من الكويت بدأت.. واحدة من أبرز مصممات الأزياء العربيات إيمان الأحمد.. إبداع متجدد يحتضن التراث في ثوب الحداثة

إيمان الأحمد إحدى أبرز مصممات الأزياء العربيات اللاتي لمعت أسماؤهن في عالم الموضة والأزياء ليس فقط في بلدها الأردن، بل في العالم العربي أجمع، فهي مصممة ذات رؤية استثنائية، استطاعت أن تعيد تعريف القفطان التقليدي من خلال دمج التراث بالحرفية المعاصرة، لتصنع قطعًا فريدة وخالدة مكنت علامتها التجارية من ألا تكون مجرد دار أزياء، بل احتفاء بالفن، وإرث خالد يعكس الجمال العابر للزمن، فالأزياء بالنسبة لها ليست مجرد ملابس، بل هي امتداد للشخصية والثقافة، ورسالة قوة وتمكين.
بداية المشوار
تقول الأحمد إنها بدأت رحلتها في عالم الموضة والأزياء منذ كانت طفلة صغيرة، حيث كانت تعشق الرسم وتهوى تنسيق الألوان ليتطور ذلك مع مرور الوقت إلى الشغف العميق بفنون التطريز والتفاصيل المصنوعة يدويًا، والمستلهمة من الإرث الثقافي الأردني الغني، حيث نجحت في تقديم تصميمات دمجت فيها بين العناصر الثقافية التقليدية مع أساليب التصميم الحديثة، مما أسهم في تعزيز الهوية الأردنية في عالم الموضة.
وتضيف أنها عاشت طفولتها في الكويت، حيث ولدت روحها الإبداعية. وقالت إنها تستلهم تصميماتها من خلال الرحلات التي تقوم بها والتراث وتنوع الشخصيات التي تلتقي بها، وهو ما دفعها للسعي نحو تغيير مجال الموضة.
وتضيف المصممة أنها تأثرت كثيرًا بمحيطها الثقافي والفني، وهو ما دفعها إلى صقل موهبتها بالدراسة، حيث التحقت بمعهد “مودا بورغو ” لتصميم الأزياء، حتى تجمع بين الموهبة والعلم ولتكتسب المهارات الأساسية التي ساعدتها على إبداع تصاميمها الفريدة.
وتحكي الأحمد مشوارها مع التصميم قائلة إنها بدأت فعليًا في 2006، وكان ذلك بالمصادفة البحتة، حيث كانت تصمم القفاطين لها ولأسرتها ولبعض الأصدقاء، مشيرة إلى أنها وسعت من نطاق دائرتها بتصميم الدراعات للعميلات ممن هن خارج دائرتها المعروفة، أما البداية الحقيقية، فكانت في 2018.
تأثرت إيمان بالألوان الزاهية والتفاصيل الدقيقة في التراث الأردني، مما شكل نواة تصاميمها التي تتميز بالأنوثة والأناقة التي تظهر من خلال تصميماتها التراثية التي تعيد من خلالها إحياء الأزياء التقليدية الأردنية الغنية بالتفاصيل، وتدمجها بأساليب حديثة معاصرة تليق بالعصر الحديث.
وترى الأحمد أن العباءة استعادت أهميتها في الفترة الأخيرة من قبل مصممي الأزياء، ليس فقط في العالم العربي، بل في العالم أجمع، مؤكدة أن “إعادة ابتكار العباءات أصبح يشكل اتجاهًا عالميًا كبيرًا، إذ لم يعد مقتصرًا على الوطن العربي فحسب”.
وأضافت أن القفطان والملابس التراثية أصبحت تلفت الأنظار في كبرى العلامات التجارية، حيث تستوحي الكثير من تصاميمها وأزيائها من الملابس التراثية مثل القفطان المغربي وغيره.
هوية عربية بنكهة عالمية
وتستخدم المصممة الخامات الفاخرة التي تستوردها من إيطاليا والهند وتركيا وأوزبكستان، مما يمنح تصميماتها طابعًا عالميًا مميزًا، بينما تحافظ على هوية عربية قوية، وقد أصبحت تقنياتها المبتكرة في الخياطة والتطريز مرجعًا يُحتذى في عالم الأزياء، حيث تنتشر تصاميمها على نطاق واسع في المنطقة.
رحلة تصميم مستوحاة من الفن والثقافة
وتقدم الأحمد تصميماتها على شكل مجموعات تعد كلا منها تجربة فنية متكاملة، حيث تبدأ العملية باختيار الألوان الجريئة والأقمشة الفاخرة، تليها تقنيات تطريز متميزة مثل أنماط “التاتريز”، التي تسرد قصصًا مستوحاة من التراث، وتكرّم الحرفية العريقة، النتيجة هي قفاطين تنسج بمهارة بين الأصالة والحداثة، متوجة بخياطة استثنائية وتشطيبات راقية تنفذها أيادٍ حرفية ماهرة.
وإلى جانب الدراعات والقفاطين تقول المصممة إنها تصمم أيضًا القمصان والشالات، وتطمح إلى المزيد من خطوط الإنتاج التي تتناسب مع رؤيتها وأسلوبها الفريد.
تمكين المرأة من خلال الحرفية
ولا تكتفي الأحمد بإبداع الأزياء فقط، بل تؤدي دورًا محوريًا في تمكين المرأة، إذ توظف أكثر من 400 حرفية في المناطق الأقل حظا في الأردن، مما يتيح لهن فرصة العمل في التطريز وصناعة القفطان، وبالتالي الحفاظ على هذه الحرفة التقليدية وإعادة إحيائها بأسلوب عصري ومستدام.
الأزياء المستدامة
وفي السنوات الأخيرة، بدأت المصممة بتقديم تصاميم تتماشى مع مفهوم الأزياء المستدامة، حيث استخدمت مواد طبيعية وصديقة للبيئة، وركزت على الابتكار في الإنتاج لتقليل الفاقد لتقليل الآثار البيئية السلبية الناجمة عن تلك الصناعة.
الملكة رانيا تحتفي باليوم العالمي للمرأة بتوقيع إيمان الأحمد
وبسبب تميز تصميمات الأحمد الفريدة، فقد وقع اختيار أيقونة الموضة الملكة رانيا العبدلله على عباءة من تصميمها بغرض ارتدائها في الحدث الذي أُقيم بهذه المناسبة ليكون هذا الاختيار بمنزلة تأكيد على إبداع المصممة.
وكانت الأحمد قد سبق أن عبرت في لقاءات صحافية عن فخرها بهذا الاختيار قائلة: “لم يكن هذا التقدير موجهًا لي فقط، بل لجميع السيدات الحرفيات اللاتي يعملن في مجال التطريز. إنها مهنة يمارسها النساء في منازلهن لإعالة أسرهن”.
وأضافت أنها ممتنة لدعم الملكة رانيا للفنانين والمصممين وروح المبادرة، يعكس هذا الدعم التزامها بتعزيز الثقافة وتشجيع المبدعين، مشيرة إلى أنه “يعد شرفًا عظيمًا بالنسبة لي.. إن هذا الدعم يلهمني لمواصلة الابتكار وتقديم تصاميم تلبي احتياجات المرأة العربية، وتعزز جمالها وأناقتها بطرق استثنائية”.