخات، الإمساك.
- فقدان الشهية.
- ظهور دهون مع البراز، بسبب عدم امتصاصها بالجسم.
- التعب والإرهاق؛ بسبب سوء امتصاص الفيتامينات، والمواد الغذائية.
- فقدان الوزن دون سبب.
- آلام في البطن.
- آلام في المفاصل وتشنجات عضلية.
- مشاكل في الأسنان.
- تأخر النمو لدى الأطفال.
- تقرحات في الفم.
- طفح جلدي.
كيف أعرف أن ابني مصاب بالسيلياك؟
- بالإضافة للأعراض السابقة، قد لا ينمو الأطفال المصابون بالسيلياك، وقد يتأخرون في البلوغ (delayed puberty).
هل صحيح أن مرض السيلياك يرتبط بأمراض أخرى؟
- بالفعل للمرض ارتباط وثيق بعدة أمراض أخرى منها سرطان الأمعاء الدقيقة والتوحد والسكري (النوع الأول) وأمراض عصبية أخرى أهمها تلف الدماغ والاكتئاب والصرع والتصلب المتعدد.
كيف يمكننا التأكد من الإصابة؟
- هذا المرض يتم تشخيصه عن طريق فحص الدم للأجسام المضادة، بالإضافة إلى أخذ خزعة من الأمعاء الدقيقة أثناء إجراء منظار المعدة.
بماذا تنصحين مرضى السيلياك؟
- ضرورة استشارة اختصاصي تغذية لتحديد قائمة الطعام التي يمكن أن يتناولها بحيث تستجيب الأمعاء، ويختفي الالتهاب والأعراض بعد أسبوعين على الأقل من بداية نظام غذائي يخلو من الجلوتين، بالإضافة إلى حمية خالية من الجلوتين، ربما تكون حاجة لتناول بعض العناصر والفيتامينات التي يحتاج إليها الجسم نتيجةً لسوء امتصاصها كالحديد، الفيتامينات والكالسيوم.
لا يوجد علاج له ولكن اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين يساعد في السيطرة عليه
هل هناك علاج لهذا المرض؟
- لا يوجد علاج لمرض السيلياك، ولكن اتباع نظام غذائي خال من الجلوتين يساعد على السيطرة على المرض، والوقاية من المضاعفات الطويلة، ومن أهم مضاعفات المرض هشاشة العظام، وفقر الدم، وسرطان الأمعاء، ومشكلات الحمل مثل انخفاض وزن الطفل عند الولادة.